حوارات

أمجاد المطيري: “عانيت في طفولتي من التنمر حتى وصلت لدرجة إني كنت أخجل من شكلي الذي يبدو للآخرين غريبا”

مصورة تصاب بمرض نادراً..

الرياض – شهد السالم :
بدأت حكاية أمجاد المطيري عندما ولدت في عام ۲۰۰۳م. كانت ولادتها مبكرة في الشهر السابع وهذا ما تسبب لديها بنقص في النمو في الأعضاء الداخلية للعين اليسرى، ولأنها ولدت وتسكن في منطقة نائية سرعان ما تم توجيه والديها إلى أحد مستشفيات العاصمة الرياض، ومن هنا بدأ المشوار بعمل الفحوصات الوراثية اللازمة وإرسالها إلى كليفلند أمريكا، بعد شهر من الانتظار تم تشخيصها بِ (Arterial tortuosity syndrome (ATS .
أوضحت أمجاد: كنت فقط أرغب بعيش حياة طبيعية دون تنمر / استهزاء بي أو بشكلي هذا ما كنت أرجوه عندما أريد اللعب والمرح مع أقراني، لكن معظم الناس في مجتمعنا يتأثرون بالشكل الخارجي وهذا ما نقلوه لأطفالهم عني، نشأت ولله الحمد في عائلة واعية جداً أساسها المساواة بيني وبين إخوتي، لذلك كنت استنكر التمييز والعنصرية اللذان كنت أواجها في الأماكن العامة.
قالت أمجاد: بدأت الدراسة في المرحلة الابتدائية في مدارس الأشخاص العاديين بوسط قريتنا، كنت أرى التمييز والتنمر جزء من حياة الأطفال الذين أحيط بهم وقتها كانت لعبة الأطفال وتسليتهم المعتادة هي الخوف من شكلي والهرب مني عند رؤيتي.
ذكرت المطيري: أسعى للتميز منذ طفولتي لذلك كانت أمي دائما تدفعني للنجاح وتقول: “المرض ليس سوى تميز تتميزين به عن الآخرين هو ليس عائق للنجاح أو للطموح الجمال يكون في الداخل بروح الإنسان كبرت وكبرت معي هذه الكلمات لتصبح لي وقوداً ودافعاً للاستمرارية في الإنجاز وفي الحياة بشكل عام.
استطردت أمجاد حديثها قائلة: أنهيت المرحلة الابتدائية وانتقلت للمرحلة المتوسطة وهنا كبرت أحلامي وارتفع سقف طموحي ، لكني لم أدرك أن عقول البعض من الناس حينما يكبرون لا تتغير حيث أصبحت مع مجموعة فتيات جُدد لم نعتد على بعضنا كنت أظن أنني لن أواجه ما كنت أواجه سابقاً لأن والدتي كانت تعمل بنفس المدرسة التي كنت أدرس فيها، أصبح تنمرهم علي وازدراؤهم لي ليس مقتصراً على شكلي فقط بل إنهم يرون إنني فاشلة وأمي هي من تساعدني لأنجح، بالطبع لا أستغني عن تحفيزها وتشجيعها ولكنني أنا من كنت أنجح بجد ومثابرة مني كنت أملك من الوعي القدر الكافي الذي يجعلني لا ألقي بالاً لكلماتهم الجارحة بل اجمعها لأصنع منها سُلماً للنجاح، حين أنهيتُ المرحلتين المتوسطة والثانوية حصدت ثمار اجتهادي وما حققتُهُ مِن إنجازات التي كانت حصولي على المركز الأول في إبداع موهبة ۲۰۱۹م على مستوى محافظة المجمعة.
كشفت الشابة الطموحة عن رحلتها في بداية التصوير قائلة: بدأت منذ أن كان عمري في الثانية عشرة، عندما اشتركت بدورة تصوير عن طريق الشبكة العنكبوتية، وكانت الشروحات عبارة عن كتابة على الصور، ولأنني كفيفة وغير قادرة على قراءة المحتوى الموجود بالصور، فكرت أن أراسل المدربة، وبالفعل أرسلت أخبرها أني كفيفة غير قادرة على القراءة، وطلبت منها الشرح بالملاحظة الصوتية، فكانت ردة فعلها صادمة بالنسبة لي قائلة بهذه اللهجة: كيف يمكن أن تكوني مصورة، وأنت كفيفة …؟!
أضافت المطيري: “لم أقف كثيرًا أمام صدمة المدربة؛ بل شحذت همتي، وواصلت البحث عن كيفية تحقيق كل طموحاتي، وكنت أردد دومًا في داخلي، إنّ الإعاقة لا يمكن أن تكون عائقًا للجمال أو المواهب أو للطموحات والأحلام على يد ابنة خالتي تعلمت التعامل مع برامج التصوير المختلفة، ورغم أنّ بعضها لا يدعم الصوت، وهو ما كان يمثل صعوبة بالنسبة لي ولظروفي؛ لكن كان لدي إصرارًا على استكمال المسيرة.
أكدت أمجاد أن الصورة الفوتوغرافية تعني لها الكثير، أنها تساعدها على التعبير عن نفسها، يعد نجاحها في مجال التصوير الفوتوغرافي والإعلام، رمزاً للنساء السعوديات اللواتي يتحدن الصعاب ويسعين لتحقيق النجاح والتميز في مجالاتهن المختلفة.
تلفت الشابة الطموحة إلى أنّها أصبح في سيرتها الذاتية اليوم، العديد من المشاركات الناجحة في معارض وفعاليات التصوير، وشاركت لأول مرة في معرض Reset your mind ، مضيفةً: إنّها تطمح أن تشارك في المعارض الفنية والفعاليات.
ومن جهة أخرى شكرت « عبدالله العباد » و « رقية الياقوت » لإتاحة الفرصة لها في تحقيق إحدى أمنياتها، والمشاركة في المعرض للحديث عن الإعاقة التي قالت عنها إنّها دافع للنجاح وتحقيق الطموحات والإنجازات، وإذا توفرت الهمّة لدى الإنسان فلا مكان للإعاقة، وأنّ الذي يمتلك الهمة لن يضع حواجز تعيق تحقيق ما يطمح إليه، كان طموحها المستقبلي هو التخصص في الإعلام والدراسة بجامعة الملك سعود وحققت طموحها وأصبح من ضمن الأحداث السعيدة التي ذكرتها في قصة نجاحها.
نوهت المطيري: أما عن أهم الأحداث السعيدة التي تحققت لي بفضل الله هي التحاقي بجامعة الملك سعود تلك الجامعة التي أفتخر بكوني أحد طالباتها وبتخصص الإعلام تحديداً الذي لطالما حلمت به وحققته ولله الحمد لأساهم ولو بجزء بسيط في توصيل رسالة المعاقين وأصحاب الأمراض النادرة معاً.
بالنظر إلى قصة نجاح المطيري، فإنها تمثل رمزاً للشجاعة والإرادة الصلبة، وإلهام للعديد من الشباب والشابات في المملكة العربية السعودية وخارجها.
اختتمت المطيري حديثها قائلة: تصالحنا مع الإعاقة وتقبلها هو أول خطوة على طريق النجاح والتميز والمضي قدماً لتحقيق ما نصبو إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى