منوعات

الحظ السيء.. حقيقة أم خرافة!

يا لهذا الحظ سيء .. يا لها من فتاة محظوظة .. كثيراً من العبارات التي نسمعها ترمي مايحصل خلال اليوم على كاهل الحظ السيء، فإن تعرض الشخص لأشياء مزعجة بيومه أو حتى لم يستطع اللحاق بتنفيذ أمر ما نسارع للقول عنه بأنه ذو حظ سيء، وفي حال تمكن من تحقيق هدف ما أو حصوله على ربح مالي من ورقة اليانصيب على سبيل المثال فإننا نطلق عليه صاحب الحظ الجيد.

لا بل ويتعدى هذا الاعتقاد حدوده ليدفع مصدّقيه إلى اتباع عادات غريبة يعتقد أنها تجلب الحظ الجيد، فكثيراً مانسمع عن لسان طلاب يرتدون لباساً معيناً في جميع امتحاناتهم اعتقاداً منهم أنه يبعد الحظ السيء ويجذب الجيد، ومن العادات الشائعة لتغيير الحظ أيضاً ارتداء أسوارة أو خاتماً بمواصفات محددة وغيرها، كما لانستطيع أن ننسَ العادة المشهورة بين الفتيات وعي قرص العروس لجلب نصيبهنّ، وغيرها الكثير من العادات التي نتبعها ونعتقد أنها ناجعة بتغيير الحظوظ السيئة.

الحظ السيء

فهل حقاً للحظّ دور في حياتنا؟ ومارأي العلماء بمانسب للحظ من اتهامات بسوئه؟ وماهو ارتباط الحط السيء بالقواعد العلمية؟

جميع هذه الأسئلة ومعلومات أعمق ستجدها في سطور مقالنا الذي سيأخذك لرحلة ممتعة تخرج منها بحقيقة مايسمى بالحظ السيء.

المؤيدون لتواجد الحظ السيء يؤكدون ارتباطه بالحالة المزاجية للشخص التي تتقلب بين الحزن والفرح، فهم يرون أن المتفائل بالخير يجده، فالفرح يجر الفرح والهم يجرّ الحزن، وهذا مايجعلهم يفسرون المصائب التي تقع على الإنسان بالتتالي، وكأن المصائب تتابع عليه دون غيره ليطلق عليه بصاحب الحظ السيء، في المقابل فإن الشخص الفرح يقابل العديد من الأحداث الإيجابية التي تحقق له أمانيه كما يعتقد أصحاب هذا الرأي.

للعلم رأي مختلف

إلا أن للعلم رأي مختلف فليس كل من واجهته مصيبة وتوالت عليه المصائب ينسب لصاحبي الحظ السيء، ولا من حقق نجاحاً يصبح حكرا عليه وتتابع نجاحاته كونه منسوب لجماعة الحظ الجيد.

حيث يمكن القول بأنه لايمكن إسناد مايمر به الإنسان من مصائب متتابعة إلى الحظ، فلو فكر قليلاً لوجد أن كل المصائب التي مر بها هي في الأساس مصيبة واحدة ولكن استسلامه لها جعله يقع في مطباتها لينهزم مراراً وتكراراً، فعلى سبيل المثال الرسوب في الدراسة يمكن أن يقود إلى الهم والحزن النابع من شعور الفشل، مايجعل الراسب يعتبر النجاح صعب المنال ليقع في فخ الإخفاق بكل مايريد تحقيقه، فيأتي في نهاية المطاف ليضع اللوم على حظه البرئ من استسلامه، فهل يعقل للإنسان أن يحبس نفسه كرهينة لإخفاق يمكن تداركه ويرميه على الحظ؟؟؟

مشاهير تزوجوا خلال عام 2022

معلومة مغلوطة

هناك رأي يقول أن الحظ هو صفة ثابتة للفرد ولايستطيع التخلص منها، على سبيل المثال التشوهات الخلقية كالندبات الظاهرة بشكل واضح تنسب من قبل أصحاب هذا الرأي إلى الحظ السيء لصاحبها، والتي ليس من الممكن تغييرها، هذا الرأي مغلوط ولا أساس له من الصحة، فلا يوجد إنسان لايستطيع تحدي ذاته والمضي قدماً بعد الإخفاق، بالتالي أصحاب هذا الرأي يدفعون الفرد للاستسلام والتخبط بفشله دون محاولة الخروج منه مايؤدي لانهيار أحلامه والهزيمة أمام الفشل.

بدلاً من السعي لنفض غبار الكسل والحزن والنظر لما وهبنا الله إياه من قدرات كفيلة بجعلنا نحقق مانسعى إليه.

طرح سلبي

طرح سلبي يناله موضوع الحظ السيء، فالعديد من العادات المتخلفة التي لاتستند لأي دراسة أو بحث علمي ترسخ فكرة الحظ السيء كعماد أساسي في تصنيف المجتمعات التي تعاني الفقر والظلم والتخلف كمجتمعات ذات حظ سيء والمجتمعات المتقدمة رغيدة العيش التي تصنف بذات الحظ الجيد، فلك أن تقدر مدى التأثير السلبي اهكذا فكر متخلف على الشعوب والأمم.

الحظ السيء خزعبلات

لابدّ لنا من توضيح أمر في غاية الأهمية وهو أن لاشي اسمه حظ سيء وآخر خاطئ بل هنا شخص مؤمن بقضاء الله وقدره ويأخد بالأسباب وآخر يعزو فشله للحظ كعلاقة للإخفاقات التي يجنيها الإنسان بنظرته السلبية للحياة.

خاتمة

وهنا يمكننا القول أن الحظ يخضع لقانون لايعلى عليه وهو القدر، وفي حال تعرض الفرد لمصيبة وجب عليه النهوض مجدداً والسعي بدلاً من الاستسلام لخرافات لاأساس لها من الصحة، عليك السعي لهدفك وعلى الله التوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى