كُتاب البوابة

الاحتيال المالي

كتابة: أبرار الدرويش

في الآونة الأخيرة ازدادت عمليات الاحتيال المالي، وراح ضحيتها ليس فقط أفراد من المجتمع إنما أيضًا بعض المؤسسات عن طريق خداعهم بطرق غير أخلاقية.

ويعود السبب الأكبر لذلك هو الاعتماد شبه كلي على التقنية الحديثة، حيث سهل الإنترنت الكثير من الخدمات كالتسوق وتحويل الأموال وإنهاء بعض المعاملات المدنية، في المقابل أصبح وصول المحتالين إلى الضحايا أسرع وسرقة معلوماتهم الشخصية أسهل، وإغرائهم بالكثير من المعطيات، مثل أنهم سوف يصبحوا أثرياء أو أن الحساب البنكي سيتم إيقافه، فيجدون نفسهم ضحية اختلاس مالي.

التعريف بالاحتيال المالي

ذكرم.عبدالسلام القفاري وكيل الكلية التقنية للتدريب ببريدة أن الاحتيال المالي هو أي عمل يتم القيام به من أجل الحصول على الفائدة الغير مشروعة التي تتم من خلال استغلال الوسائل التقنية أو الصلاحيات الوظيفية أو الاستيلاء على أموال الغير بلا وجه حق باستخدام طرق احتيالية (الإيهام، الخداع، الكذب أو غيرها من أساليب الاحتيال)

أنواع الاحتيال المالي

أشار أيضًا م.عبدالسلام القفاري أن من أنواع الاحتيال المالي (سرقة الهوية، الاحتيال العقاري، الاحتيال من خلال التسويق الشامل، الاحتيال على بطاقات الائتمان والخصم، الاحتيال عبر بوابة الإنترنت: الخداع الالكتروني، التصيد الاحتيالي الصوتي، البرمجيات والفيروسات، الإختراق) واختتم حديثه بتوجيه نصيحة فقال “الاحتيال هو عملية خداع يتم تحريف أو تزييف أو حذف المعلومات الهامة وغالبًا ما يعرف المحتال شيئًا ما يسمح له بخداعك، لذلك يجب عليك دائمًا التحقق جيدًا من المستندات والأشخاص الذين تتعامل معهم، وفي حالة التعامل عبر الإنترنت يجب ألا تقدم أبدًا معلوماتك الشخصية ردًا على الطلبات أو التحذيرات الكاذبة التي تصلك على البريد الالكتروني أو الرسائل الهاتفية.

وذكر ن.ق موظف في أحد البنوك السعودية “يرفض ذكر اسمه”، أنه من أكثر طرق الاحتيال التي يتعرض لها العملاء بشكل كبير هي: العملات والفوركس أي أن يكون النصب عن طريق منصة توهم الضحية بإن يعطي المحتال مبلغ مالي ليقوم بتداوله ومن ثم يحتال عليه، والبعض يتداول فعلًا بهذا المبلغ ومن ثم يعطي الضحية مبلغ بسيط لإغرائه وإكمال إيداع مبالغ أكبر ليتداول بها فيجد نفسه ضحية للاحتيال المالي، و أيضًا المكالمات الوهمية التي توهم الضحية بإن الاتصال وارد من أحد عملاء البنك المركزي، و نصب الجوائز أي يتصل المحتال على الضحية ويوهمه بالفوز ويطلب منه الرمز المرسل عبر هاتفه لتأكد من بياناته ومن ثم يسرق أمواله.

وذكر أيضًا أحد حالات عمليات الاحتيال بأنه هناك عميلة قدمت شكوى على البنك، فتلقت اتصال يوهمها بأنه أحد موظفي البنك المركزي، ولوجود شكوى سابقة منها لم تأخذ بالحسبان أنها مكالمة احتيال، حيث قال لها نحن سوف نكمل إجراءات الشكوى فأرسل لها رمز التحقق لأبشر دون أن تنتبه أنه أبشر ليس البنك، فقام بإنشاء حساب جديد لها في البنك وعمل إجراءات سحب للمبالغ بنفس اليوم حيث نقل المبلغ من حسابها الشخصي إلى الحساب الجديد وكان المبلغ 800 ألف ريال، ومن ثم قاموا بنقل المبلغ من حسابها الجديد إلى حساب خارجي، وفي حال خروج المبلغ من المملكة يستحيل إرجاعه، حاولت العميلة سحب مبلغ من حسابها فظهر لها أن الرصيد غير كافي، فعندما راجعت البنك أخبروها بأنه تم تحويل المبلغ إلى حساب آخر، وأوضح البنك لها بأنه غير مسئول لأنها قامت بإعطائه رمز التحقق.

