كُتاب البوابة

التغيير

من منّا لم يتغير؟ من منّا من بقي على حاله منذ ولادته ؟ من منّا من لم تتغير شخصيته وقناعاته على مر السنين؟
التغيير جزء لا يتجزأ من حياتنا والحكيم فقط من يدرك متى يتحتّم عليه التغيير.

التغيّر حسب متطلبات الزمان

لا إشكالية في مواكبة تطورات زماننا لأن الزمان يتغير بتغير الإنسان على مر العصور. الإشكالية في تتبع وتطبيق كل محدثٍ في عصرنا سيئاً كان أو غير ذلك دون مراعاةٍ للدين والقيم، فهناك محدثات لا تتناسب مع ديننا وقيمنا الفاضلة وأخرى مخالفة لفطرتنا الصحيحة لذلك علينا التأمل والتفكير قبل قبول التغيير.

متى يتحتّم علينا تقبل فكرة التغيير

لا شك أنّ معظمنا بل جلّنا يملك من الطباع والعادات السيئة والأفكار السلبية التي تحتاج إلى تغيير، وهنا يتوجب الترحيب بفكرة التغيير لأن ذلك سيحسن من ثقتنا وحبنا لأنفسنا وحياتنا ويجعل علاقاتنا مع المحيطين أكثر سلاسة ومرونة.

قريش أفضل مثالٍ للتغيير

حين بعث الله محمداً إلى قريش أرسله لتغيير دينهم الوثني بالتوحيد وتغيير نمط حياتهم الجاهليّ مع ما يتناسب مع الإسلام والإنسانية. فغير تشريعاتهم الظالمة للمستضعفين من الناس، وغير عاداتهم وتقاليدهم الباطلة ،فقضى على العصبية القبلية والوأد الذي يرتكب بحق الإناث. ومنح الحرية للرّق الذين سلبت حريتهم وعذبوا بكل وحشية دون ذرة إنسانية. لم يترك عادة سيئة قد توارثوها من آبائهم إلا وقطعها من جذورها حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من سلام والتحام.

هل يمكن تغيير العالم

لا شيء يبقى على حاله. يمكن للعالم أن يتغير بعد جهدٍ مبذول وصبرٍ يعان به. فرسولنا صلى الله عليه وسلم حصد ثمار جهده بعد صبر حتى نال غايته. فقد زرع بذرة التغيير في حياته ولكنها نمت وكبرت بعد قرون من موته. وبذلك تعلمنا من قائدنا ونبينا الكريم أن لا يأس مع الحياة، واليقين مرآة الإنجاز ومن زرع سيحصد ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى