في تطور طبي مفاجئ، كشفت دراسة حديثة أن السمنة قد لا تكون عاملاً رئيسياً في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة أو الوفاة كما كان يُعتقد سابقاً. الدراسة التي شملت آلاف المشاركين، أظهرت أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) وحده ليس مقياساً كافياً لتحديد صحة الفرد.
وأظهرت النتائج، أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة يعيشون حياة صحية وطويلة مثل نظرائهم ذوي الوزن الطبيعي، مما يشير إلى أن عوامل أخرى مثل النشاط البدني، التغذية، والعوامل الوراثية قد تكون أكثر تأثيراً على الصحة. الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تقييم النظرة التقليدية للسمنة والاعتماد على نهج شامل لتحديد صحة الفرد.
وأشار الباحثون إلى مفهوم «مفارقة السمنة»، وهي ظاهرة أظهرت أن بعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن قد يتمتعون بفرص بقاء أفضل في مواجهة أمراض معينة مقارنة بغيرهم. ورغم ذلك، أكد الخبراء أن السمنة ليست خالية تماماً من المخاطر، لكنها ليست العامل الوحيد أو الأهم كما كان يُعتقد.
وتأتي هذه النتائج في وقت ترتفع فيه معدلات السمنة عالمياً، مما يطرح تساؤلات حول فعالية السياسات الصحية الحالية التي تركز بشكل كبير على خفض الوزن. الباحثون دعوا إلى تغيير النهج الصحي والتركيز على تحسين نمط الحياة بشكل عام، بدلاً من الاعتماد الحصري على الوزن كمقياس للصحة.
في النهاية، يشدد الخبراء على أهمية تعزيز التوعية بنمط الحياة الصحي ودوره في الوقاية من الأمراض، مع ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم العلاقة المعقدة بين السمنة والصحة العامة.