وادينا …. ينادينا !!!!!

عم الفرح الجميع واستبشروا خيراً بأمطار الخير والبركة التي هطلت على أنحاء كثيرة من بلادنا الغالية ومنها محافظتنا (تربة) التي نادراً ماتأتيها الأمطار الوسمية مما جعل الجميع يتفائل بهذا العام وخصوصاً أهالي المزارع والمواشي …….
هطلت الأمطار على الجبال والبراري والأودية …..
سالت السيول في الشعاب والأودية …..
امتلأت السدود وفاضت في جميع الأودية ….
بدأوا الناس يتناقلون أخبار الأمطار والسيول المفرحة والمثلجة للصدور …..
أهالي المزارع يستبشرون خيراً بالأمطار التي تهطل عليهم صباح مساء وكذلك السيول المنقولة من جبال السروات ….
بدءوا باسترجاع عمالتهم الذين تركوا المزارع لانقطاع المياه ….
عملوا الصيانة اللازمة لمكائنهم وغطساتهم ولياتهم وووو……
ولكن يافرحة ماتمت !!!!!!!
لم تصلهم تلك السيول !!!
أو وصلهم القليل منها !!!
ولكن يبقى السؤال أين ذهبت هذه الكمية الهائلة من الأمطار والسيول ؟؟؟
هذا الوادي الذي يعتبر من أكبر أودية المملكة والذي تميز بتربته الجميلة وامتداده الطويل وجوانبه الجاذبة….
تكالبت عليه المصائب فبعد أن كثرت عليه و على روافده السدود…..!!!!
أتته مصيبة أخرى وهي المعاشق وتجارها فقاموا بنهب بطحاءه الجميلة طمعاً في المال من أعلاه إلى أسفله وشاحنات لاتتوقف ليل نهار إلى جميع المحافظات المجاورة والغير مجاورة(لوكانت لتربة وعمائرها لاهانت على الجميع) وهذه المشكلة هي أم المشاكل لأن البطحاء هي الطبقة الممتصة للمياه، وعبرها تنفذ المياه إلى مخازنها الجوفية، ونقلها يؤدي إلى نقص الطبقة الحاملة للمياه، ومن ثم فإن المزارع لن تستفيد كثيرا من السيول،خصوصاً وأن محافظتنا داخل منطقة الدرع العربي (حسب رأي الجولوجيين)
فتجار البطحاء وجدوه سلعة مجانية متاحة لهم، والطلب عليها عالٍ، والخسارة صفر، والربح حدث ولا حرج. والرقابة ضعيفة، والترخيص بدون،وهذا دأبهم من سنين يسرحون ويمرحون في الوادي كيفما شاءوا وفي الوقت الذي يشاءون !!!!
والمصيبة الأخرى التي يئن منها وادينا هي رمي المخلفات من مواد البناء كالبلوك والبلاط وكذلك المواشي النافقة وغيرها، فنلاحظ بعض الأفراد والمؤسسات تقوم برمي هذه المخلفات في الوادي غير مكترث بأحد، على الرغم من وجود مرمى للنفايات قد حدد من قبل البلدية، وهذه ظاهرة غير حضارية وصدق من قال (من أمن العقوبة أساء الأدب)….
وجبر الله مصابك ياوادينا حيث تكالبت عليك شرذمة قليلة من التجار غير مبالين بحقك، المهم عندهم كم يدخل عليهم من مال أما المجتمع ليذهب غير مؤسفاً على مصيره……

ختاماً
أتمنى أن يكون هناك وقفة صادقة من جميع أطياف المجتمع من مسئولين ومواطنين ومجالس بإطلاق مبادرة تحت مسمى (أصدقاء الوادي)أو(وادينا ينادينا)يشكل لها لجان تطوعية همها مراقبة الوادي ونظافته والمحافظة عليه ترتبط مباشرة بالمحافظ ، وأن يكون القائمون عليها من أهل الخبرة والدراية وأهم من ذلك كله أن يكون همهم المجتمع وديرتهم ولاتأخذهم لومة اللائمين للحفاظ على ثروة الأمطار والسيول، فمن خلالها يتم تغذية المخازن الأرضية بالمياه، قال الله تعالى {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}…
فالماء سر الحياة وبقاءها ، وصدق الله العظيم {وجعلنا من الماء كل شيء حي ..}

Exit mobile version