كُتاب البوابة

الاستثمار والتخصيص.. التحول والاستدامة

في خطوة هي الأكبر من نوعها في تاريخ رياضتنا، والتي شهدت الكثير من القفزات النوعية خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت في عاميها الأخيرين تقدم ملحوظ كان ينبئ بعمل كبير، لكن الخطوة التي شهدتها الرياضة السعودية بكل مكوناتها بعد إطلاق سمو ولي العهد لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية كان أكبر مما كان يتخيله الشارع الرياضي، والذي كان ينظر منذ سنوات لخصخصة الأندية بمنظور مختلف عما تحقق ونراه اليوم.
في العام 2017 والذي كان أول مؤشرات هذا المشروع الرياضي الضخم، خرج رئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية في حينه الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز بلغة لم يعهدها الوسط الرياضي من قبل ومصطلحات النسب والشركات والأنظمة وإمكانية إدراج الشركة المالكة للعلامات التجارية للأندية السعودية في سوق الأسهم وقيام الهيئة بتعيين مستشارين ماليين وقانونيين؛ ومن ثم سيتم عرض ما تتوصل إليه الهيئة إلى مجلس الاقتصاد والتنمية؛ ومن ثم البدء في تخصيص الأندية، جاء ذلك على هامش المؤتمر السعودي الثالث للاستثمار والأوراق المالية.
واليوم نتحدث عن الرياضة من منظور مختلف تماماً عن الأمس الذي كانت الأحلام فيه تسير نحو واقع يقول إن الرياضة صناعة عالمية لا يمكن أن تستمر على ميزانيات الدول ودعم شرفي ومداخيل غير متوازنة .
الفكر الاستثماري الذي تمثله الصناديق والشركات والجهات المستثمرة في الأندية في خطوات واثقة عبر مسارات زمنية مختلفة سيمثل تحولاً جذرياً في توجهات أندية ستعود ملكيتها إلى الشركات التطويرية والتنموية التي بدأت في المسار الأول، وسيشهد الربع الأخير من العام استكمال هذا المشروع العملاق بدخول شركات وأسماء عالمية لتملّك أندية أخرى بالنسبة المتاحة ٧٥٪؜.
يكفي أن نقول إن هذا المشروع، والذي شهد دخول شركة عملاقة بحجم أرامكو وهي التي تعمل في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والأعمال المتعلقة بها من تنقيب، وتعد أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية. استثمارها في هذا المشروع من خلال نادي القادسية يعد قوة للسياحة الرياضية والاقتصاد الرياضي في المنطقة الشرقية، والتي يعد هذا النادي أحد أعمدتها، والواقع كذلك مع الأندية الأخرى التي شهدت استثمارات من قبل هيئات المدن وكذلك صندوق الاستثمارات .
الرياضة السعودية نحو العالمية والتي تستهدف بمشروعها الكبير هذا فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجمهور.

أخيراً :
القوة الناعمة التي صنعتها السعودية اليوم ستكون أحد أهم الروافد الإقتصادية لبلد يتقدم بشكل عظيم نحو آفاق مختلفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى