كُتاب البوابة

مرضى ليس إلّا

كنت قد قرأت مقالاً في صحيفة اليوم بتاريخ 2011/05/27 للكاتب الجميل ( مطلق العنزي ) والذي استهل مقاله المعنون ب ( اشتهاء الظهور .. جنون الإعلام) بما يلي :
وسائل الإعلام الجماهيري لها جاذبية سحرية، وهي تمول «مجانين حب الظهور» بكثير من الهبال. وكنا نتفكه على بعض الشخصيات التي تهرع إلى الإعلام لنشر صورها تحت أي مبرر مهما كان تافهاً وسقيماً. وكان أحدهم يسافر إلى الرياض ويبعث بصورته إلى «اليوم» مع خبر أن «الأستاذ» أمضى أياماً في العاصمة لإنهاء أمور متعلقة بعمله بينما هو قد ذهب لتزجية الفراغ العميم مع أصدقائه. و«الأستاذ» فلان يقضي إجازة الربيع في جدة أو باريس. ولا يوجد أي سبب سوى أن يشبع «الأستاذ» هباله بحب الظهور، ويرى جيرانه وأقرباءه صورته، ليتخيلوا أنه شخصية مهمة، وإن المسؤولين والمجتمع لا بد أن يعرفوا مكانه كل 24 ساعة، إذا ما احتاجوه في «ملمّات» طارئة. بينما هو ربما يكون حضوره مثل غيابه.
وكتب حماد السالمي في صحيفة الرياض بتاريخ 2015/06/28 تحت عنوان ( ظهور .يقصم الظهور !) ما نصه :
إن الشخصيات المريضة بحب الظهور، تنزع إلى استمرار الرغبة الجامحة في لفت انتباه الغير لها، لدرجة يصاب المريض بحالة من الهوس، مع كِبر واستعلاء، وحب تسلط، وإعجاب بالنفس، وافتخار بالذات، وحب الجاه والشهرة، وحب المدح والرياء.
ويذهب المريض لأبعد من ذلك، بحيث يعمد إلى تتبع وتصيد السقطات والزلات لغيره من المنافسين أو الآخرين، بهدف التقليل من شأنهم، كما يشعر بالغيرة الشديدة، والتضايق عند ذكر منجزاتهم وإبداعاتهم.
فلا يرضى هذا الشخص الأناني لغيره بالبروز والتميز، حتى لا يخفت بريقه، ويأفل نجمه، وتتلاشى نظرات المعجبين من حوله.
أوردت الاستشهادات أعلاه بعد بحث عن هذا المرض الذي أراه في بعضهم وكنت أظنني واهماً لكن الموضوع قد مرّ بغيري من الكتّاب وأسهبوا في الحديث عنه .
أدرك يقيناً أن تلك الشخصيات لا تستحق حتى حرف من كاتب لكن ذلك المرض الذي يفتك بهؤلاء ويسبب النزاعات مع البقية جدير بالكتابة والتناول كحالة مرضية وليست شخصيّة .
واجهت الكثير منهم وعلمت بعد صولات وجولات لإثبات حقيقتهم المرضيّة أنّ الاستمرار في هذا الأمر مرض بحد ذاته فأخذتني الشفقة بهم علماً مني بجهلهم بالحالة وحتى ( أريّح رأسي).
من يعتاد النور فهو يعيش أسوأ لحظاته حين يجلس في الظل وهذا ما وصلت إليه وما يجعلهم في حالة اضطراب دائم بحثاً عن النور ( جوع الظهور).
استغرب من هذا السعي المتكرر وراء الصورة والمسؤول والإطراء وأعلم أن من بحث عنها مات بها ولها .
وصل بعضهم لحالة غريبة من العظمة والأنا واختلاق القصص ودور البطولة واختلاق الغرائب والتي أخذني مبحث هذا لمجلة البيان والتي جاء فيها كذلك تحت عنوان ( آفة العصر )
البحث عن الغرائب: الإنسان النكرة عديم الذكر قليل الفائدة يبحث دائماً عن الغرائب التي من خلالها يجبر حالة النقص التي تعتريه؛ وذلك ليلفت أنظار الناس إليه، بل يصل به الأمر إلى اختلاق الكذب والبهتان، ولقد رأينا أن بعض القصاصين يفتري الكذب حتى على الله ورسوله، حيث يضع القصاصون الأحاديث الموضوعة طلباً للشهرة وكثرة الرواية، وكذلك في كل عصر تبحث طائفة عن الغرائب المختلفة من أجل الشهرة.

أخيراً:
ما تأكدت منه أنه مرض مستعصي جداً وبيد الله القصد والشفاء .تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى