يعرف التنمر بأنه شكل من أشكال السلوك العدواني الذي يتسبب فيه شخص ما عن قصد وبشكل متكرر في أذية شخص آخر. و يمكن أن يتخذ التنمر شكل التنمر الجسدي كالعنف أو التنمر اللفظي مثل الشتم والسب و السخرية سواء على أرض الواقع أو على منصات التواصل الاجتماعي.
أسباب التنمر
و يأتي التنمر بناءً نتيجة لاختلافات بين الناس أشهرها:
- لون البشرة : حيث يعتبر من أكثر أشكال التنمر انتشاراً و غالباً ما يقع ضحية هذا النوع هم أصحاب البشرة السوداء حيث عانوا من العبودية القاسية في القرون الوسطى و خسر الملايين منهم أرواحهم جراء تعذيبهم و لا زال أحفادهم لليوم يعانون من التنمر و العنصرية في أغلب دول العالم إلا أن القوانين و التعليم ساهما بزيادة الوعي و خفض حالات العنصرية إلى حد كبير.
- الإنتماء الديني : دوماً ما تعاني الأقليات المتدينة في دول العالم من تنمر الأكثرية و يتطور الأمر إلى حرمانهم من حقوقهم بأداة عباداتهم و شعائرهم الخاصة.
- الإنتماء القومي او القبلي : ينتشر هذا النوع من التنمر في البلدان الواسعة حيث تنتشر القبائل و تتعدد القوميات و تختلف الثقافات في البلد الواحد فتجد أبناء القبيلة المعروفة يتنمرون على أبناء القبائل الأخرى الأمر الذي بدوره يخلق عداوات بين القبائل على المدى البعيد.
- المستوى المعيشي : ينتشر هذا النوع في المدارس و الجامعات حيث تكون ضحيته أحد الطلبة أبناء الطبقة العاملة و يؤثر هذا بشكل سلبي على تحصيلهم الدراسي وعلى حضورهم في المدرسة و قد يصل بهم الأمر إلى التخلي عن مسيرتهم التعليمية.
أثار التنمر على الضحية
و بالرغم من اختلاف دوافع المتنمر إلا أن أثرها على الضحية نفسه حيث يؤدي إلى فقدان الضحية ثقتها بنفسها و انطوائها عن المجتمع إضافة إلى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى الطويل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والقلق. و من الممكن أن تلجأ الضحية للسلوك العدواني نتيجة للتنمر و العنصرية، فقد يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر أو إلى إنسان عنيف. كما يزداد انسحابه من الأنشطة الاجتماعية في العائلة أو المدرسة، حتى يصبح إنسانا صامتاً ومنعزلاً. وفي أسوأ الأحوال قد يصل التنمر بالضحية إلى الانتحار، إذ أثبتت الدراسات أن ضحايا الانتحار بسبب التنمر في ازدياد مستمر، خاصة بعد وجود التنمر الإلكتروني و إنتشاره.
قوانين مناهضة التنمر
بسبب قيام الثورات و الحروب قبل عشرات السنين تحررت دول العالم من العبودية و بفضل المظاهرات وضعت الدول قوانين لمناهضة العنصرية و تطور الأمر إلى تجريم التنمر و سنت عقوبات رادعة بحق المتنمرين على سبيل المثال تعاقب المملكة العربية السعودية المتنمر البالغ بدفع غرامة تصل إلى 500 ألف ريال سعودي بالإضافة إلى السجن لمدة تصل إلى عام أو إحدى العقوبتين إذا ثبتت التهمة ضدهم عند ارتكابهم أعمال التنمر.
اما إن كان المتنمر قاصر ( أحداث) فالعقوبة تختلف من حالة لأخرى بناءً على حسب حجم فعل التنمر وجسامته وخطورته والأضرار الناتجة عنه.
علاج ضحايا التنمر
التنمر ليس مشكلة صحية عقلية في حد ذاتها ، على الرغم من أنها يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق. لكن يجد الكثير من الناس أن العلاج يتضمن إختراق العزلة و الوحدة ، ويمكن أن يساعد الناس بعضهم البعض على استعادة ثقتهم بأنفسهم بعد التنمر. و قد يدعم العلاج إتخاذ الضحية إجراء رسمي ضد المتنمر أو المدرسة أو مكان العمل.
