دراسة: انتفاخ الحجاب الحاجز قد يصيبك بالوهن كلّما تقدمت في العمر
إذا كنت رجلاً أم امرأة قاربت الخمسين من العمر، أنظر إلى وسط جسمك. إذا كنت مثل كثير من الناس، فإنّك ستضطر للانحناء قليلاً فوق محيط خصرك المتضخّم لرؤية قدميك. نعم، إنه انتفاخ الحجاب الحاجز المخيف الذي يزيد كلّما تقدمت بالعمر، تمامًا مثل انحسار خط الشعر، أو زيادة التجاعيد.
من الصعب مواجهة هذا الواقع الذي يبدو تقريبًا أشبه بطقس عبور، جزءًا من دورة الحياة، أليس كذلك؟ لكن دراسة جديدة وجدت أنّ السماح لوسط جسمك بالتوسّع تأثيره أبعد من أن ينحصر بتوجّهك لتسوّق ملابس بقياس أكبر، لأنه قد يضر أيضًا بقدراتك الجسدية في وقت لاحق من الحياة.
وتوصّلت الدراسة التي تابعت 4،509 أشخاص، يبلغون من العمر 45 عامًا وما فوق في النرويج لأكثر من عقدين من الزمن، أنّ المشاركين الذين كان لديهم محيط خصر كبير أو متوسّط في بداية الدراسة كانوا أكثر عرضة بنسبة 57٪ لأن يكونوا “أضعف”، ممّن كان محيط خصرهم طبيعي.
لكنّ الوهن لا يعني أنّ الشخص المسن “يترنّح” منحنيًا على عصا، بحسب ما قد يتبادر إلى الذهن. لكن يقصد به قوة قبضة ضعيفة، وبطء في المشي، وإرهاق عام، وفقدان وزن غير مقصود، ونشاط بدني متدنّ.
الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة في بداية الدراسة، وتم تحديدهم بحسب مؤشر كتلة جسم (BMI) 30 وما فوق، كانوا أكثر عرضة لاختبار الوهن بمعدل 2.5 من أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي (يتراوح بين 18.5 و24.9)، وفق ما أفادت الدراسة المنشورة في مجلة BMJ Open في 23 يناير/ كانون الثاني 2023.
ورأى مؤلفو الدراسة أنّ أسباب الوهن قد تكون متعدّدة. وأوضحت المؤلفة المشاركة شريشتي أوشاي، زميلة أبحاث دكتوراه بعلم الأوبئة الغذائية في جامعة أوسلو بترومسو بالنرويج، أنّ السمنة تتسبّب بزيادة الالتهاب في الخلايا الدهنية، التي يمكن أن تُلحق الضرر بألياف العضلات “ما يؤدّي إلى تراجع قوة العضلات ووظائفها”.
وخلص الباحثون إلى أنّ النتائج تسلّط الضوء على ضرورة مراقبة كل من زيادة الوزن بشكل عام، وأي زيادة في محيط الخصر، وتوسيع نطاق تعريف الضعف.
وكتبوا: “في السياق الذي يشيخ فيه السكان بسرعة، ويتزايد انتشار وباء السمنة، فإن الأدلة المتزايدة تعترف بالمجموعة الفرعية من الأفراد الأكبر سنًا ’البدناء والضعفاء‘ عوض النظر إلى الضعف على أنه اضطراب الهزال فقط”.
حارب التدهور
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في محاربة الوهن المتزايد المترافق مع الشيخوخة. يجب على البالغين ممارسة تمارين تقوية العضلات التي تشمل جميع مجموعات العضلات الرئيسية خلال يومين في الحد الأدنى أو أكثر أسبوعيًا، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بكثافة معتدلة ما لا يقل عن ساعتين ونصف الساعة في الأسبوع، وفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، إرشادات النشاط البدني للأمريكيين.
وكانت الدكتورة نيكا غولدبيرغ، المديرة الطبية لمدينة أتريا نيويورك وأستاذة الطب المساعد بكلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك، قالت لـCNN في وقت سابق، إنّ تقليل الدهون في الجسم، وبناء العضلات الخالية من الدهون، قد يساعد بتحسين التوازن والوضعية.
للبقاء قويًا وبصحة جيدة، حاول أداء تمارين الأيروبكس وتمارين القوة.
قد يهمك أيضاً
دراسة: التمارين الرياضية تطيل حياتك.. مهما بلغت من العمر
ولفت الدكتور ويليام روبرتس، الأستاذ بقسم طب الأسرة وصحة المجتمع بكلية الطب في جامعة مينيسوتا، إلى أنه “يبدو أنهم يعملون معًا ويساعدون بعضهم في التحرك نحو تحقيق نتائج أفضل”. وتابع أنه “يحتمل أن يكون البرنامج المتوازن للقوة والنشاط الهوائي الأفضلـ وربما يكون أقرب إلى محاكاة أنشطة أسلافنا، الأمر الذي ساعد بتحديد مجموعاتنا الجينية الحالية”.
وللشروع بممارسة تمارين القوة، تقترح دانا سانتاس، المساهمة في اللياقة البدنية لدى CNN، وهي مدربة العقل والجسم في الرياضات الاحترافية، إتقان حركات وزن الجسم أولاً، قبل الانتقال إلى الأوزان الحرة.