الخجل عند الأطفال أمر شائع حيث يعاني الكثير من الاهالي من أن أطفالهم يشعرون بالخجل بشكل كبير وغالباً ما لا يحب الوالدين هذه الصفة، ومع انتشار فيديوهات لطفل يتحدث مع الشيخ ياسر الدوسري إمام الحرم المكي، لا بد أن هناك الكثير من الأهالي ممن يتمنون أن يصبح أطفالهم على درجة كبرى من الطلاقة ويتخلصون من الخجل، وفي حال كنت تبحث عن الحل فها أنت وصلت، تابع معنا المقال التالي.
الخجل عند الأطفال
في حال كان طفلك خجولاً فلابد أنك ستكون قلقاً حول شخصيته وتكون حياته في الوقت الحالي وفي المستقبل أيضاً، كما أنه ستخشى عليه من ضعف تكوين العلاقات الاجتماعية أو الصداقات أو مواجهته لمشكلات يومية في الأوساط الاجتماعية التي سيكون ضمنها في يوم من الأيام، أو قد تعتقد أن ذلك مرضاً وهناك أمر يستدعي العلاج.
في الحقيقة يعتبر الخجل وبشكل خاص عند الأطفال أمراً طبيعياً ووارد الحدوث إلى حد ما، ومن الممكن أن يتم تداركه قبل فوات الأوان، لا سيما أن هذه المشاعر تؤثر بشكل سلبي أحياناً على الطفل وعلى حياته الاجتماعية مستقبلاً.
الخجل فطري أم مكتسب؟
عليك أن تعلم أن حالات الطفل الخجول منتشرة بشكل كبير، وهي ليست صفات ترافق الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته، بل يمكن تداركها لكن كلما كانت المرحلة العمرية أصغر كانت الاستجابة أكبر.
أما في حال كنت تبحث عن جواب حول منشأه فنخبرك أن هذه الصفة ليست من الصفات التي تنتقل بالوراثة أو عبر الجينات، بل هي تتبع للبيئة والتنشئة الاجتماعية والتجارب التي يمر بها الطفل والتي تؤثر على حالته المزاجية بشكل عام.
صفات الطفل الخجول
لا يحب الطفل الخجول مخالطة أحد من أقرانه أو الأوساط الاجتماعية، فتجد يميل بشكل مستمر إلى أن ينسحب من هذه التجمعات، فهو يشعر بالضيق وعدم الراحة جراء ذلك، كما أن يشعر بالغربة عند وجوده مع أشخاص غير مألوفين بالنسبة له، وهنا ترتبط هذه الصفة مع صفة الخوف فتجده يحب البقاء بعيداً ويفضل ألا يعبر عمّا بداخله من مشاعر.
لاعبون عرب حفروا أسماءهم في التاريخ
نصائح للتخلص من الخجل عند الأطفال
تكمن النصيحة الأولى والأهم في المراقبة، راقبوا أطفالكم وحركاتهم، اسألوا عن علاقاتهم الاجتماعية في المدرسة، وعن العوائق التي تواجههم، وإليكم بعض النصائح التي ستساعدكم في هذه المهمة:
– الابتعاد عن الضغط
لن يكون الطفل مسروراً عندما يجد نفسه تحت ضغط عائلي وأسري وانتقادات مستمرة وأحكام لاذعة، بل للتخلص من الخجل عند الأطفال من الضروري مراعاة مشاعر الطفل وعم السخرية منه، كما ينبغي ألا تجبره على تعديل حياته ومواقفه.
كل ما عليك في هذه الفترات أن تتقبل الطفل وتخشى على مشاعره وأشعره بالأمان وأنك بجانبه بشكل دائم، وإياك أن تطلق عليه أحكاماً قاسية وتنعته بالصفات المؤذية، فلهذه الكلمات تأثير أكبر مما تظن أو تعتقد.
– المهارات الاجتماعية
الخجل عند الأطفال أمر طبيعي لذلك خذ بيد طفلك واجعله يدرك أن هناك مهارات اجتماعية عديدة والتي ستجعله يشعر بأن امتلاك هذه المهارات وتطبيقها شيئاً فشيئاً سيحسن من حياته الاجتماعية، يمكنك تعليميه كيفية بدء الأحاديث أو إدارة الحديث مع الآخرين.
هذه المهارات ليست قوانين وليست قواعد، بل هي مجرد إرشادات عامة، يمكنك من خلالها توفير المبادئ الأساسية والخطوات الأولى لتغيير بعض الصفات في شخصية الطفل وتكوين شخصيته مجدداً وصقلها.
– الثقة بالنفس
الخجل عند الأطفال منبعه وأصله الثقة بالنفس، أي أنه بعض الصفات تنبع أحياناً من قلة احترام الذات أو ضعف ثقة الطفل بنفسه، بحيث يكون متردداً ويخاف من الأحكام التي سيطلقها الآخرين عليه، لذلك عزز ثقته بنفسه، امنحه القوة ورسّخ في داخله مبادئ صحيحة عن الثقة بالنفس.
لكن لا تربط هذه الثقة بالحصول على التقدير والشكر من الآخرين، فهذا من شأنه أن يعيده إلى دوامة الأحكام التي يخجل ويخاف منها، لذلك أخبره أن الأخطاء أمر طبيعي، وأننا جميعاً نخطئ ونتعلم ولا تهتز ثقتنا بأنفسنا.
خاتمة
يعتبر الخجل عند الأطفال أمراً وصفة إيجابية في كثير من الأحيان، إلا أنه إذا ما ازداد عن حده فهذا من شأنه أن يكون ذو انعكاسات سلبية سواء على الطفل أو الوالدين، وأفضل وأهم نصيحة هي فتح باب الحوار والنقاش مع الأبناء.
لا سيما أن الكبت أو خلو الجو العائلي من مساحة للحوار من شأنه أن يكون سبباً في عدد من الأمور والصفات غير المحببة.
