العمل الدبلوماسي هو ما تحدثنا عنه في مقال سابق، إلا أن كلمة دبلوماسية بحد ذاتها تأخذ أبعادً أخرى، ومنها الدبلوماسية في الحياة الاجتماعية، وفي مقالنا اليوم سنأخذك للحديث عن الدبلوماسية في التعامل مع الناس وضمن الحياة الاجتماعية.. تابعي معنا الأسطر التالية.
الدبلوماسية
حتى تصبح دبلوماسياً في مواقف حياتك اليومية عليك اتباع عدة نصائح وإرشادات موصى بها من قبل الخبراء، وهي كالتالي:
تدريب ووقت كافٍ
للتدريب أهمية كبيرة في استنباط السلوك الدبلوماسي الذي يصعب انتهاجه، فاعتماد هذا السلوك بالتعامل مع الأشخاص الآخرين ليس سهلاً، لأنه يحتاج منك تدريباً ووقتاً كافياً حتى تتمكن من مواكبة التغييرات التي تطرأ على شخصيتك وسلوكك الناجمة عن إصرارك على اعتماد السلوك الدبلوماسي مع الآخرين.
احترام وتقبل الغير
أولى التغييرات التي تطرأ عليك تكمن بتقبلك للآخر، فتراعي الأشخاص حولك محترماً أذواقهم وطباعهم وطريقة تحدثهم، إضافة لتقبلك نزعاتهم وطباعهم، ولابد أن تتقبل صفاته وشخصيته كما هو دون محاولات انتقاده أو تغييره، ولاشك أن فرض الرأي على الآخرين يعتبر من أهم السلبيات المتجاوزة ضمن نهج السلوك الدبلوماسي.
طرح المواضيع بوقتها المناسب
عند طرحك فكرة للتحاور والنقاش حولها يجب عليك أن تعي تماماً الوقت والمكان المناسب لطرحه للوصول إلى هدفك ونتيجتك المنتظرة من المناقشة، فمعرفة كيفية طرح المواضيع من أهم الأساسيات التي يقوم عليها السلوك الدبلوماسي، بيد أن اعتدالك وإدارة مشاعرك وانفعالاتك من الأمور الأكثر أهمية لتحقيق النتيجة المرضية لك ولمن حولك، فالسلوك المنضبط يحقق لك احترام الآخرين إضافة لإنصاتهم إلى حديثك بتمعن وتفهم.
عدم الانصياع للمغريات
من النصائح التي يوصي بها خبراء السلوك الدبلوماسي رفض المغريات تجنب الانفعال والعصبية، والدبلوماسي الناجح يستطيع كسب النقاش بهدوئه ورزانته ورفضه للمغريات مهما اشتد استفزاز الطرف الآخر له.
“الموارد البشرية”: 7 رسوم يتحملها صاحب العمل عن العامل غير السعودي
قوة الرأي
لتكون دبلوماسياً ناجحاً عليك التحلي بقوة الرأي والإرادة والثبات على الموقف وتحدي الضغوط مهما كان نوعها، إضافة إلى ضرورة عدم تسرعك بإصدار أحكام مسبقة على الآخرين دون دراية كافية، هذه الصفات كفيلة بنجاحك وتميزك وصولاً لتحقيق التقارب والتفاهم مع الآخرين.
اللطافة ورقة التعامل
انتصر على مشاعرك السلبية في التعامل مع الآخرين، وامنح الفرصة لمشاعرك الإيجابية بالظهور في تصرفاتك، فتكون محبوباً بلطافته ورقته، خذ هذه النصيحة على محمل الجد لتكسب ثقة ومحبة ودعم من حولك. (عامل بلطف ولاتخلط طريقتك بالتعامل مع مستوى الآخرين الثقافي أو المادي وحتى الاجتماعي).
التقارب بين رأيين متناقضين
محاولة إيجاد نقاط مشتركة بين رأسين متناقضين من أهم الميزات التي يتمتع بها الدبلوماسي الناجح، فإن أردت اكتساب هذه الميزة فعليك التقريب بين الآراء المتناقضة ودعم الطرف المظلوم الذي لايستطيع الدفاع عن حقه في كثير من الأحيان.
التقارب الاجتماعي
يمكن وصف تنمية العلاقة التي تجمعك بأهلك وأقاربك بالمجاملات الاجتماعية الكفيلة بدعمك وقت الحاجة، لذلك حاول أن تبقى إلى جانبهم بمختلف أحوالهم وساندهم بكل ما تستطيع حتى تكسب محبتهم واحترامهم ودعمهم حينما تحتاجهم بجانبك.
كن إيجابياً
اجعل التسامح من عاداتك المحببة دوماً، فتقبلك لآراء الآخرين يولد شعور الرضى بنفوسهم فيقدرون احترامك لوجودهم ووجهات نظرهم حتى لو لم تنفذ مايطلبونه منك، يكفيهم لينك وسلوكك الإيجابي الحسن في طريقة تعاملك وإقناعك لهم بوجهة نظرك.
لاتقع ضحية الاستفزاز
اتباعك الطرق الدبلوماسية في التعامل مع زملاء العمل لاينفِ إمكانية قلب علاقتك معهم بشكل جذري، لذلك عليك ألا تقع فريسة لاستفزاز زميلك مهما اشتدت وقاحته.
الذكاء والأدب
تسلح بالابتسامة والثقة بالنفس لتقضي على وهج الإساءات الموجهة إليك، فأدبك وذكاؤك في التعامل جديران بإخراجك من التأثر بأي إساءة أو وقاحة تتعرض لها، لذلك اجعل لتصرفاتك رقيباً يقيك من المبالغة بردود الأفعال أو التأثر السلبي بالإساءات والمضايقات.
كن متعاوناً
تقبل الأفكار الجديدة من الميزات التي يتغنى بها الدبلوماسي الناجح، فالمتعاون يحبب من حوله به لاسيما ضمن نطاق العمل، فالإيجابية قادرة على تحقيق التقارب وتحسن العلاقة مع مديرك.
الحلول السلمية
كثير هي القضايا العالمية التي هددت السلم العالمي وأنذرت بنشوب الحروب إلا أنه بفضل تدخل الدبلوماسيين الإيجابي حلّت هذه الخلافات بسلم دون اللجوء إلى الحروب والعنف وذلك نتيجة لما أنتجه هؤلاء الدبلوماسيون من تقارب بوجهات النظر المختلفة.
خاتمة
وهكذا نكون قد وضحنا لك مامعنى الدبلوماسية الاجتماعية، وكيفية التعامل دبلوماسية في حياتك اليومية، احرص على عدم الاستعانة بأي نصيحة من النصائح التي زودناك بها عبر مقالنا.