كُتاب البوابة

بات الانتشال إجبارًا لا خيار

يعاني المجتمع من آفة تسمى ” التنمر ” وما زال غالبية الناس يغفل عنها ولا يعي مدى خطورتها وتنوع أشكالها ،حيث طوت عليهم هذا الآفة صفحات الألم وتلاشى ضوء شمعة أحلامهم إلى أن وصلوا إلى نفق مسدود غايته هو الاستسلام خلف سلطة هؤلاء المتنمرين العدوانيين الذين وصلوا إلى مستويات مزمنة خرجت عن مكيالها الذي لا يمكن علاجه بالقوى المتوفرة. نحن جميعًا وبلا شك نزج بأنفسنا جماعات متفاخرين بشريعتنا الإسلامية وخلف كل فاسد نعلو بأصواتنا لينال عقوبته المستحقة والتصدي لها ، وفي الوقت ذاته متجاهلين متساهلين ما يظهر على الساحة الأخرى من المقعدين ومن هم في أرذل العمر ، ودون سن السادسة أيضا ) يتبادلون أسفا أعراض التعب المنهكة والإغماءات المتكررة التي لا تتواكب نفوسهم البريئة مع المجريات العدوانية حولهم.
إن من المؤسف أن يولد أبناؤنا على الفطرة الصحيحة الإسلامية ونضعهم وسط هؤلاء عديمي الخلق فهذا ليس من مقاصد شريعتنا الغراء التي تحثُّ على دفع الضرر وإيقافه وتربية الأبناء على الخلق الحسن والرأفة بهم ، وعدم المساس بكرامة الآخرين وحقوقهم لأن هذا هو ما تعلمناه من نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعمل به إلى يومنا هذا.
لذا أرى أن يكون هناك “رعاية مكثفة” بهؤلاء الضحايا وجعلها المادة الأساسية لهم في التكوين الصحيح لحياتهم حتى ينتج لنا في المستقبل جيلًا جديدًا ملتزمًا بالأخلاق المحمدية ، ويبني معنا سلم الحياة السعيدة محققاً الغاية المنشودة وهو بأتم النضج العقلي والفكري .

إن “التنمر” آفة شديدة الانتشار وسريعة القتل سفكت دماء وأردت جثثًا وبات الانتشال إجبارًا لا خيار .. ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ ) فبالقلب هنا ترتكز الأعمدة الكثيرة منها الروحية والمهنية والصحية والعقلية والاجتماعية .. وعليها يرتفع البناء ويشيد ، وعليها تحارب الرذيلة وتشجع الفضيلة ، ويصلح الحال وتنهض الأمة.
فما دمنا نحن على هذا القدر الكبير من الوعي والمسؤولية تجاه هذه الأمور فلا نريد أن نقف مكتوفي الأيادي حتى يتمكن المتنمرين من إيصال مادتهم العلمية السامة عاما تلوَ الآخر ! فصمتنا عنهم وتركهم دون مناضلة سيجعلنا نجني ثمارًا تحمل قهرًا وغصات بسبب صمتنا المذموم .

ماذا عن صغير ظن أن ضياع الأدب هو السلوك الأمثل لبناء شخصية جبارة حتى نشأ النشأة الخاطئة ناقلا إياها أبناءه مستقبلًا ! ماذا عن امرأة ضعيفة أثقل كاهلها الاستنقاص بكيانها حتى أصبحت ترى الموت والحياة سواء !
إلى أي حد سنسمح للمجازر المعنوية بالتكاثر وتوزيع الأسلحة بنسبة ما يقارب ٥٠٪؜ !! إنها نسبة يندى لها الجبين ، ونحن نعلمُ يقينًا أن صلاح القلب فقط هو صلاح أمة بأكملها وما صلاح الأمة إلا من صلاح أفرادها ؛ إذن علينا ألا نقوم بالالتفات والهبوط قليلا نحو عالمٍ متوانٍ ينظر من خلف الشرفات ليس له حول ولا قوة ؛ بل يجب تعزيز الجهود وتسهيل وتسريع إجراءات التواصل معهم والتعاون يدًا بيد لانتشالهم من المياه العكرة الراكدة ، التي لا تمثلنا كمسلمين ولا تمثل ديننا الحنيف وسماحته.
وليصبح وطننا الغالي “المملكة العربية السعودية “أكثر قوة وتماسكًا من محاولات الأعداء التي باءت بالفشل في زعزعة “الأمن الأخلاقي” ولنستبدل العجلة بعجلة أخرى مكانها أكثر إسهاما في التقدم والازدهار بما يواكب رؤية السعودية الطموحة 2030 في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين ‬⁩ الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ⁧ولي عهده‬⁩ الأمين محمد بن سلمان حفظهما الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى