كُتاب البوابة

ويا قلب لا تحزن

عندما بنى أجدادنا بيوت الحجارة والطين وخلطوها بعرقهم وقيمهم وأخلاقهم لم يدر بخلدهم أنها ستكون وكرا للمخدرات ومأوى للعصابات كما فعل عيال صالح.
إن الدراما عندما تلقي بظلالها الفكرية على المتلقي وخاصة الجيل الجديد تحفر في ذهنه تلك الخلفية والصورة التي لا تمحوها السنين.
فصورة ذلك الشيخ المتمنطق ( بجنبيته) وذلك الباب الخشبي الذي يخفي وراءه مافيا تصنع المخدرات وذلك السدو الجميل على الجدران يضم رجالا ونساءً يحملون السلاح ويعتدون به على بعضهم البعض ويرفعونه في وجه الحكومة من سيزيل تلك الصورة من أذهان الناشئة التي تابعت صالح وعياله.
لمن لا يعرف الجنوب وأهله له أن يسأل جبال القهر والأردن وسوريا وصحراء الخفجي والكويت و جبل الدخان والربوعة وحدود اليمن كم من شهيد أريق دمه في سبيل دينه ووطنه .
اسألوا الجبال الشاهقة التي جعلت منا قمما بشيمنا كما ارتأت لنا رؤية ولي العهد وهيئة تطوير عسير بقيادة أمير المنطقة ( قمم وشيم)
ولسنا بمعزل عن قبائل هذا الوطن الشامخ التي قدمت الكثير فداء للدين والوطن ولكن بما أن العم صالح وعياله لم يجدوا أفضل وآمن من بيوتنا كان هذا الحديث.
إن وزارة السياحة مشكورة عندما رممت تلك القرى لتحافظ على ذلك التراث لم يدر بخلدها أنها ستكون مرتعا ومأوى للعم صالح وعياله ليفعلوا ما فعلوا.
كنا ننتظر من الدراما أن تخلد اسم أولئك الأفذاذ الذين كان لهم دور في رد العدوان وتوحيد البلاد تحت راية المؤسس وإذ بنا من ( رشاش) إلى ( عيال صالح) ويا قلب لا تحزن :

بتاريخ البلاد أتيهُ فخرا
بأبيات ترددُهَا الأنامُ

جنوبٌ فيه قد ذبنا حنينا
فشرقٌ ثم غربٌ والشآمُ

فمملكتي تنوعها جميلٌ
تنوعها تآلفُ و انسجامُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى