الله الله يا منتخبنا
أتذكر جيّداً تلك اللحظة التاريخية التي أُعلن فيها عن الدولة المستضيفة لمونديال كأس العالم 2022 .
قبل ١٢ عاماً كان السباق محموماً بين أستراليا والولايات المتحدة وقطر واليابان وكوريا وفي ذلك السباق كانت الأماني كبيرة أن تحظى بهذا الشرف وفي انتظار الإعلان لحظتها العرب العرب كلها. أعلن السويسري سيب بلاتر عن قطر فكانت الإعلان غير المتوقع مصحوباً بفرحة هستيرية .
١٢ عاماً كنا نراها بعيدة وكنا نعتقد حقيقةً أنها مهمة لا يمكن لدولة بحجم قطر أن تستضيف كل هذه الحشود وتنظم هذا الحدث العالمي .
مرت السنوات سريعة وفي تعاقبها كنّا نرى كيف كانت قطر تسابق الزمن لتكون لائقة باستضافة العالم ، سباق محموم في الوزارات والهيئات ومتابعة دقيقة من حكومة قطر وهمّة شعبها ،البنية التحتية والفكر الإداري والمشاريع النوعية والأفكار الإدارية مرّت بإستراتيجيات متطورة جدّاً حتى رأينا الأيام العشرة قبل كأس العالم وجمال الافتتاح ودقّة التنظيم .
وإن كانت صغيرة المساحة لكنها دولة ولدولتها قيادة تدرك قيمة الحدث وتتقن اختيار العناصر والطاقات البشرية .
مع هذه التحولات والترتيبات في ١٢ عاماً مرت السعودية بتحولات عظيمة على مختلف الأصعدة والرياضية منها والتي شهدت في الفترة الأخيرة عصرها الذهبي من الاهتمام والتطور بمتابعة قيادة سياسية تدرك القيمة الرياضية لذا اختارت لها رجل بقيمة عبدالعزيز بن تركي الفيصل .
هذا الاهتمام الذي نرى نتائجه على دوريات المملكة المختلف وفئاتها السنية كذلك كان ولا بد أن يترجم بتوفيق الله في دوحة الخير وفي البطولة التي تشغل العالم وأمام منتخبات النخبة .
وفي طريق المهمة كان رينارد يتابع ويتنقل مع كل مباراة لمتابعة اللاعبين من خلال المباريات ومع إدارات الأندية وهذا ما جعل مرحلة الإعداد تكون متوازنة في عناصرها ونتائجها وخططها.
في مباراة الأخضر الافتتاحية والتي جعلته وجهاً لوجه مع منتخب بلاد الفضة ( الأرجنتين) لم يكن الأغلب على تفاؤل ليس تقليلاً من العاقل لكنه إدراك للقيمة الفنية لتوليفة رفاق ميسي ودي ماريا.
رينارد دخل بخطته لكنه لم يدخل بتكتيكه المعتاد .. مصيدة التسلل كانت المفاجأة لنا ولكل من تابع ما يزيد على تسعين دقيقة في مهمة لوسيل .
كذلك الخطة التي دخل بها في الشوط الثاني وطريقة الضغط على حامل الكرة والتحول السريع والارتداد كذلك .
كل هذا وأكثر جعل أسطورة الأرجنتين ورفاقه أمام منتخب منظم وصعب جداً استحق أن يخرج بفوز للتاريخ ويكسر رقم الأرجنتين ويكون العربي الأول الذي يحطم منتخباً كهذا في كأس العالم .
فرحة عارمة وتفاعل على المستويات كلها بدءا من القيادة مروراً بمؤسسات الدولة وحتى أصغر مواطن .
من شاهد مشاعر الفرح يتأكد بما لا يدع مجال للشك أن للوطن رجال وللفرح شعب وأن الأحلام الكبيرة تمر بالاختبارات الصعبة .
ما قدمه رجال الأخضر في قطر يثبت أن خلف الإنجاز دعماً غير مسبوق وتهيئة مستحيلة مرت وتركّزت في كلمة الأمير محمد بن سلمان ( استمتعوا ) .
وسنبقى نعلّق الآمال بعد توفيق الله على رجال المملكة في كل المجالات .. القادم بحاجة للتركيز حتى يصنع البطل الفرح ونعيشه .
أخيراً:
احتكاك ياسر والعويس يثبت أن الهدف واحد لحماية الاسم الأخضر مهما كانت النتائج .. والله الله يا منتخبنا