البيوت أسرار.. هذا ما تعودنا أن نسمعه في العالم العربي منذ الطفولة، إلا أن خصوصيات الفنانين غيّرت هذه المقولة وأصبحت البيوت ليست أسرار بل فضائح، وفي هذا المقال سنتعرف على الأسباب التي تدفع الفنانين لنشر أخبارهم وخصوصياتهم أمام العالم.
خصوصيات الفنانين بين الماضي والحاضر
كانت معلومات الفنان الشخصية أمراً سرياً يتسابق الصحفيون لكشفها واعتبارها سبقاً صحفياً، وكان الفنان يختار مقابلاته الصحفية بعناية فائقة ويدرس كلماته وتصريحاته بشكل كبير.
أما اليوم فأصبحت خصوصيات الفنانين أمراً متاحاً للعلن ولعامة الناس، فكل فنان من الفنانين له صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي يشارك عليها أدق تفاصيل يومه وخصوصياته.
تنافس في عرض الخصوصيات
لا نبالغ عندما نقول أن هناك منافسة حقيقية بين الفنانين في كشف وإعلان خصوصياتهم التي تجذب الانتباه وتجذب المتابعين أيضاً، حيث يتفاخر كل فنان بعدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، وبأنهم يعرفون عنه الكثير من المواضيع والأمور الخاصة، فالفنانين وعلى صفحاتهم أصبحوا يوثقون رحلاتهم وسهراتهم وحفلاتهم وكواليس التصوير ويطلقون المسابقات والبث المباشر مع المتابعين، في وقت قلّت فيه خصوصية الفنانين بدرجة كبيرة، بل إنها انعدمت بشكل كبير.
تأثير السوشيل ميديا
لم يعد الفنانين بحاجة لوسائل الإعلام التقليدية من تلفزيون ومجلات لإجراء لقاء صحفي ينشرون من خلاله أخبارهم التي تهم جمهورهم.. بل أصبح بين أيديهم أجهزة ذكية تحقق لهم ما يرغبون به من خلال التقاط بعض الصور والفيديوهات وتحميلها بثوانٍ معدودة.
فالسوشيل ميديا تحديداً كسرت الكثير من الحواجز وربما كسرت جدران البيوت وسمحت لآلاف وربما ملايين الناس باستراق النظر والتنصت على الأحداث والمعلومات والخصوصيات والمشاكل والخلافات الشخصية.
وإن كان لهذه الوسائل تأثير إيجابي أحياناً إلا أن الأثر السلبي لها أكبر بكثير مما يمكن توقعه أو حساب نتائجه.
مكاسب وراء نشر خصوصيات الفنانين
قد تعتقد أن خصوصيات الفنانين أمر غير مقبول نشره وربما هناك سبب خفي وراء نشرها، إلا أننا نؤكد لك أن نشر خصوصيات الفنانين على صفحات التواصل الاجتماعي هو أمر محبب لدى هؤلاء الفنانين لأسباب عديدة ودوافع كثيرة ولعلّ أبرزها حب الشهرة والظهور، فمع وجود عدد كبير من الفنانين على الساحة الفنية اليوم سواء كممثلين أو مغنيين، فالساحة لا تسع لتوزيع الأضواء على الجميع، فوجد هؤلاء الفنانين في نشر خصوصياتهم أمراً يجذ الأضواء ويجعلهم في وسط الشهرة.
كما أنه لا يخفى على أحد أنه كلما كثر عدد متابعي فنان ما كلما تسابقت الشركات الكبرى الإعلانية والدعائية لتوقيع المزيد والمزيد من العقود معهم، وهذا ثمنه بلا شك المزيد من نشر وعرض خصوصيات الفنانين وما يتبعه من أموال وإعلانات تنهال على الفنان.
عدد المتابعين هو فرصة للفنانين للمفاخرة وإظهار كل علامات البذخ والترف فتجد فناناً يحتفل بوصوله إلى 100 ألف متابع وآخر إلى 200 ألف وهكذا، في حين يتهافت عدد آخر للحاق بالتريند من حفلات إعلان جنس المولود إلى تصوير مقاطع تيك توك وغيرها الكثير.
هل يحول إيلون ماسك “تويتر” إلى بنك؟
مشهورون بالصدفة!
لا تستغرب هذا العنوان، فهناك الكثير ممن أصبح مشهوراً على وسائل التواصل الاجتماعي ليس بسبب أعماله الفنية وإنجازاته، وإنما بسبب نشره مقاطع فيديو قد تكون تمثيلية أو غيرها وجذب من خلالها عدداً كبيراً من الجمهور.
كما أن بعض الفنانين استغلوا ضجة إعلامية معينة حول إحدى المواضيع التي تتعلق بخصوصية الفنانين ومن ثم توجه بشكل كامل إلى السوشيل ميديا متناسياً أعماله وضرورة البقاء وسط الجو الفني الذي هو بداخله، حتى أن أضواء السوشيل ميديا أثرت بشكل كبير على اختياراته.
وعلى الرغم من أن هذا الأمر جيد بالنسبة للفنانين إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للمراهقين الذين يتابعونهم دون قدرة واضحة منهم على التمييز بين الأمر الجيد والصحيح وبين الأمر الخاطئ، فاختلطت المعايير وأصبح الممنوع متاح وأمام العالم والملأ.
خاتمة
في الحالة الطبيعية والعادية فمن الواجب والضروري أن يكون للفنان صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ليبقى قريباً من الناس ويسمع آرائهم ويتقبل كلماتهم، لكن ما يحدث اليوم هو ضجة إعلامية يحاول خلقها بعض الفنانين لكسب المزيد من المتابعين والشركات، فأصبح كل فنان يدير صفحته وربما ينشئ صفحات وهمية أخرى ليدعم نفسه افتراضياً ويذمّ غيره من الفنانين ومن يدري فالقادم قد يكون أعظم!