بعد أن اتجه العالم بشكل كبير نحو العملات الرقمية المشفرة برز سؤال هام هو إلى مدى سيكون التطور التكنولوجي آمناً، فالوقت يبدو أنه قد حان لحصد نتائج هذه الثقة الكبيرة بالعملات الرقمية، بعد أن برزت إلى الواجهة أزمة شركة FTX الكبيرة.
العملات الرقمية المشفرة وتطور التكنولوجيا
حظيت فكرة العملات الرقمية بالترحيب الكبير والقبول المتزايد ومن ثم لقيت نجاحاً وطلباً جعل أسعار العملات الرقمية تزداد بشكل جنوني ووصلت إلى مستويات قياسية كان من الصعب التخيل بأنها ستكون موجودة يوماً.
فكرة العملات الرقمية
إن فكرة التعامل بالعملات الرقيمة ليست وليدة الساعة ولا حتى العام، بل تعود إلى ثمانيات القرن الماضي وخاصة في هولندا، بعد أن أطلقت محطات التزويد بالوقود هذه الخدمة على الطرق السريعة، وذلك لأن هذه المحطات كانت تشهد عمليات سرقة وهجوم متكرر عليها، ولهذا عمدت الإدارة إلى التفكير بحلول مفيدة ومريحة ومربحة أيضاً، فتم ربط النقود ببطاقات خاصة تمكن من خلاله السائقين بالحصول على الوقود دون الحاجة للتعامل بالنقود الورقية في هذه المحطات.
تطورت الفكرة فيما بعد ليتم حفظ النقود ضمن بطاقات إلكترونية مشفرة وتحوي أرقاماً مشفرة بشكل إلكتروني، ليكون في مقابله جهاز مبرمج خصيصاً لفك شيفرة هذه الأرقام.
وبهذا انطلقت فكرة العمليات الرقمية المشفرة في التعاملات الآمنة والسرية حسبما تم الإعلان عنها عند بدء الترويج لها، إلا أنه لا وجود حقيقي أو ملموس لبنك أو جهة معينة مركزية للتحكم بها.
حسنات العملات الرقمية
لهذا النوع من العملات مزايا عديدة نذكر لكم منها:
- الأمان والخصوصية فهي تحافظ على سرية البيانات والمعلومات وتحمي حامل البطاقة من سرقة أمواله بطرق غير معلومة.
- صرف العملة بسهولة حيث أنه من الممكن استخدام العملات وصرفها بسهولة واستبدالها بالعملات النقدية وبقيمتها تماماً.
- قلة تكلفة التحويل، فمن المعروف أن عمليات التحويل تجري بعد وجود عمولة على عمليات التحويل وبالتالي فإن العملات الرقمية توفر على المستخدم هذه العمولة وغيرها من عمولات التحويل الأخرى.
البنوك المركزية العالمية تحذر من العملات الرقمية الافتراضية
سيئات العملات الرقمية
على الرغم من وجود العديد من الميزات إلا أن هناك أيضاً بعض السيئات ومنها:
- التعاملات غير القانونية، فعلى اعتبار أنها عملة رقمية ومشفرة وتحافظ على السرية والخصوصية فإنه من غير الممكن أن يقوم أحد ما بتتبعها وبالتالي لا يمكن أن للحكومات أن تعرف مصدرها.
- بورصات تداول هذه العملات تكون عرضة للاختراق المتكرر والمستمر، وبالتالي فأنت مهدد لسحب كامل رصيدك وسرقتك، فمن يتمكن من اختراق البورصة لن يصعب عليه اختراق بطاقتك الخاصة!.
انتشار العملات المشفرة الرقمية
على الرغم من المساوئ العديدة لهذه العملات إلا أنها ماتزال تلقى رواجاً كبيراً باعتبارها إحدى التطورات التكنولوجية التي سيصل إليها العالم آجلاً أم عاجلاً، إلا أن هناك فرق بين بين العملات المشفرة الرقمية التي تكون خاضعة لمركزية بنك دولي أو مؤسسة حكومية تحافظ على سرية البيانات والأرصدة والمعلومات وبين عملات لا يمكن التنبؤ بمن يقف خلفها أو يكون سبباً في هبوط قيمتها أو ارتفاعه ومعايير هذه الحالات.
كيف يمكن أن تحمي نفسك وعملتك؟
إن العامل الأبرز في حماية استثماراتك الرقمية المشفرة هو معرفة مع من تتعامل، فلا يمكن لأي شخص أن يثق بشخص غريب ويضع أمواله وحياته بين يديه وهو لا يعرفه، لذلك فالنصيحة الأساسية تكمن في معرفة من يقف خلف هذه العملة أو تلك.
وعلى الرغم من أن العملات المشفرة تكون مجهولة حفاظاً على السرية والخصوصية، وكما أنها تكون لا مركزية بل فقط وسط عالم رقمي افتراضي، إلا أن هناك مؤشرات تدل على هوية كل مكان ويكفي فقط جمع بعض الدلائل حولها.
أما في حال كانت الاستثمارات الرقمية مع جهات مركزية ومعروفة وتضمن السرية والخصوصية فهذا لا محال من مجالات التطور والتقدم الذي سيصل إليه مختلف الأفراد حول العالم.
خاتمة
في حال كنت تستخدم العملة الرقمية فكل ما عليك فعله هو أن تكون أكثر حذراً وحيطة حول مواضيع الأمان والتي تتعلق بشكل كبير بحياتك ومدخراتك التي سعيت لسنوات للحفاظ عليها، ولا تنسى أبداً أن لايجب على أي شخص أن يثق بالأجهزة الإلكترونية، فمهما بلغت درجة الاحتياط والأمان ستبقى عرضة للاختراق والقرصنة، فالتطور التكنولوجي سلاح ذو حدين
