من المستفيد؟!

وسط كل هذا الصراع والتشنج الحاصل في التعاطي مع الأحداث الرياضية، والتي تكون الفرق الجماهيرية طرفاً فيها تجد البرامج التلفزيونية طاولة صراع ومساحة لإثبات وجود ومن يستشهد ويجادل أكثر؟ ومواقع التواصل ممتلئة بالسب والقذف والتشكيك بشكل مقزز تماماً لا يمت للروح الرياضية بصلة، ولا يعكس تفهّم هؤلاء لتوجهات وزارة الرياضة في دعم الرياضة السعودية بمختلف ألعابها وفئاتها وفق خطة عملت عليها منذ سنوات بدعم من القيادة الحكيمة، حتى وصلت ما وصلت إليه اليوم.
أشاهد تلك البرامج، وأتابع عبث التنافر في مواقع التواصل، وفي كل مرة أخرج بتساؤلات أكبر واستفهامات لا تنتهي.
لصالح من كل هذا الصراع؟ من يعد ومن يخرج وأين المهنية من مذيع يشعل جذوة الصراع ليكتفي بالمتابعة طمعاً في متابعات قد لا تتجاوز عقلية المعد المفرغ والضيف صاحب الصوت الأعلى.
من يدير دفة هذا العبث في وسائل التواصل وبذات الطريقة، وكيف يشارك المشاهير بمختلف مستوياتهم وغيرهم من مختلف الفئات والتخصصات في قضية بات الهدف منها (أن التنفيذ النار، ويبقى هذا الحطب.
سنوات ونحن نغذي شبابنا بمصطلحات لا تمت للرياضة والتنافس الشريف بصلة (الأسطورة والعالمية والتاريخي والعمادة وكبير المنطقة الفلانية وغيرها من مصطلحات تصف جماهير نادي أو منجز منطقة بأوصاف وكلمات غير لائقة.
متى ما ترك الإعلامي مهنيّته جانباً، وشُغل بأهداف قناة لا تدرك دور الإعلام ورسالته، وكيف يمكن للإعلام الرياضي على وجه الخصوص تهدئة الصراع وتسوية الاحتقان والتعامل مع المرحلة وفق ما تتطلبه المرحلة الحالية.
إذا لم يتم التعامل مع مسارح التعصب في البرامج التلفزيونية فانتظروا جمهوراً محتقنًا يهدم ولا يبني ويُشغل بالصراع والتشكيك عن منجزات المرحلة التاريخية وما وصلت له. كان الوضع سابقاً يجري بشكل اعتيادي، ولا يتجاوز مناكفات جماهيرية. كن أن يتم الإساءة إلى الإعلام عن طريق قنواته، ومن خلال من يدّعون أنهم إعلاميون فهنا الوضع يلزم المسؤول البحث في دوافع الصمت وتصدير مثل هذه المشاهد والألفاظ ومحاولة تثبيتها.

أخيراً:
أخشى ما أخشاه أن يصبح هؤلاء المشجعون يوماً ما واجهة ومؤرخين وأصحاب نفوذ فقط لأن البعض صدقهم والبعض الآخر التزم الصمت أمام كل هذه الحماقات.
(يقول شكسبير: يمكن للشيطان أن يستشهد بالكتاب المقدس لغرضه )

Exit mobile version