منوعات

سن التقاعد .. رحلة جديدة من العمر

سن التقاعد مرحلة النضوج والحرية فهي المرحلة التي تملك نفسك فيها لتبدأ رحلة جديدة لاتقل أهمية عما سبق من مراحل حياتك سواء الدراسية أو العملية، فرحلة سن التقاعد تحتاج لتخطيط واستثمار صحيح حتى تتمكن من إدراك المعنى الحقيقي للحياة بعد التقاعد، ولنكون معك في بداية التخطيط التي عليك تنفيذها في شبابك قمنا بوضع عدة نقاط رئيسية لا ريب أنها توفي بغرضك، هيا بنا لنستعرض كيفية صنع معنى الحياة بعد التقاعد والبحث عن رسالتك الجديدة.

تحدٍّ جديد

بعد سن ال٦٠ تصبح أمام تحدٍّ جديد من تحديات الحياة التي عليك مواجهتها بالتخطيط والإرادة وحب الحياة، فبدلاً من أن تضع نفسك محلا ليس له من الإعراب يمكنك تحقيق مالم تستطع تحقيقه مسبقاً فأنت الآن مالك نفسك لايشغلك شاغل، بحريتك الكاملة التي تعطيك حق الوقت والرفاهية وصنع معنى الحياة.

كثيرة هي الأسئلة التي تدور بذهن المتقاعد كـ (هل انتهى دوري في هذه الحياة؟ ألم يعد لي نفعاً في وسطي؟ هل أستطيع فعل شيء جديد؟ هل أستطيع المحافظة على قيمتي الاجتماعية التي امتلكتها من منصبي؟…) وغيرها الكثير من الأسئلة التي توقع صاحبها بدوامة فقدان معنى الحياة في حال عدم التخطيط المدروس لهذه المرحلة الدقيقة من عمر كل منا.

سن التقاعد رحلة جديدة

سن التقاعد ليس نهاية لدورك في الحياة بل هو انطلاقة جديدة عليك التخطيط لها بدقة لتجد معنى الحياة، ومع ارتفاع عدد الذين بلغوا سن التقاعد نشأت الضرورة القصوى لتوجيه وتقديم النصائح اللازمة لهذه الفئة،

إن كنت في سن التقاعد فعليك البحث والتخطيط عن رسالتك القادمة كأي مرحلة من مراحل حياتك التي كنت تحتار وتختار أفضل الطرق للوصول إلى ماترمي إليه وإتمام رسالتك على أكمل وجه، فالإنسان بفطرته ذو يعي دائم للبحث عن معنى لحياته، ولتحديد هدفك ورسالتك عليك تكوين صورة كاملة عن دورك في الحياة ومامهامك وماالذي عليك فعله ليكون لحياتك معنى؟

عليك ألا تربط رسالتك بعد التقاعد بالمنافع المادية فحسب بل يجب أن تعي تماماً أن تحديد هدفك ضروري لتحقيق توازنك النفسي والاجتماعي أيضاً.

التخطيط لسن التقاعد

الكثير من الدراسات أثبتت أن التخطيط للحياة في سن التقاعد يحقق حياة صحية مليئة بالمتعة بعيداً عن الملل والاكتئاب، على سبيل المثال تخطيطنا الآن ونحن في مرحلة الشباب للحياة بعد الـ٦٠ يؤتي بنتائج إيجابية، كالاستعداد لها باتباع نظام صحي سواء بالغذاء أو الرياضة، إضافة إلى السعي لتكوين عائلة جميلة محبة قادرة على مساندته بعد سن التقاعد، فضلاً عن التركيز على أهمية العمل بعد التقاعد كونه يعطي لحياة المتقاعد معنى ومتعة وصحة عقلية وجسدية.

ما لا تعرفه عن يسرا .. اسمها الحقيقي سيفين!

أغلب المتقاعدين يميلون إلى ممارسة أنشطتهم التي أهملوها نتيجة لضغوطات الحياة المهنية وحتى العائلية، وهذه نقطة إيجابية في حال استثمرت أنشطتك بشكلها المطلوب أي جعلها نشاطاً عقلياً يقضي على مللك ويعطيك شعوراً بالراحة النفسية والرضى عما تفعله في حياتك، وإن استثمرت هذا النشاط ليكون مصدر رزقك ومتعتك سويا تكون قد حققت الغاية المرجوة من ممارسته، وفي حال عدم اختيارك لهوايتك خارج إطار عملك فهنا عليك انتظار أسوء النتائج على سبيل المثال الكثير من المتقاعدين يتجهون إلى ممارسة أنشطة دون فائدة تذكر فقط لمجرد المتعة بالتالي نجد أغلبهم يعودون للوراء لنقطة البداية دون أدنى تقدم ليصابوا بداء الملل وضياع رسالة الحياة.

الإعداد النفسي

لتتجنب حصر قيمتك الاجتماعية والذاتية بعملك فقط، ابحث عن وسيلة تجعلك مهيأ نفسياً لمرحلة سن التقاعد، أي باتريك قيمتك بالعمل فحسب فانتهاء العمل هنا سيؤدي إلى زوال هذه القيمة مما يؤدي إلى أضرار نفسية يصعب السيطرة عليها، لذلك انطلق لاتحصر قيمتك بالعمل فقط بل ابحث عن وسيلة تجعلك على أهبة الاستعداد النفسي لخوض مرحلة سن التقاعد، وهنا ذكرت عدة دراسات أهمية الاستشارات النفسية ورحلة الاستعداد النفسي التي تختلف مدتها حسب طبيعة كل شخص وتغييراته الحياتية.

اكتئاب سن التقاعد

وعند الحديث عن الاستعداد النفسي للتقاعد لابد لنا من التطرق لموضوع هام وخطير التبعات في حال عدم الاستعداد لها، وهو اكتئاب التقاعد الذي من الممكن أن يصاب به المتقاعد في حال عدم قدرته على التأقلم مع واقعه الجديد، فترافقه العديد من مشاعر الحزن والغضب والانفعال الناجمة عن فراق أصدقاء العمل أو حتى فقدان المكانة الاجتماعية التي كانت محصورة بمنصبهم، وغيرها من المزايا التي كان ينعم بها مايجعله عرضة للوحدة والانزواء والاكتئاب في نهاية المطاف.

تظاهر المتقاعد بالراحة النفسية وعدم الانزعاج والملل، توقعه بفخ الاكتئاب والمعاناة، لذلك عليه التفريغ عن مكنوناته ومشاعره لصديقه المقرب أو أخيه أو حتى استشاري نفسي، فالتظاهر عكس المشاعر الحقيقية تتعب النفس وتدخلها في دوامة الملل والاكتئاب.

خاتمة

خطط من الآن كيف ستعيش حياة سعيدة بعد ال٦٠ سنة، وماهي أهدافك التي ترمي إليها، اكتشف ذاتك وابحث عن رسالتك… نعم اجعل لحياتك معنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى