كُتاب البوابة

المجاردة .. الفرق شاسع

أخذت عهداً على نفسي منذ العام الماضي أن لا أكرر تجربة المجاردة .. ولي في ذلك مبرر قد أعذر فيه سأذكره قبل أن أختم حديثي.
لكن دعوني أخبركم أن ما بين تجربتي هذا العام والتي جاءت للمشاركة في اليوم العالمي للتطوع وما بين مهرجان المجاردة فقط ثمانية عشر يوماً فقط . وما بين التجربتين بون شاسع جداً في التنظيم لعل أحد أهم تلك الأسباب تتلخص في أن العقل الإداري ومن يدير الفعالية هو من يجعلك تشعر بقيمة الحدث واستشعاره.
في أبها تدرك أنك أمام جهة تنظيمية متخصصة في أعمالها وتملك الاحترافية الكاملة لإدارة فعاليات من هذا النوع تجتمع فيها جهات مشاركة وتتقاسم معهم العمل والتنظيم وتعطي كل ذي حق في كل شيء.
صباح الخامس من ديسمبر كان لقاء أبها وفي مديرية الدفاع المدني للاحتفاء باليوم السعودي العالمي للتطوع بحضور مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير اللواء الدكتور عبدالعزيز بن صالح الزهراني.
حتى قبل حضور سعادته كان الجميع يشعر وكأنه المنظّم لماذا؟ أفراد المديرية كانوا يشعرون قادة الفرق ومدراء الجمعيات ومشرفي القطاعات وكل حاضر وكأنه منهم وصاحب فضل .
الفرد فيهم يبتسم كما يبتسم سعادة اللواء الدكتور ولم أستغرب حين كان يكرر سعادته لكل حاضر : فخور فيكم بصدق وأراها في ابتسامة وترحاب الجندي قبل الأقدم .
حتى في الحفل الخطابي الذي أعقب الميداني كان المسرح مفتوحاً على مصراعيه للجميع : لم أسمع منهم كلمة أمر ولا توجيه كريه ولم يصدر ما يجعلني أخرج من دائرة إحساسي بأنني صاحب المكان ، يجيبك في السؤال بحب ويشرح لك متى ما طلبت بكل أريحية. هذا ونحن في مقر حكومي يحمل من الهيبة والقيمة الوطنية ما يجعله أحق بأن يكون الوضع فيه حذراً وله خصوصيته.
هنا أتحدث عن أمور بسيطة جداً في التنظيم والتفاعل والعمل التكاملي.
غير ذلك حضرت العشرات من الفعاليات والمناسبات الوطنية التي كنت فيها مدير فعالية مرات ومنظماً مره ومشاركاً بعدد مرات إدارتي فيها.
في المجاردة ومنذ العام الماضي أحترم قيمة الحدث وحجم الرعاية الكبيرة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير / تركي بن طلال بن عبدالعزيز السعود.
ومن ينوب عنه في الحضور وكيلاً كان أو محافظاً.
لكن حديثي عن التنظيم كمشارك لا أشعر أنني في فعالية منظّمة تحترم المشارك أبداً على عكس ما يبدو لي من تقدير واحترام للحاضرين وهم يستحقون .
في العام الماضي حضرت وفي هذا العام كذلك لكنني شعرت أن الوضع كما هو وحتى لا أظلمهم قرأت ذلك في تعاملهم مع غيري من المشاركين فوجدت أنهم اعتادوا للأسف.
حفل خطابي يشهده الجميع ومنقول للعالم ويبدو في شكله العام جميلاً لكن تفاصيله لا تليق بالمجاردة.
وسأقول للمنظمين بلغتهم التي لا يفهمون إلاّ هي :
إدارة المناسبات الاجتماعية فيما بينكم لا ينطبق على احتفال رسميّ كهذا . من حقي حينما أحضر إلى المكان أن أجد الاحترام اللائق بي كشخص جاء من مكان بعيد مسافراً يرد تعبه ونومه حتى لا يؤثر على مشاركته.
لن أبحث عن احترامي الشخصي في عين الجاهل لكنني أبحث عن تقدير الشارك في عين المنظّم .
إذا من أخبرك أن السلام على المشارك يؤثر على برستيج المنظّم ومن أخبرك أنّ مثلي يحتاج إلى توجيه مثلك في كيفية التعاطي مع النص ومع المسرح وأنت لم تتجاوز الفن تنظيماً ولا تدرك الذي يحمله النص وكيف يدار المسرح بالأداء؟.. لكنها عقلية المناسبات الاجتماعية الخاصة.
المسافر الذي قطع المسافات حبّاً في أرضه كان بحاجة لكرسي فقط لجلوسه قبل أداء مهمته . أن تحترموا حتى المصلّين في الحديقة وتتعاملون مع أجهزتكم بعقل . وأن تعلموا أن الماء أبسط وأثمن ما يمكن تقديمه لأحدهم.
كان يريد أن لا يعامل كطالب سنة أولى ظهور ومسرح وإعلام وهو العارف بها .
بل من أبجديات عملكم إن كنتم تدركون أن يعامل هذا المشارك بطريقة تليق وأقل ذلك دعوة لعلّي أنقلها لمن أعرفهم باسم المكان والإنسان هنا. والحمد لله أنها لم تأت منكم .
ما كنت أريده أبسط من أن أظهر في لقطة أو أجد شكراً لهذا أو صورة مع المحافظ أو حتى شكر . وليست هدفي فأنا لست صاحب صورة ومتطوع منذ سنوات طويلة لا يبحث عن فلاشاتكم بل على العكس بمجرد انتهاء فقرتي فضّلت المباراة على كل هذا الجو .
كان لا يريد أن تخرج كاذباً في حفل كبير كهذا وأنت تنقل للمقدم فكرة أن الردية الشعرية هي فكرة أحدهم وهي تعود جذورها إلى شعر النقائض، الذي كان شائعاً عند العرب منذ زمن بعيد.
المشكلة بل الكارثة أن من تحدث معي من طرفكم والذي يعرف احتراما وصدقاً لا تعرفونه نقل لي كما نقلتم له ( نبغي ردية مثل رديّة ناصر القحطاني وحامد زيد)
احترموا الملكية الفكرية لهذا العمل الكبير والذي مازال حاضراً في الذاكرة.
هذا المشارك التزم الصمت في وقتها عن كل هذا تقديراً منه للمكان ولزميله في الفقرة ولمن تواصل معه من ثقافية المجاردة وليتهم نظّموا بدلاً عن بدائيتكم

أخيراً :
في المنصة الوطنية للعمل التطوعي أنتظر ساعات العمل تلك ولكم الفلاشات والمسرح وكل شيء.ولنا الاحتفالات والمشاركات والظهور الذي يليق بنا.
شكراً للفقيه في روعة تقديمه،سرّني جدّاً أوبريت الحفظي في وقت قياسي ومشاركتي للعلم محبوب وكلمة المحافظ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى