القاتل البطيء
شيخٌ على حافة العمر يبتلع دواء القلب بعد أن دخن سيجارته الثالثة ، ورجل طُرد من عمله فأشعل سيجارته ليرتاح من قلقه ويخفف عنه حدة الفاجعة ، وطبيب نصح مريضه بعدم التدخين حتى يستعيد عافيته وما إن غادر حتى وقف على الشرفة متلهفًا لتدخين لفافة التبغ الثانية ، ومراهق أقبل على أصدقائه والسيجارة في يديه ظناً منه أن هذا السم سيجعل منه رجلاً نبيلاً في عيون الرجال ، وفتاة أشعلت هي الأخرى سيجارتها متباهيةً بها وهي تتراقص على السناب زاعمةً محاكاتها لموضة أيامنا الحاضرة !! ما بالنا نزهد بحياتنا من أجل متعةٍ تُشترى ببضعة ريالات، إنّ عافيتنا لا تقدّر بمئات المليارات، سنسأل في قبورنا عن كل هللةٍ كيف كسبناها وفيم صرفناها فكيف ستكون الإجابة ؟! إنّ لأنفسنا علينا حقاً، وحقها علينا أن نبقيها بأفضل الأحوال. وقد ذكر ذلك الصحابي الجليل سلمان الفارسي ناصحاً أخاه أبا الدرداء رضي الله عنهما حين أنهك بدنه بكثرة الصلاة فقال له” إنّ لنفسك عليك حقا..” فكان النهي هنا رغم أنّ ضرر النفس كان من أجل عبادة الله والتقرب إليه؛ أليس من باب أولى أن يشتد النهي عند تعلق الأمر بشهوات النفس؟! وقال الله تعالى “… ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..” في هذه الآية الكريمة وصانا الله أن نبتعد عن كل أمر يؤدي بالنفس إلى الهلاك أو يتسبب بضررها. لذلك أخي المدخّن والمدمن على كل ما يُؤذي جسمك وصحتك ، تذكر أن الموت في سبيل التدخين كالموت منتحراً كلاهما يلقي نفسه بنفسه في هاوية الهلاك.