سعوديين .. ومن بعدنا الطوفان

الثالث والعشرين من سبتمبر اليوم الذي أتم به البطل المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- فتوحاته المباركة، معلنّا نجاح ثورته الشعبية، واستعادة حكم أجداده، وتأسيس قارة جديدة على الخارطة العالمية تُسمى “المملكة العربية السعودية”.
مناطق متنوعة تضاريسها، لسان عربيّ متعدد اللهجات، عادات وتقاليد مختلفة، هذه كانت صفات شعب عبدالعزيز الجديد، كنتُ أتسائل كيف جُمع شتات مثل هؤلاء تحت راية واحدة ؟ وحكم رجلٌ واحد ؟ من يستطيع أن يحكم قبضته عليهم ؟ وينصر مظلومهم، ويرد حق من سُلب منهم، وكل ذلك يحدث بعدما انتهى من حروب دامية .. شرسة .. بقت علاماتها على جسده الطاهر، لم يحتاج إلى مجلسٍ ديموقراطي “شكلي” يُخادع به من ناصروه، بل شرّع أبوابه أمام شعبه، ووقف شخصيّا على حل مشكلاتهم ، صغيرة كانت أم معظلة.
يخجلُ القلم .. وتجُف منابع الكلمات عند محاولتي في البدء بالحديث عن ماقام به المؤسس في سبيل توحيد بلادنا العُظمى، لا نستطيع أن نفيكم حقكم مهما أُلفت بكم كُتبٌ وقصائد، واجتهد الأدباء مشكوريّن في تخليّد سيرتكم العطرة التي لا تزال تفوح رائحتها الطيّبة حتى يومنا هذا بالخيّر والدعاء الصادق من قبل كافة شعبكم الذي اِتسم بالشجاعة والحلم، إسوة بكم طيّب الله ثراكم.
معزيّ في يوم الوطن يوم نصركم المبيّن نؤكد للعالم أجمع بأنك “الأسطورة الحقيقية” في هذا العالم الكبير .. وحتى هذه اللحظة لم يستطع كائنًا من كان أن يتحلى بصفاتكم الفارقة، ويحظى بمثل إنجازاتكم الكُبرى، إلا أبنائك المُلوك الذين ساروا على نهجك، واقتدوا بك في حكمهم العادل، نسلك الكريم لم يدخل فيه الشك والريّبة، لذ نجزم ونُقر بأننا تحت رايتكم لن نضيع أبدا .. ولا دُنيا تُعاش دون وجودنا، نحن الشعب السعودي .. ومن بعدنا الطوفان.