الحظ حجة النصر
متى يبتسم الحظ يا نصر ؟ .. الغياب عن البطولات أمرٌ لا يليق بكبير نجد وفارسها، النصر سّيد الكرة السعودية، صانع مجدها الأول، يقف الحظ في وجهه مرة تلو الأخرى .. الحظ عدو النصر الحقيقي .. الإمكانيات مسخرة، النجوم حاضرة، ولكن هو العدو ذاته، الحظ السيء.
يقولون قديمًا “الحظ حجة الخاسر” .. ألا ليت الزمان أبقاهم وشهدوا مباراة كأس خادم الحرمين الشريفين 2024 بين النصر والهلال، أُجزم بأن مفاهيمهم لهذا المثل حتمًا ستتغير .. جميع من شاهد اللقاء منذ انطلاق الصافرة اللاتينية، حتى تصديّ ياسين بونو لكرة الصاعد مشاري النمر، نسى بأنه أمام مباراة كرة قدم، لم تكن مباراة أبدًا، بل فيلمٌ سينمائيٌ ارتجالي، ولو حاول المؤلفين بأن يكتبون نصًا تمثيليّ لمثل ما حدث لعجزوا.
هدف هلالي مُبكر .. طرد نصراوي .. إهدار فُرص هُنا وهُناك .. طرد هلالي .. هدف نصراوي .. طرد هلالي .. سيناريو فاق التوقعات .. التقاط انفاس للاعبين .. والجماهير في الملعب .. المشجعين في كل مكان .. انطلاق الأشواط الإضافية جملة من الفرص المُهدرة .. ركلات الترجيح .. نيفيز يُضيع .. ابتسامة صفراء .. تيليس يُخفيها سريعًا .. ميتروفيتش يضعها .. تنفس الصعداء الزُرق .. الدون يقتلها .. كنو والنجعي يعززان الأفضلية .. تمبكتي وغريب أيضًا .. الحمدان والجامي مثلهما .. سعود يُهدر .. صرخة فرح نصراوية سمع صداها كل من في جدة .. الحسن يُصيّبها في مقتل .. الدوسري ينجح .. النمر لقطة أخيرة وظهور أول في ذاكرة النهائيات يتقدم لتسديد كرة تحمل معها معالم مسيرته الرياضية، إما مجدٌ وبطولة طال انتظارها، وإلا فرحة هلالية، وغضب نصراوي سيُلاحقه أعوامًا مديدة .. بونو والقائم يُنهيان كُل ما جرى .. الهلال بطل كأس الملك.
ألم أقل لكم لو مد الله في عُمر من وضع مثل “الحظ حجة الخاسر” وشاهد المباراة السينمائية هذه لتراجع عنها، وقال “الحظ حجة النصر”.
ترددت كثيرًا في كتابة هذا المقال، وأثناء مشاوراتي الذاتية داهمني صوتٌ في عقلي خافت وعند محاولتي تمييزه عَلا وملأَ كل شيء من حولي، نعم إنه طلال مداح صوت الأرض يُغني “أحبك يا نصر والله أحبك”.
وداعيّة موسم كروي لا تليق بك يا عالمي .. وكما جرت العادة نختمه بـ”القادم أفضل”