الصحة

ما سبب الدوار بعد الزلزال

لا بدّ أن هناك عدد كبير من الناس الذين شعروا بحدوث الدوار بعد الزلزال، وذلك إضافة على الإحساس بالثقل في الرأس والآلام العامة، وذلك في حال من سعيدي الحظ ونجا فعلياً من الكارثة الطبيعية التي حدثت مؤخراً في سورية وتركيا وخلّفت أعداداً هائلة من الضحايا والمفقودين.

وفي مقالنا اليوم سنخبرك كيف يكون الدوار بعد الزلزال وبالأضرار الصحية التي تسببها الزلزال على الصحة وعلى الدماغ بشكل مخصص.

الدوار بعد الزلزال

يعتبر الشعور بالدوار أو الدوخة أمر طبيعي ويشعر به جميع الأشخاص في الحياة اليومية الطبيعية، إلا أنها تختلف حدتها من شخص لآخر وما بين فرد وآخر، خاصة أن مختلف أعضاء الجسم تتصل مباشرة بنظام توازن الإنسان بما فيها العينين والدماغ والأذنين والعمود الفقري.

إلا أن الدوار بعد الزلزال يختلف تماماً عن الدوار العادي وسنخبرك في السطور التالية عن الفرق.

ما هو الدوار

هو الشعور بعدم التوازن، وبالتالي هذا الشعور يؤثر على الأعضاء الحسية وبشكل أكثر تحديداً يؤثر على العينين والأذنين، وقد تصل بعض مراحل الدوار إلى الإغماء في بعض الأحيان، إلا أن الدوار لا يعتبر مرضاً بل هو عرض من أعراض الاضطرابات المختلفة التي يتعرض لها الإنسان سواء كانت الاضطرابات فيزيولوجية أو خارجية مثل الدوار بعد الزلزال.

والسبب الرئيسي للدوار ليس بالأمر الخطير بشكل طبيعي، إلا أن الهجمات المتكررة أو نوبات الدوار المتكررة تنذر بالخطر وتتطلب الذهاب إلى الطبيب واللجوء إلى طلب الرعاية الصحية.

تأثيرات الزلازل على الصحة

آثار جسدية كبيرة وأخرى نفسية عظيمة يخلفها الزلزال والدوار بعد الزلزال ليس أمراً خطيراً مقارنة ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى التي يشهدها الناس بعد الصدمات وبشكل خاص بعد الكوارث الطبيعية.

ووفقاً لعدة دراسات طبية فالزلازل الكبرى ترتبط بشكل كبير بازدياد الأمراض النفسية منها اضطرابات القلب والمزج إضافة إلى اضطرابات الدوار بعد الزلزال واضطرابات النوم وتقطع النوم والخوف والهلع وكل ما يوصف بأنه اضطرابات ما بعد الصدمة.

إلا أن التأثير الأكبر يكون على الدماغ وهو تأثير نفسي يجعل الناس تشعر بالخوف والهلع وتخشى البقاء بمفردهم، أو تخشى النوم، في حين تجد بعض الأشخاص يقلقون على ذويهم خاصة الكبار بالسن أو الأطفال، فضلاً عن الدوار بعد الزلزال.

أعراض يشعر بها الجسم قبل وقوع الزلازل

ومن الآثار النفسية لاضطرابات الزلازل هو الشعور ببعض الهزات أو الاهتزازات غير المجودة فعلياً وغير الحقيقية، في حين قد يصبح بعض الناس أشد حساسية تجاه الهزات الارتدادية التي تحدث في بعض الأحيان وتتبع الزلازل القوية.

أما أكثر الناس عرضة للشعور بالدوار بعد الزلزال هم الأشخاص الذين يعانون عادة من اضطرابات الأذن الداخلية، فالأذن هي مركز من مراكز التوازن للجسد، وبالتالي فحساسية هؤلاء الأشخاص للاضطرابات والاهتزازات تكون أعلى وأكثر ألماً أيضاً.

كم أن أحد التفسيرات التي تدرس حالات الدوار بعد الزلزال تدور حول أن الدوار يحدث نتيجة جهد نفسي يتعرض له الشخص المنكوب ويتسبب باضطراب التوازن.

إلا أن هناك احتمال آخر لحدوث الدوار بعد الزلزال وهو أن كل زلزال كبير يتبعه عدد من الهزات الارتدادية متفاوتة الشدة والتي قد يشعر الشخص ببعضها ولا يشعر بالآخر وهذا ما يستدعي الشعور بالدوار بشكل عام ومتتالي.

الدوار بعد الزلزال ليس الاضطراب الوحيد الذي يشعر به الناس بعد حدوث الكوارث الطبيعية فهناك أيضاً العصبية والتور وتسرع دقات القلب وألم في منطقة الصدر، إضافة إلى حدوث صعوبات في التنفس أو على العكس فرط في التنفس، فضلاً عن الضعف العام والغثيان والإسهال في أحيان أخرى.

في حين يعاني بعض الناس من التشنجات في البطن أو المعدة أو القشعريرة والشعور بالبرد أو الشعور بالحرارة والهبات الساخنة، إضافة إلى الشعور بوخز الأطراف وضعف الرؤية أو شدة الرؤية.

ويصبح الوسواس أمر مرافق للإنسان الطبيعي الذي تعرض لكارثة طبيعية مثل كارثة الزلزال الذي تعرضت له سورية وتركيا مؤخراً، وبهذا فإنه يقلق من تكراره أو يشعر بحدوثه بين اللحظة والأخرى.

علاج الدوار بعد الزلزال

العلاج النفسي يبدأ من الشخص نفسه، عندما يتوقف عن متابعة أخبار الزلازل بمختلف الوسائل سواء عبر التلفاز أو مواقع الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، والتوقف عن متابعة أعداد الضحايا الذي سيزيد من حجم الصداع والقلق والهلع لدى الناس.

وعلى الشخص أن يشغل نفسه بمتابعة أمور حياته والخروج من صدمة الكارثة والعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً والتوقف عن التفكير بالكارثة بشكل كامل، خاصة أن هناك أشخاص أكثر عرضة للآلام الجسدية كالشقيقة والدوار الدهليزي إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، ولهذا فعليهم الابتعاد عن مصادر الأخبار.

وفي حال كنت ترغب ببعض النصائح للتغلب على التعب بعد الزلزال ننصحك بالتالي:

  • الاسترخاء مع رفع لقدمين على وسادة ليجري الدم في مجراه الطبيعي.
  • تناول الوجبات الرئيسية للطعام لأن تناول الطعام من شأنه تحسين نفسية الأشخاص.
  • ممارسة بعض الأنشطة التي تعيد التوازن مثل اليوغا.
  • تجنب القيادة أو الوقوف والجلوس بسرعة.
  • تجنب الكافيين والمنبهات.

خاتمة

الدوار بعد الزلزال واضطرابات ما بعد الصدمة أمر طبيعي ويحصل بشكل طبيعي مع أي شخص لكن عدم استيعاب ذك وعدم متابعته سيؤدي إلى تفاقم الحالة وبالتالي تحولها إلى أمراض فعلاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى