المملكة العربية السعودية أثبتت بسعيها لتحقيق التحول الرقمي أنها من الأماكن المناسبة لتحويل أحلام الشباب إلى حقيقة عبر ما تقدمه من تمويل فعال لكافة المشاريع الجديدة والمبتكرة فضلاً عن توفيرها لفرص التدريب والتأهيل بمجال الذكاء الاصطناعي، فغايتها المستقبلية أن تكون من بين أفضل ٢٠ دولة رقمية مبتكرة.
التحول الرقمي
دعنا نعرفك بمقالنا التالي على أهم ما ترمي إليه المملكة العربية السعودية في المستقبل:
إيماناً من الحكومة السعودية بأهمية التحول الرقمي بمختلف جوانب الحياة سواء التعليم أو الصحة والخدمات الحكومية المختلفة وغيرها، حددت مجموعة من الأهداف للتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية منها توفير ملايين فرص العمل، وزيادة حجم الاقتصاد الرقمي السعودي، دعم مشاريع المستقبل ماديا من خلال زيادة الإنفاق عليها بما يحقق الغاية المنشودة، إضافة إلى استثمار إمكانيات الكمبيوتر الكمي وبلوك تشين، كما تسعى الحكومة السعودية لأن تكون من أفضل ٢٠ دولة رقمية صفتها الإبداع والابتكار على مستوى العالم.
لنقف معاً عند ماهية كل هدف من أهداف التحول الرقمي التي تسعى الحكومة السعودية لتحقيقها وحجز مكانها بين أفضل دول العالم الرقمية.
زيادة حجم الاقتصاد الرقمي
تعمل الحكومة السعودية على زيادة حجم الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي، حيث وضعت ضمن خططها أن يزيد بنسبة ٢٥٪ مع حلول عام ٢٠٢٥م، علما أن الاقتصاد الرقمي يشكل نسبة ١٢_١٥٪ من الناتج المحلي السعودي وهي نسبة كبيرة إلا أن الغاية المنشودة للسعودية بزيادة هذه النسبة وذلك عبر سد الفجوة الرقمية بما يحقق نمواً متزايداً للاقتصاد الرقمي، فبحسب ما تشير له مصادر مطلعة فإن العلاقة بين زيادة نسبة سد الفجوة الرقمية وارتفاع الناتج المحلي هي علاقة طردية، وكل ١٪ زيادة لسد فجوة الاقتصاد الرقمي يعني ارتفاعاً بنسبة ١_٠,٥٪ في الناتج المحلي الإجمالي.
ومن صور التطوير التقني الذي وصلت إليه السعودية هو اتصالها الفعال والممتاز بشبكات الجيل الخامس، لتصبح بذلك الأفضل بين دول العالم في احتضان هذه التقنية من الاتصال، ومن هنا تنبع رغبة المملكة العربية السعودية بزيادة عائدات التقنية المالية بنسبة ١,٢_١ مليار دولار خلال عام ٢٠٢٥م وذلك انطلاقاً من اهتمامها بزيادة فعالية حلول الدفع وتحسينها مع المحافظة على بيانات المستخدمين.
توفير فرص العمل
تسعى المملكة العربية السعودية إلى توفير ملايين فرص العمل والتي قدرتها بـ 5.2 و6.2 مليون فرصة عمل مع توقعها بخلق وظائف تقنية أي بطبيعة جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة بسبب ارتفاع الطلب على المنتجات التكنولوجية الناجم عن الأسعار المخفضة أو الأسواق الجديدة التي تعتمد الخدمات التقنية الحديثة.
من المرجح أن يسبب انخفاض الأسعار المتعلق بـ التحول الرقمي إلى زيادة دخل الأفراد عبر إنفاق النقود الزائدة أو الإضافية على أية منتجات بعيداً عن الخدمات التكنولوجية، وهذا ما يؤدي إلى خلق فرص عمل في قطاعات الاقتصاد الأخرى.
للتحول الرقمي أثر بالغ الأهمية على مختلف وظائف المملكة كما أنها ولّدت فرص عمل جديدة، كونها خلقت مهاماً جديدة بفضل شيوع التكنولوجيا الحديثة كتحليل البيانات على سبيل المثال، بالتالي تتباين تغييرات المهام فمنها البسيطة ومنها الرئيسية.
التكنولوجيا في السعودية.. مدن ذكية وسوق تقنية واعدة
المملكة العربية السعودية تعقد آمالاً كبيرة بشبابها المبدع بقدراته التكنولوجية العالية فضلاً عن إبداعه وتفكيره المبتكر ما يدفع بلاده إلى التطوير في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
كما تعتبر المملكة أن تمويلها سيعود بضعف عائداتها في السنوات القادمة مما يجعلها تعثر على ركيزة قوية لاقتصادها بعيداً عن منابع النفط.
نمو سوق بلوك تشين
توقعت هيئة تنظيم الاتصالات في السعودية نمو سوق بلوك تشين في المملكة العربية السعودية بمعدل ٤١٪ خلال ٢٠٢١_٢٠٢٥م، علما أن زيادة نمو سوق بلوك تشين جزء لا يتجزأ من نمو تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي، وهناك عدة توقعات تفيد بأنه سيبلغ مئة مليار ريال سعودي خلال عام ٢٠٢٥م.
بلوك تشين عدة إيجابيات ومزايا منها:
١_تحقيق اللامركزية في جميع القطاعات.
٢_المحافظة على بيانات العملاء.
٣_القضاء على الفساد والرشاوى.
٤_بناء قواعد بيانات ذات وثوقية أعلى.
٥_تسريع المعاملات المالية.
٦_تخفيض تكلفة تحويل الأموال البنكية أو حلول الدفع.
الحوسبة الكمية
تسعى المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من الحوسبة الكمية في التحول الرقمي والتي أثبتت فعاليتها في حل العديد من المشكلات التي لم تستطع التقليدية حلها أو التعامل معها، كما أنها أضافت تحسينات كبيرة على التنبؤ بالطقس فضلاً عن تبسيط التشفير المتقدم عبر أجهزة الحواسيب الكمية.
خاتمة
من أهداف المملكة العربية السعودية أن تصبح من بين أفضل ٢٠ دولة رقمية تعتمد الابتكار والإبداع وذلك من خلال رفع الوعي الرقمي لدى مواطنيها بما يمكنهم من إنجاز غالبية مهامهم عن بعد مستقبلاً، مما يحقق تميزا فريدا بقطاع الخدمات الحكومية.
وهذا ما سنشهده في السنوات المقبلة من خلال جهود المملكة العربية السعودية المستمرة في مجال التحول الرقمي والتي تصب في مصلحة المملكة وفي مصلحة الوطن العربي آخراً، والتي ستدخل سوق التقنية والمنافسة مع الدول العظمى بحلول 2023.