منوعات

حرية الصحافة أم عدالة القضاء؟

لابدّ أنك سمعت مؤخراً عن قضية الإعلامية الكويتية فجر السعيد، التي صدر حكم بحقها بالسجن لمدة 3 سنوات مع وقف التنفيذ، لكن ما الذي يحكم ما بين حرية الصحافة والصحفيين وما بين حكم القضاء والعدالة، تابع معنا لتعرف تفاصيل أكثر عن الموضوع.

حرية الصحافة

تنادي الكثير من الدول حول العالم بما يعرف بحرية الصحافة، لكن إلى أي مدى تكون هذه الحرية متاحة وصحيحة؟، وهل هي حرّة حقاً؟ بالتأكيد لا، فأي وسيلة إعلامية سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مقروءة فلا بدّ من أن تكون خاضعة بشكل أو بآخر لسيطرة الحكومات التي تقع فيها، بغض النظر عن مسألة الموضوعية الإعلامية.

دعاوى قضائية باطلة

تنتشر حول العالم دعاوى قضائية مضللة ولا علاقة لحرية الصحافة هنا بها، أي أنه لا وجود لها ولا أساس لها من الصحة ولكنها فقط تسعى لإخافة الصحفيين حول العالم وتهديدهم ومنعهم عن نشر أي معلومات قد تمس من هيبة الدولة وسيادتها أمام الدول الأخرى.

وإليك أبرز القضايا التي قد تكون عرضة للجدل بالنسبة للصحفيين

  • التشهير

قد يقع الصحفي ضحية قضايا تتعلق بالتشهير أو ما يعرف بقضايا القدح والذم، وهي من أكثر القضايا التي تعيق حرية الصحافة وهذا من شأنه أن يسبب مشكلة كبيرة للصحفي، وقد تتسبب بسجنه وفرض عقوبات وغرامات مالية عليه.

وليتجنب الصحفي هذه المشكلة لا بد أن يكون دقيقاً فيما ينشره، وأن ينسب كل اقتباس مصدره بكل دقة وأمانة، وذلك ليخلي المسؤولية عن نفسه بشكل رئيسي، ومن الممكن أيضاً أن يبقي بعض الأدلة معه كالمحادثات الهاتفية وكذلك الأمر بالنسبة للتسجيلات الصوتية بعد أخذ الموافقة طبعاً وإلا ستكون دليلاً ضده بكل تأكيد.

وعليك أن تتذكر دائماً أن قضايا التشهير هي قضايا مكلفة وتأخذ وقتاً طويلاً، وإن كنت متأكداً من أنك على حق فلا يجب أن تغفل هاتين النقطين.

  • الجرائم الإلكترونية

قد يقع أحد الصحفيين ضحية للجرائم الإلكترونية، وذلك نظراً لما توفره هذه الوسائل من شعور بالحرية الافتراضية والتي تكون سبباً في تدهور العديد من الصحفيين وإساءة استعمال هذه الوسائل التي تكون دليلاً قاطعاً أمام المحاكم، فالصفحات الشخصية هي ناطق باسم كل صحفي.

كما أن هناك العديد من الحملات التي تستهدف الصحفيين أنفسهم كمحاولات الابتزاز وحملات لتشويه سمعة الصحفي النشط وإسكاته عن الحقيقة.

وعلى الرغم من انتشار هذه الأنواع بشكل كبير، إلا أن الدول لم تقف ساكنة، بل إن هناك العديد من الدول التي سنّت قوانين وتشريعات بخصوص الجرائم الإلكترونية لكي لا تكون ساحة الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي مكاناً لانتشار الفوضى بشكل عام.

عدد سكان العالم والكثافة السكانية نعمة أم نقمة؟

المراقبة والتجسس على الصحفيين

كثيراً ما يكون الصحفيون عرضة لعمليات التجسس أو حتى المراقبة، حتى أن الموضوع قد يصل لحدّ محاولات اختراق الأجهزة الإلكترونية سواء الهاتف المحمول أو الحاسب الآلي.

وغالباً يتعرض الصحفيون الاستقصائيون لمثل هذه المواضيع بقصد إسكاتهم أو ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم عن قول الحقيقة، ولتجنب مثل هذه الحالات يجب أن يكون لدى الصحفي دليلاً كاملاً وخطة عمل ثانوية يعمل عليها ويلجأ لها في حال تعرضه لأي مضايقات.

كما من الضروري أن يمتلك الصحفي نسخاً احتياطية من البيانات التي يصل إليها أولاً بأول وأن تكون جميعها محمية ومؤمنة وألا تكون عرضة للسرقة أو الاختراق والتعديل عليها.

ماذا تفعل في حال تمّ حجزك أو اعتقالك كصحفي

بداية عليك أن تتأكد من الأشخاص هل هم فعلاً عناصر شرطة أم أنهم منتحلين للشخصيات.

لا ننصحك بتصوير لحظات الحجز فهذه الأمور من شأنها أن تثير غضب واستياء عناصر الشرطة ويدفعهم لمصادرة كاميراتك أو معداتك.

حاول أن تتعرف على الأشخاص الذين يحاولون احتجازك، رتبتهم، المناطق التابعين لها، الأسماء إن أمكنك ذلك وبالتأكيد هذه المعلومات بسيطة ويمكنك معرفتها دون سؤال أي شخص.

خاتمة

حرية الصحافة حق لكل صحفي، ودليل الصحفيين هو أمر يجب على كل صحفي حول العالم أن يتقنه، فهو بالإضافة لكونه دليلاً مهنياً وأخلاقياً فهو يساعد الصحفيين على تجنب الوقوع في المشكلات والأزمات التي سيكون بغنى عنها.

ولكل دولة دستور إعلامي أو قانون إعلامي خاص بها، يضمن حرية الصحافة، ومن المفضل أن تطلع عليه كصحفي وكمواطن عادي، لتعرف ما هي حقوقك أمام الإعلام وما هي واجباتك كصحفي، وما الذي يضمن حقوقك، وما المواقف التي تكون فيها ضعيفاً ويكون القانون عليك وليس معك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى