وطني

الجيراني.. «شهيد الكلمة المخلصة» إلى مثواه الأخير

وسط أجواء مفعمة بالحزن والأسى انطلق جثمان قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بالقطيف الشيخ الشهيد محمد الجيراني محمولا من مغسلة مقبرة تاروت إلى مثواه، بمشاركة المئات من أبناء المحافظة ومدن الشرقية المختلفة.

وتقاطرت وفود المشيعين إلى مقبرة تاروت منذ الساعة الثانية والنصف تقريبا بعد ظهر أمس (الخميس) واكتظت الطرقات المؤدية إلى المقبرة بمئات السيارات، فيما احتشد المئات خارج المقبرة في انتظار انطلاق التشييع الرسمي، فيما ‏حددت أسرة الجيراني غدا (السبت) موعدا رسميا لبدء مراسيم استقبال وفود المعزين لمدة ثلاثة أيام. وأوضحت في بيان أصدرته أمس، أن استقبال المعزين سيبدأ منذ التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء في المخيم المخصص لمراسم العزاء بشارع الرياض في حي الأمواج 2 في بلدة تاروت.

وشكل حضور أبناء الشهيد الجيراني في المراسم عاملا مؤثرا للغاية، خصوصا أن بعضهم لم يستوعب ما حدث لوالدهم من تنكيل على يد الجماعة الإرهابية التي أقدمت على الجريمة المروعة، وعجز بعض الأبناء صغار السن عن استيعاب ما حدث، وظهرت على وجوههم علامات الدهشة والحزن خلال مراسم التشييع.

القصاص من الجناة

وعبر عيسى الجيراني، شقيق الشهيد، عن شكر الأسرة للوقفة المشرفة لأبناء الوطن ومشاركتهم الواسعة في التشييع المهيب لشهيد «الكلمة المخلصة»، معتبرا في الوقت نفسه تعزية ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان دلالة على وقوف القيادة مع المواطن، مقدرا في الوقت نفسه الزيارة الكريمة لوزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود لأسرة الشهيد التي تضمنت نقل تعازي ومواساة القيادة.

وأكد الجيراني أن زيارة وزير الداخلية جاءت بلسما على قلوب الأسرة المكلومة من هول العملية الإجرامية، خصوصا أن القيادة تعهدت بالقصاص من الجناة وإنزال العقاب العادل بكافة الأطراف المشاركة في عملية الاختطاف والاغتيال.

جثة متحللة

من جانبه، أوضح محمد الجيراني (ابن عم الشهيد)، أن رفات الشهيد تم استلامه من الأجهزة الأمنية في الساعة العاشرة من صباح أمس، مضيفا، أن رفات الشهيد يتكون من عظام بعد تحلل الجثة التي دفنت بواسطة القتلة في ديسمبر الماضي.

وأكد، أن أسرة الشهيد توجهت فور استلام الرفات إلى مقبرة تاروت لاستكمال إجراءات مراسم التشييع، مضيفا، أن تأخر عملية التشييع مرتبط بتجهيز سرداق العزاء، لافتا إلى أن استكمال تجهيز المخيم أمس الأول (الأربعاء) مهد الطريق أمام استلام الرفات من الجهات الرسمية.

وقال سعيد الجيراني (ابن عم الشهيد)، إن الكلمات الصادقة التي قالها أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف خلال زيارته للأسرة لتقديم واجب العزاء والمواساة، تمثل عمق الترابط بين المسؤول والمواطن في المملكة، مضيفا أن الملك سلمان بن عبدالعزيز كان وسيبقى والدا للجميع، فهو يمثل خيمة تظلل كل مواطن على أرض المملكة، مؤكدا أن عهد ملك الحزم يمثل علامة فارقة في القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية لن يغمض لها جفن ما لم تقدم جميع الجناة للعدالة في جريمة اختطاف واغتيال القاضي الجيراني.

مصاصو دماء

في السياق نفسه، وصف الشيخ حسن الصفار جريمة اختطاف واغتيال قاضي دائرة الأوقاف الجيراني بالعمل الإرهابي الجبان، مؤكدا أن العناصر التي ترتكب مثل هذه الأعمال الإرهابية باعت نفسها للشيطان.

ودعا الصفار المولى جل شأنه بأن يكفي المجتمع والبلاد من شرور الأشرار، داعيا الله أن يوفق العلماء والدعاة للقيام بالواجب لتوعية المجتمع وتحصين الشباب من أفكار التطرف والعنف والإرهاب.

واستنكر الشيخ منصور السلمان جريمة اختطاف وقتل قاضي الأوقاف الجيراني من قبل حفنة من مصاصي الدماء، وقال إن الجريمة هزت المجتمع بأسره.

albwaabh

صحيفة البوابة الإلكترونية || الإعلام بمفهومه الجديد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى