كُتاب البوابة

صراع مع …!!

يقولون أن الصراع هو حالة التعارض بين رغبتين ويقال في تعريفه الأكثر وضوحاً : أنه صراع حقيقي أو متخيل يتعلق بالأهداف والقيم والمصالح ..
ترى كم هي الصراعات التي نخوضها في حياتنا اليومية ؟ وإن كانت دوافعها احتياجات فكيف كانت المهمة وإلى أين انتهت ؟ تبدو المهمة أكثر صعوبة في صراع القيم التي تستند إلى أحكام عقليّة ..لكنها أكثر مرونة في معركة المصالح . هل يخضع تجنّب الصراعات لمبدأ الممكن القطعي والمستحيل بقطعيّته ؟
هناك مقولة لفرانس غريلباتسر. أشد أنواع الضغط النفسي، أن تتردد بين رغبتك بمعرفة الحقيقة وخوفك من سماعها.
أعتقد أن الصراع الداخلي أوّل تلك الصراعات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال تجنّبها وقد تمر محاولات التخفيف منها بمراحل قد لا تخلو من صراعات الاختيار والحل والتراتبيّة وربما تجد نفسك في صراع ما بعد الحل .
لكنّه وبالرغم من كل ذلك أمر حتميّ ولا يظهر علناً إلا برؤية صاحبه لكيفية إظهاره ولمن هم الذي يريده من البوح به .
بقيّة الصراعات يمكن حلّها أو التعامل معها إذا تعاملت مع المشكلة أيّاً كانت بمعرفة الأصل دون تفرّعات ولن تجد صعوبة في إدراك أنّك السبب في غالب ما يحدث وربما ترى بألم أن كل تلك الحوادث والجدليّات والاختلافات بدأت بشرارة ساذجة للغاية وانتهت إلى طريق مسدود وربما تطوّر التعامل مع سذاجة الموقف بحدّة شيطانيّة ليصل إلى قضيّة تبدو أكبر من كونها حكاية معقدة الفصول لكنها ضعيفة الأساس .
أن تكون منفتحاً على الشخوص والآراء يعني أن تسمح بالتخفيف من الحواجز بينك وبين عقل المحاور ورأيه وتعقيد الشخوص وغموضها فتجد أن التعامل معها أسهل مما لو كانت بكلّ تلك الحواجز .
( اعرف خصمك ) عبارة فضفاضة قد تكون محاولة لمعرفته قبل التعامل معه وقد تكون مسكناً للكثير من الخلافات التي يمكن تجنّبها لمجرد اعتقادك أنّك الأكثر صواباً في الرأي ، وقد تكون النرجسية هنا رغم اختلافي معها أمراً جيداً في تجنب الصراع وتبعاته .
على المستوى الشخصي فشلت في مرات قليلة في التعامل مع جدليّات داخلية وقيميّة لكنّني أدركت مؤخراً أن سوء الفهم والشرارات الساذجة ربما تصنع صراعات خفيّة داخل صراع ركيك .
إدراك الحقيقة في أساس الصراع أيّاً كان نوعه هي المفتاح الصحيح لأبواب ينفد منها العاقل ويؤيدها الحكيم ويرى نتائجها العقلاء .
يذكر تقرير شبكة DW التلفزيونية أنه كان هناك إجماع واسع بين الحائزين على جائزة نوبل بأن الديمقراطية هي أفضل شكل حكومي لضمان السلام. وإذا ما كانت الديمقراطية هي أفضل طريقة للتعامل مع سياسات دولية وحكوماتيّة خاصة فهي كذلك حلّ شخصي لضمان السلام الداخلي أولاً .

ختاماً :
الصراعات كلهن في العالم بطبقيّاتها وتنظيماتها وشخصنتها وعموميّاتها قابلة للحلّ متى ما أدرك الشخص حقيقة أن الأسس المهترئة تترك آثاراً خطيرة جداً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى