الموسوعة

لماذا أصبحتِ معلمة؟

سألتني صغيرتي ذات يوم
‏أمي هل أنتِ سعيدة بمهنتك ؟
‏لِمَ لم تصبحي طبيبة ؟
‏أو مهندسة حتى ؟
‏لماذا أصبحتِ معلمة ؟
‏يا أبنتي تلك الطبيبة أو الطبيب
‏أو المهندس حتى
‏كانواً يوماً طلاباً ولم يمتهنوا هذه المهنة إلا بعد
‏فضل وتوفيق من الله
‏ومن ثم بفضل المعلم
‏ فهو الذي علمه وأرشده وألهمه ليكون ذلك الطبيب الذي يعمل ليخفف الألم ويعالج المرضى وينقذ الارواح
‏وليكون ذلك المهندس
‏الذي يسعى ويخطط ليعمر وطنه
‏فكل المهن التي يمتهنها أبنائنا الآن نتجت من عطاء مُعلم

‏ فالُمعلم هو من صنع لنا هؤلاء الملهمين ليكونوا
‏عوناً وذخراً ونفعاً لدينهم ووطنهم وأُمتهم..
‏كُل بذرة عطاء كان المُعلّم سبباً في إزهارها..
‏كُل جُذع إنجاز كان للمعلّم يدٌ في إستقامته..
‏كُل بناية شامخة كان المعلم حجر زاوية في قوتها..

‏بل إنّ كُل قطرة نجاح .. كانت تنبُع من يد مُعلم مُعطاء..!
‏أفلا نفخر بصانعي الأجيال..
‏بُناة النهضة..
‏شلالات العطاء…!

‏طوبى لمُعلم أضاء في درب تلميذه قبساً لا ولن ينطفئ، ما دام وقوده الإخلاص والُحب..
‏وهنيئاً لمعلم غرس في روح تلميذه خصلة خُلق، فتسامت، أصلها ثابت، وفرعها في السماء..
‏و مرحى إذ يرحل معلم و عبق أثره الطيب باقٍ، يعبر الأجيال، وتتوارثه القلوب..

‏و بارك الله في معلّمٍ جمع في شخصيته الأب والمعلّم، فكان هيّناً ليّناً، حازماً بحُب، ناصحاً بصدق.
‏ ّفلله در المُعلم ما أعظم دوره في أُمته وما أَجَل عمله وخدمته لدينه ووطنه وما أَسْنَى جهوده .. مهنة
‏التعليم يا أبنتي ليست كأي مهنة بل هي أم المهن
‏وأعظمها كما أن
‏لِلمُعَلم مكانة راقية ومنزلة مرموقة في كل المجتمعات
‏قال الشاعر :
‏قُـــم لِـلـمُــعَـلـمِ وَفِّــــهِ الــتَــبــجــيــلا
‏كــــــادَ الــمُــعَــلِّــمُ أَن يَــــكــــونَ رَســـــــولا
‏أَعَـلِـمـتَ أَشـــرَفَ أَو أَجَـــلَّ مِــنَ الَّــذي
‏يَـــبـــنـــي وَيُـــنـــشِـــئُ أَنـــفُـــســـاً وَعُـــــقــــولا
‏سُـــبــحــانَــكَ الـــلَـــهُـــمَّ خَـــــيــــرَ مُـــعَـــلِّـــمٍ
‏عَـــلَّــمــتَ بِــالــقَــلَـمِ الــــقُـــرونَ الأولـــــــى
‏أَخــرَجــتَ هَــــذا الــعَـقـلَ مِــــن ظُـلُـمـاتِـهِ
‏وَهَـــدَيـــتَـــهُ الـــــنــــورَ الـــمُــبــيــنَ سَـــبـــيــلا
‏وَطَـــبَـــعـــتَـــهُ بِــــــيَــــــدِ الـــمُـــعَـــلِّــمِ تـــــــــــارَةً
‏صَـــــــدِئَ الـــحَــديــدُ وَتـــــــارَةً مَـــصــقــولا”

‏فـلم يورث الأنبياء ديناراً ولا درهماً، بل ورثوا العلم باقياً من بعدهم، قال الرسول ﷺ
‏(العلماء ورثة الأنبياء)
‏فكن فخوراً يا وريث الأنبياء
‏يا صانع الأجيال ويا فخر أُمتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى