أخبار عربية و عالمية

“عفرين” تحت القصف التركي.. ماذا بقي من الثورة السورية بعد تنديد “بشار”؟!

بعد تسليم حلب لقوات النظام السوري باتفاق بين تركيا وروسيا، يبدو أن نفس العملية تتكرر مجدداً، لكن هذه المرة ميدانها عفرين وإدلب؛ فبعد قتال مرير بين قوات المعارضة السورية حول أطراف إدلب المعقل الأخير للمعارضة السورية، وتحقيق هذه القوات تقدماً كبيراً في هذه المعارك، أعلن النظام السوري بشكل مفاجئ سيطرته على مطار أبوالظهور العسكري ذي الموقع الاستراتيجي في إدلب، وسط غياب وصمت غريب من قبل الثوار في تلك المناطق.

الإعلان السوري جاء في نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أوردغان بدء العملية العسكرية على عفرين، والتي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 300 ألف، وهو ما ينذر بعملية نزوح واسعة.

تحالف ثلاثي

ولم يكن التفاهم الروسي التركي الإيراني مفاجئاً، فقد دعا وزير الخارجية التركي ماولود أغلو، علانية لضرورة تحالف “روسي تركي إيراني”؛ لمنع تشكيل جيش سوري تتكون عناصره من قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلين عرب، وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية.

غضب فرنسي

التحالف الروسي التركي على حساب مكاسب الثورة السورية أزعج أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تحركت فرنسا بشكل سريع وغاضب، وبدأت فعلياً بتدويل التدخل التركي في عفرين؛ حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن؛ لمناقشة التدخل التركي في عفرين السورية ذات الغالبية الكردية.

اجتماع عاجل

وقال وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، أمس الأحد: إن فرنسا دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا، في أعقاب التوغل التركي في منطقة عفرين بكـردستان سوريا، جاء ذلك في تغريدة له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مضيفاً أن فرنسا تطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل الوضع في الغوطة وإدلب وعفرين، وأكد أنه تحدّث مع نظيره التركي صباح اليوم.

مستنقع عفرين

تدويل التدخل التركي ستتضرر منه تركيا بالتأكيد، خصوصاً وأن روسيا ألمحت إلى أنها ستدعم موقف النظام السوري دبلوماسياً، لكنها لن تتدخل عسكرياً في حال اشتبك النظام السوري مع الأتراك؛ لكن مصادر داخل النظام السوري تطرح فكرة دعم القوات الكردية بأسلحة فتاكة؛ لمهاجمة الأتراك، وتحويل عفرين لمستنقع لن تخرج منه تركيا بسهولة، وهو أمر ستفضّله أمريكا وروسيا وإيران.

طرح تساؤلات

التحرك التركي في عفرين وسحب مقاتلي المعارضة السورية من الجبهات واستخدامهم وقوداً للمصالح التركية طرح تساؤلات عن غياب تركيا عن التدخل لحماية السوريين؛ لمواجهة جرائم النظام السوري في حلب وحمص وحماة؛ بينما يسارع الأتراك في التدخل العسكري داخل العمق السوري؛ لحماية مصالح تركيا، في ما يشبه متاجرة تركيا بملف الثورة السورية لتحقيق مصالحها القومية فقط .

قصف وهجوم

ميدانياً، دخلت قوات تركية برية، أمس الأحد، إلى الأراضي السورية، مستهدفةً منطقة عفرين في اليوم الثاني لهجوم واسع تخلله قصف مدفعي للمدينة؛ لطرد فصائل كردية تعتبرها أنقرة إرهابية؛ وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة “فرانس برس”.

غصن الزيتون!

كما بدأ الجيش التركي، أول أمس السبت، عملية عسكرية على عفرين تحت مسمى “غصن الزيتون”؛ لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المنطقة، وهي فصائل كردية تعتبرها أنقرة إرهابية، لكن الولايات المتحدة تدعمها عسكرياً، بصفتها رأس حربة في المعارك ضد “داعش”، ومن شأن هذه العملية زيادة التوتر بين أنقرة وواشنطن.

مخاوف مشروعة!

وأكد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، أمس الأحد، أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة سابقاً قبل إطلاق عمليتها في سوريا ضد القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن، مشيراً إلى وجود مخاوف أمنية “مشروعة” لدى الجانب التركي.

و”بشار” يندد!

وندد بشار الأسد، أمس الأحد، بالهجوم التركي الذي قال إنه امتداد لسياسة أنقرة في دعم التنظيمات الإرهابية منذ اندلاع النزاع في 2011، وأعربت إيران عن قلقها حيال العملية العسكرية التركية في شمال غرب سوريا، داعيةً أنقرة إلى أداء دور بنّاء في حل الأزمة السورية.

مخابئ وقتلى

من جهته، أكد الجيش التركي أنه دمّر في اليوم الثاني من عملية “غصن الزيتون” 45 هدفاً، بينها ملاذات ومخابئ أسلحة، وقتل 11 مدنياً على الأقل ثمانية منهم من عائلة واحدة؛ جراء غارات تركية استهدفت الأحد قرية في منطقة عفرين في شمال سوريا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلن رئيس بلدية مدينة الريحانية التركية المجاورة للحدود مع سوريا أن قصفاً من الأراضي السورية استهدف المدينة، وهو ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 32 بجروح. وسارع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إلى اتهام وحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف وراء هذا القصف.

ثمن باهظ جداً

من جهته، أكد متحدث كردي والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية مدنيين قُتلوا، أمس الأحد؛ جراء غارات تركية استهدفت قرية في منطقة عفرين، وحذر “أردوغان” من أن من يتظاهرون تلبيةً لدعوة أوساط مؤيدة للأكراد سيدفعون “ثمناً باهظاً جداً”.

خلال وقت قريب

وتحسباً لأي تداعيات داخلية محتملة للهجوم في سوريا، منعت قوات الأمن التركية الأحد تنظيم تظاهرتين رفضاً لهذا الهجوم، الأولى في مدينة دياربكر بجنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية والثانية في إسطنبول، وأفاد مصور لـ”فرانس برس” بأن سبعة أشخاص على الأقل اعتُقلوا في إسطنبول، وقال الرئيس التركي أمام أنصاره في محافظة بورصة شمال غرب تركيا: “بإذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جداً”.

وهذا الهجوم هو التوغل التركي الثاني الكبير في سوريا أثناء النزاع المستمر منذ سبع سنوات، بعد عملية “درع الفرات” في 2017 في منطقة تقع شرق عفرين، واستهدفت وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش.

وكشف “يلدريم” لوكالة “دوغان” أن القوات التركية تسعى إلى إنشاء منطقة أمنية بعمق نحو 30 كلم داخل سوريا، فيما استبعد نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداق، أمس الأحد، أي اشتباك مع قوات أمريكية لأن “مسؤولين أمريكيين أعلنوا أنه ليس هناك جنود أمريكيون ولا قوات أمريكية في المنطقة”.

قلق وإخلاء

ومع تسارع التطورات ميدانياً، أعربت روسيا السبت عن “القلق”، ودعت إلى “ضبط النفس”، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أول أمس السبت، أن العسكريين الروس المنتشرين في منطقة عفرين قد أخلوا مواقعهم؛ “تجنباً لاستفزازات محتملة” قد يتعرضون لها.

albwaabh

صحيفة البوابة الإلكترونية || الإعلام بمفهومه الجديد ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى