كُتاب البوابة

حكاية المادة الرابعة والثلاثون

نصت المادة المادة الرابعة والثلاثون من النظام الأساسي للحكم الصادر في العام 1412 وبأمر ملكي رقم أ/90 بتاريخ 27 / 8 / 1412 على الآتي: الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والمجتمع ، والوطن واجب على كل مواطن.(انتهى).
وبالنظر إلى هذه المادة التي يتداولها الصغير قبل الكبير إيماناً وعقيدة وتأكيداً على قيمة النظام أولاً والتأكيد على موافقته التكيفية وانسجامه مع مايعيشه المواطن في وطنه وهذا ما أدى في المجمع إلى الإجماع على قيمة النظام وقوة المادة وصلاحية تداولها ورغبة المفاخرة بها مما يعكس حجم العلاقة بين الإنسان والمكان عبر أزمان لم يكن فيها الحب بالتدرّج بل كان قائما على أسس متينة تجعل هذا الحب وتلك الوطنية قوية ومتجذرة.
يقال أن نشأة الوطنية في القارة العجوز كان نتاج الدموية في الصراع الذي يرتكز على الطبقية والعنصرية ولعنة العرق بين السادة والعبيد في محاولة السادة لطمس الهوية لهؤلاء ونسفهم حتى تشكلت الأحزاب لينتج عنها صراعات ومطالبات بحقوق ومساواة اتجهت في مجملها لتنتج هذا المفهوم ؛ ولكن الوطنية والمواطنة بتعريفاتها أسبق إلى المفهوم الأوروبي الشائع والذي خلف صراعات امتدت لخارج القارة العجوز .
فالوطنية التي هي الحب الخالص للأوطان وحفظ أمانته والالتزام بقوانينه هي مادرجت عليه دول الإسلام الحقّة عبر أزمنتها وصولاً إلى الدولة التي نحن على أرضها ونتحدث عنها . وعن المواطنة التي تعني ارتباط الإنسان بأرضه عبر سلوكه ودفاعه وهويته ليست وليدة اللحظة أو الصراع المذكور .
ما جعلني أتحدث عن هذا هو سعادتي العظيمة حين تفضل أحد الأقارب بإضافتي في أحدى مجموعات (الواتس آب) وهي مجموعة مخصصة لأفراد القبيلة من كل منطقة ، الجميل أن الصورة التي وضعت على القروب تحض على تلك المادة التي ذكرتها من النظام الأساسي للحكم وتحمل تعليمات المجموعة مواد وفقرات تنص عليها الدولة وتقرها الجهات في أبجديات التعاطي في مواقع التواصل .
سعدت بالقيم الوطنية التي يحملها مسيري هذه المجموعة والتي يتداولونها ويسعون لترسيخها . أجمل من ذلك أن ترى الصغير يحمل ذات الفكرة والمعتقد ويتوافق مع تلك الثقافة ويتم تصديرها . صناعة المواطن الصالح في وطنه تبدأ من أسرته ثم قبيلته حتى يكون عضوا فاعلا في مجتمعه ووطنه وهذا ما رأيته وحمدت الله عليه .

أخيراً:
الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والمجتمع ، والوطن واجب على كل مواطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى