يعيش الإنسان في هذه الحياة وفق قوانين عديدة تحكمه فنحن لم نخلق عبثا ولا هذا الكون أتى من فراغ ، وإنما لمهمة عظيمة وهي عبادة الله جل جلاله في المقام الأول ، ولأغراض عديدة منها المبادئ والقيم ، فمبادئ الحياة عبارة عن قوانين الحياة التي تقوم عليها أفكارنا ، والأساس التي ينبغي على الجميع اتباعها والقيام بها ؛ ليتمكن من اتخاذ قراراته وفقا لِمَا توصل إليه من نتائج ولا يتعارض مع مبادئه وقيمه .
الكثير من الناس أصبحوا يفضلون مصالحهم الشخصية على مصلحة المجتمع ، مما أوجد نوع من الأنانية والنفاق بين الناس لذلك بدأت الوجوه تظهر على حقيقتها , دائما ما نسمع أنا مبادئي وقيمي لا تسمح لي ، وتعودنا على مثل هذه العبارات والأقاويل والأحاديث التي لا تُطبق ، فالمبادئ ليست شيئاً ميتاً يرقد في بطون الكتب ؛ بل شيء حي يسكن في كيانك دون أن تدري ، والتنازل عن مبادئك وقيمك مثل التنازل عن شخصيتك فالمبادئ لا تقبل أنصاف الحلول ، لذا أصبحنا نتعجب ممن يملك قيمًا وأخلاقًا واضحةً في شخصيته ونقول هذا الشخص أمره غريب ، وفي الحقيقة هو من يتعجب من أمرنا .. فمن بطن المبادئ تولد القيم وقد ورد عن رسولنا الكريم ﷺ أنه قال : ( إِنَّمَا بُعِثت لِأُتَمِّم مكارم الأخلاق ) فالأخلاق هي التي تمثل المبادئ والقيم السامية للفرد أَيًّا كان ، ونبينا ﷺ هو الذي أرسى هذه المبادئ والقيم ، لتكون منهاج حياة يسير عليها الصغير والكبير ، وفي مبادئ الحياة تولد القيم .
الإنسان في هذه الحياة يعيش بمبادئه وقيمه فيجب ألا يتخلى عنها مهما كان فهي حياته ومماته .