دور وسائل الإعلام في توعية الجمهور بأساليب ومخاطر الاحتيال المالي

أشار أيمن الغامدي خبير في التدريب في مسارات الإعلام الرقمي بإنه يعتبر الإعلام هو أهم سبيل لإيصال معلومة أنه لا بد بأن يكون الشخص ذكي في التعامل مع المنصات الرقمية والاحتيال الرقمي بذكاء كبير، بحيث لا ينخدع أو ينجرف للعناوين والروابط الوهمية، ويحرص دائمًا على ضخ مثل هذه المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك الآن عكفت كثير من المؤسسات الصحفية سواء صحف الكترونية أو المؤسسات الصحفية الرسمية بتخصيص عديد من المعلومات والمنشورات والتصاميم والهاشتاغات التي يكون لها التأثير الكبير على مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث لا ينخدعون ببعض الروابط التي لها علاقة بالاحتيال المالي، وكذلك لا ينخدعون ببعض الاتصالات التي تصلهم، وأن يعتمدوا على الأشياء الرسمية التي تصدر من المنصات الرسمية في مملكتنا الحبيبة.

وذكر أيضًا هناك الكثير من الهاشتاغات التي اطلقت لتوعية الجمهور بمخاطر الاحتيال، وكل فترة يطلق هاشتاغ جديد لتوعية مثل خلك فطين و كن أكثر وعيًا، هاشتاغات قوية بدأت بدعمها الكثير من المنصات والمؤسسات منها مدينة الملك عبدالعزيز لتقنية وكذلك الأمن السيبراني، والكثير من الجهات التي حرصت على أن تتعاون مع المشاهير المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، ليكون لهم تأثير على أقرانهم بتوعيتهم بأهمية التنبؤ والتحقق من أي رابط أو اتصال، بحيث يكن لديهم ذكاء في عملية استقصاء هذه الروابط والاتصالات وعدم تزويدهم بالأرقام الخاصة السرية، علمًا أن جهاتنا الحكومية لا تطلب أي رقم سري، فخلك ذكي وخلك فطين.

نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة

أصدر النظام بتاريخ 10/9/1442 والذي تضمن: عقوبة من استولى على مال للغير دون وجه حق، عقوبة من استولى دون وجه حق على مال سلم إليه من غير المال العام، عقوبة من حرض غيره على ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا النظام، عقوبة من شرع في القيام بالجرائم المنصوص عليها في هذا النظام، الظروف المشددة، مصادرة الأدوات والآلات والمتحصلات المتحققة من ارتكاب الجرائم، عقوبة التشهير، العفو من العقوبات، النيابة العامة جهة التحقيق والادعاء، النشر والنفاذ.

وأشار المحامي مزهر جمعان الحمراني أن هناك العديد من الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية لمكافحة الاحتيال المالي ومن أهمها:

-إصدار القوانين واللوائح التي تجرم الاحتيال المالي.

-إنشاء وحدات متخصصة في مكافحة الاحتيال المالي في الأجهزة الأمنية.

-التعاون مع الدول الأخرى في تبادل المعلومات والتحقيقات حول جرائم الاحتيال المالي.

-نشر التوعية حول أخطار الاحتيال المالي وكيفية الوقاية منه.

وتعتبر جريمة الاحتيال المالي من الجرائم الخطيرة التي تضر بالمجتمع ككل، وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول التي تأخذ على عاتقها مسؤولية مكافحة هذه الجريمة من خلال مجموعة من الإجراءات القانونية والأمنية والتوعوية.

وقام بتوجيه نصائح التي قد تساعدك على تجنب الوقوع ضحية للاحتيال المالي فقال “كن حذرًا من العروض التي تبدو جيدة جدًا لكي تكون حقيقية.

لا تكشف عن معلوماتك الشخصية أو المالية لأي شخص لا تعرفه.

كن متأكدًا من أنك تتعامل مع موقع ويب أو شركة حقيقية قبل تقديم أي معلومات أو إجراء أي معاملات مالية.

قم بتحديث برامج الأمان على جهاز الحاسوب الخاص بك بانتظام.

كن على دراية بأحدث أساليب الاحتيال المالي.

من خلال اتباع هذه النصائح، يمكنك المساعدة في حماية نفسك من الوقوع ضحية للاحتيال المالي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى