“الصلابة الذهنية”.. لماذا بعض الناس أكثر قدرةً على حل المشكلات دون توتر؟
يؤكد خبراء الصحة النفسية والعقلية أن بعض الناس يتمتعون بقدرة ذهنية مدهشة يطلق عليها “الصلابة الذهنية”، تساعدهم على حل المشكلات والتعافي من التوتر؛ بسبب ما يملكون من مخزون أو احتياطي معرفي ضخم، ومرونة نفسية عالية.
وفي مقال على موقع “تشانيل نيوز إيشيا”، تقول الكاتبة السنغافورية أماندا ييب: كان لي ذات مرة زميلة تبدو دائمًا ثابتة القوة والإرادة، وكأن لا شيء يمكن أن يهزمها مهما حدث، كانت تتمتع بغريزة إدارية مدهشة لحل المشكلات ومعالجة المواقف العصيبة.
كنت أسأل نفسي باستمرار، لماذا يبدو أن بعض الأشخاص مثل زميلتي السابقة لديهم قوة ذهنية أقوى للتعامل مع الإجهاد؟
الصلابة الذهنية
وتضيف “ييب”: بعد مدة وجيزة، كنت أبحث على الإنترنت عن مقالات حول “الاحتياطي أو المخزون المعرفي”، فوجدت مقطع “فيديو” يناقش المنافسة بين بطلي التنس نوفاك ديوكوفيتش ورافائيل نادال؛ حيث تم طرح مفهوم مماثل، أطلق عليه “الصلابة الذهنية”، يشير إلى القدرة على المثابرة في مواجهة النكسات والتحديات والضغوط.
وقد نُقل عن “ديوكوفيتش” ذات مرة قوله: إن أمر التحدي في الملعب يتجاوز المهارات الرياضية: “إنها مسألة من يؤمن بما يريد من المباراة ومن يريد ذلك أكثر؟ أي لاعب أقوى ذهنيًا؟ أي لاعب سيقاتل بقوة أكبر من النقاط؟ هذه الأشياء تحدد من هو البطل”.
وتتساءل “ييب”: هل يمكن أن يكون هناك ارتباط بين الصلابة الذهنية والاحتياطي المعرفي؟ هل يمكننا بناء احتياطي معرفي لمساعدتنا على الأداء بشكل أفضل في وظائفنا أو رياضتنا أو دراستنا أو أي شيء يتطلب منا استخدام أجسادنا وعقولنا؟
ما الاحتياطي المعرفي؟
الاحتياطي المعرفي هو قدرة الدماغ على الصمود والتكيف والتعامل بشكل أفضل من المتوقع في مواجهة التغييرات أو النكسات، مثل الشيخوخة وأمراض الدماغ أو الإصابة والإجهاد.
ويقول استشاري الطب النفسي في عيادة “Promises Healthcare” الدكتور تيرينس ليونج: “إن الشخص الذي يتمتع باحتياطي معرفي أعلى سيكون في وضع أفضل للارتجال وإيجاد حلول للمشكلات في الحياة، سواء في المدرسة أو العمل أو الحياة الشخصية”.
المرونة النفسية
يقول المحاضر المتخصص في علم النفس الدكتور ناثانيال أونج: إن الاحتياطي المعرفي وقدرة الشخص على التكيف -المعروفة باسم “المرونة النفسية” – مفهومان مختلفان.
ويوضح “أونج” أن الاحتياطي المعرفي يشير إلى قدرة الدماغ على الحفاظ على العلم والمعرفة والوظيفة الإدراكية على الرغم من التلف أو الشيخوخة، أما المرونة النفسية فتصف قدرة الفرد على استخدام ما تعلمه وأدركه من أجل التكيف والتغيير؛ ومنها مواجهة الأزمات والنجاة من التوتر”.