بيد من حديد!

سنوات مرت والمملكة تحمل هم استقرار المنطقة ومحاولة رأب الصدع العربي -العربي وحتى مع الدول التي تحمل حسابات معقدة مع دول المنطقة. اليوم باتت المعادلة مختلفة مع الإبقاء على ثوابتها، وفي ذلك تقول كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: (لا يزال القادة السعوديون يصيغون استراتيجيتهم في الوقت الذي يوسعون فيه نطاق نفوذهم إلى ما هو أبعد من مركزهم القيادي التقليدي داخل العالم العربي والإسلامي، ويعبرون المسافات، بتحدٍ أحيانًا، مبتعدين عن الكتلة الجيوسياسية للولايات المتحدة.) هذا الحديث الذي يتجاوز حدود الإدراك لما ذكر في المقدمة عن محاولة التسكين ولعب أدوار عربية وتأمين مسافة كافية تسمح لها التحرك في محيطها دون تجاوز على سياساتها، أصبح اليوم يتعدى ذلك إلى ما لا يمكن لدول الجوار تلك تقبل هذه المرحلة والنقلة النوعية على مختلف المجالات بدءاً بالسياسية منها، والتي شكلت قواعد اللعبة الخارقة في التعامل مع ملفات تخص كل ماله علاقة بدفع واستهداف بالهمم التي يعوّل عليها سمو ولي العهد، وتبنى بها رؤية شغلت العالم.
شباب وشابات هذا البلد وجدوا ما يحلم بها مبدعي العالم في بلدانهم، وقد أكد خبراء اقتصاديون أن رؤية المملكة 2030 حققت التنمية للشباب والشابات، ما يعد من ممكنات الاقتصاد الوطني عبر توفير البنية الحاضنة للمبدعين من الشباب في مرحلة ما قبل الجامعة. وقد جاء في المنصة الوطنية الموحدة ما نصه: انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 ورهانها المستمر على الشباب السعودي الواعد باعتبارهم من أهم وأكبر الفئات الأساسية فيها. وفي سعيها لتحقيق رؤية المملكة 2030، أطلقت الجهات العامة الكثير من البرامج والمشاريع لتمكين الشباب ضمن برامج ومشاريع مبادرات التحول الوطني، بهدف زيادة مشاركة الشباب اجتماعيًا، وفي سوق العمل.
يقابل ذلك حرص المملكة على هذه الفئة الغالية ومحاولة تضييق الخناق على كل من يحاول المساس بها، وقد ظهر ذلك في الضربات الاستباقية والحملات الميدانية التي يشرف عليها سموّه، وتتابعها السلطتان القضائية والأمنية وهي واحدة من أقوى الحروب التي شهدها العالم ضد المخدرات، ويحسب للمملكة العربية السعودية متابعتها ورصدها لكل ما يدور في الخفاء وكشف خيوط لعبة عالمية كبيرة.
وإذا ما تم اعتبار المخدرات أكبر أسلحة الدمار المجتمعي الشامل في عالم يعجّ بالحرب والدمار ميدانيّاً وإلكترونياً، فإن حرص قادة المملكة على الحفاظ على القوة الوطنية الشاملة وإشراك المواطن في هذه المهمّة والحفاظ على هذا النسيج بات مثالاً للدول ذات النسيج المستحيل الذي يجتث ويضرب بيد من حديد.

أخيراً:

حتى أعظم حيتان البحر ليس لديها أي قوة في الصحراء.

Exit mobile version