كُتاب البوابة

التنمر

ذاك المرض النفسي الذي لطالما اجتاح العالم أجمع ، وبات يزداد مرضاه يوماً بعد يوم متأثرين بعدوى “الطقطقة”
فصرنا نجدهم في مدارسنا ومنازلنا ومجالس لهونا وبين أهلينا ، ضحاياه في ازدياد والضحية أمست جانية مع تراكم الضغوطات ، فيتنمر الطالب على زميله الكسلان والأخ على أخيه المتلعثم بالكلام والصديق على صديقه الأبهق ، صورهُ عديدة وليس بالضرورة أن يكون بالقول فهناك من يتنمر مستخدماً أسلوب الهمز واللّمز، وفي بعض الحالات يتطور إلى حد أذية ضحيته جسديًا .

لربما كان التنمر بنية التسلية والطقطقة كما يزعمون ؛ ولكن الجرح الغائر الذي تسببته لأخيك سيترك آثاراً وندوباً بعد الإلتئام ، امزح و”طقطق” فرسولنا كان يمزح أيضاً ولكن امزح دون سخرية أو أذية ، ولا تغتر بالحشد الذي يبتهج برؤية سكاكينك التي تقذفها مدميًا بها من حولك ؛ لأن هذا الحشد الكبير وتصفيقهم الحار سيتلاشى بعد أن تصيبهم سهامك واحداً تلو الآخر.

المتنمر لا يهمه مشاعر الأحبة والأصدقاء بل كل اهتمامه يصب في إضحاك من حوله والحفاظ على زعامته بينهم ومكانته التي نالها بتدمير غيره ، وقد ذكر الله جل جلاله أدبًا في كتابه الكريم فقال : (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” لأن خاطر الإنسان من أوائل اهتمامات ديننا ، وكف الأذى عن الناس حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه معاذ رضي الله عنه “… وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم” فالأية والأحاديث السابقة كلها تدل على عظم ما نتفوه به، وأنّ الصمت أبلغ من الكلام حين لا نجد كلمة رقيقة نقولها. فرب كلمةٍ لا نلقي لها بالاً تهوي بنا في نار جهنم سبعين خريفاً.

خاتمة

أخي المتنمر :
تذكر أن لسانك هو حصانك الذي يقودك إلى الفوز أو الهلاك فقُدهُ إلى الكلمة الطيبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى