“توكم تشوفون الحياة ؟ .. تطورت منفوحة!”
أواخر عام 2016 وتحديدًا في أشهره الأخيرة، نسى السعوديين ماذا يعني “مستحيل .. لا .. مشاريع غير هادفة ومالها داعي .. ألخ”.
النفق الطويل المُظلم أُنيّر بإعلان رؤية بلاد جديدة مرتبطة بمدة زمنية محددة وهي عام 2030، ولأن النفق مظُلم كثرت فيه الخفافيش، كعادتها الفطرية، ولأن سطوع الضوء الذي أناره قوي نقيّ أعمى أعينهم وقلوبهم أيضًا، حاولوا مرارًا وتكرارًا، تكذيب ذلك إيمانًا منهم بإعادة الظلام إلى ذلك النفق، ولكن في كُل مرة يفشلون، فتخذوا خطوة جديدة تكمن بالسيّر فيه وإخفاء أجنحتهم القذرة التي إذا ماشُهدت عُرفوا وفضح أمرهم.
بكل رحلة في هذا النفق المنيّر المليئّ بالتحديات، العقبات، والمنجزات كانوا ينظرون، شاهدون على نجاح مشروع حاولوا إحباطه ولم يستطيعوا، ذاكرتهم وأفئدتهم تحفظ تلك الأحداث جيدًا، ولكن بطعم الجزع والحسرة، “أدامها الله عليهم”.
في كل منجز يفتتح، في كل ملف يطرح لا يملكون سوى التعليق بالفكاهة ودس السم في العسل، يستخدمون عبارات متنوعة تصل معانيها إلى نقطة واحدة لا جدال فيها، وهي التقليل من شأن المشاريع، ومحاولة إشعال جمرة الشك في مصداقيتها، ومدى تأثيرها، ومدة استمراريتها مستقبلًا، راجين في ذلك إغواء من استطاعوا إليه سبيلًا.
“مشاريع على ورق .. فقاعة .. الواقع غير” هذا سلاحهم اللفظيّ، والذي أعتقد شخصيًا بأنه ذا جدوى خصوصًا لأولئك التائهين في الحياة .. كلمة تأخذه وأخرى ترده، ومثلها كذبة توهمه، لهؤلاء أتحدث ..
لا تنتظرون الإملاءات، عقولكم ملككم، أبحثوا عن ما يُشبع فضولكم تجاه أيّ شيء، وخصوصًا فيما يتعلق بمستقبلكم في بلادكم، لا ترخوا مسامعكم للأصوات، وكما قال جبريل لنبينا الأمين “أقرأ” أقول لكم “اقرؤوا تهتدون”.
أنتم أساس كل ما يُخطط له، رؤية متكاملة الأركان لكم وُجدت، لما هذه المشاريع ؟ لماذا كل تلك المليارات ؟ أليس لمستقبلكم، ومستقبل أبناءكم وأحفادكم ؟ تعليم، صحة، اقتصاد، تنمية، رياضة، سياحة، ترفيه، كل تلك الملفات طوال الـ9 أعوام تشهد نشاطًا وتجدد مستمر، وخطط على المدى البعيد.
أن تعيش في بلد همه الأول “الإنسان” لا تتردد ولو للحظة أن تتقصى وراء ما يُذاع من تشكيك في مصداقية مشاريعه ومساعيه الدائمة لخدمتك، وحتمًا سترى الحقيقة بعينك لا أذنك.
لا تكونوا حجر يُرمى به على سور منيع، لا هو الذي تأثر ولا أنتم السالمين، حكموا عقولكم تنجون.
وعودة إلى “الخفافيش” بدأتم منذ 2016 فصلًا جديد من السخرية على كل من ترونه فرح بقرارات معينة، وعند نقاشكم في ذلك كانت إجابتكم واحدة “توكم تشوفون الحياة ؟ كل الناس قبلكم”، وكأنكم لم تكونوا يومًا من الأيام ضد هذه الحياة التي الأن أصبحت حق لكل الناس!.
وكما هو حال البشر فالخفافيش أيضًا تتكاثر وتهاجر وتذهب هُنا وهُناك، ولسخرية القدر أصبح أمثالكم من خفافيش الأنفاق الأخرى أوصياء لما هو لدينا، بل ووصلوا إلى مرحلة من البجاحة يُقللون فيها من أمر لم يصلوا له بعد!، وعندما يتم ردعهم وتذكيرهم بواقعهم وماهم عليه من رجعية وتأخير يُسارعون بقول “أيام يوم ماكان عندكم كذا”، ويبدأون في سرد النواقص في السابق والتي تعتبر بسيطة، مثل السينما، قيادة المرأة ألخ، وأعني ببسيطة نسبة لمقارنتها بالمشاريع الكُبرى التنموية، الإقتصادية، والسياحية الأخرى التي تشهد تقدم بلادنا فيها بشكل ملحوظ ولله الحمد.
مع افتتاح “قطار الرياض” المشروع العظيم في قلب العاصمة السعودية، كانت مُزحتكم الأخيرة “تطورت منفوحة!”، وأنا هُنا أقول لكم التطور وفقًا لمعايير الحياة الجديدة وتحديات الأعوام المقبلة شهدناه قبل ما يُقارب الـ10 أعوام، وها نحن نعيش في نعيمة، تطور لا حضور لكم فيه، تطور بعيد عن عقولكم، وعن أصدقاءهم في الأنفاق الأخرى.
خسئتم مثل كل مرة .. وكسبنا رهاننا على فارسنا وبطل زماننا قائدنا ومُلهمنا أميرنا الذي أضاء نفقنا وأخذ بيدينا إلى الحياة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، نُقش اسمكم أدامكم الله في قلوبنا قبل صفحات التاريخ، نحن معكم ولكم ولن نحيّد ماحيينا عن دربكم، رعاكم الله وحفظكم ذخرًا لبلادنا العُظمى.