الموسوعةإسلاميات

ما هي نواقض الوضوء المتفق عليها والمختلف فيها

ما هي نواقض الوضوء المتفق

لا شك أن الوضوء شرط صحة يجب على المسلم أدائه لكي تكون صلاته صحيحة، فهوفي حد ذاته عبادة، وعليه يتساءل المسلمون عن ماهي نواقض الوضوء التي تنقض بنفسها الوضوء، وما هي المؤدية للشك.

فقد تكون نواقض الوضوء بعض المسببات التي تنقض في حد ذاتها كالبول والغائط، وقد تكون سبب للشك في صحة الوضوء كالنوم المستغرق وزوال العقل أو الإغماء وهكذا.

ما المقصود بنواقض الوضوء

قبل الشروع في الحديث عن ماهي نواقض الوضوء يجب على المسلم أن يعرف ما المقصود بالنواقض، والوضوء، وما المقصود بلفظ نواقض الوضوء.

قال الله تعالى “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”. وهنا بيَّن الله تعالى أن الوضوء أمر واجب لأداء الصلاة، وعليه فإن انتقض الوضوء وجب على المسلم أن يُعيد الوضوء مرة أخرى.

والنواقض: هو جمع لكلمة ناقض، والناقض اسم فاعل لغير العاقل، وجمعه (فواعل).

والوضوء بالضم: يُقصد به الطهارة التي من خلالها يتم رفع الحدث.

أما الوضوء بالفتح: فيُقصد به الماء الذي يتم به الوضوء.

والمقصود بنواقض الوضوء: هو المفسدات التي إن استجدت على الوضوء أفسدته وأصبح غير صالح ولزم إعادة الوضوء.

ما هي أنواع نواقض الوضوء

نواقض الوضوء نوعان:

  • النوع الأول: نواقض تم الإجماع والاتفاق عليها من قِبل العلماء، وهي الواردة والمثبتة في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلَّ الله عليه وسلم.
  • النوع الثاني: فهو النوع الذي فيه خلاف، وهو ناتج من اجتهادات بعض العلماء رحمهم الله تعالى.

ولكن الواجب في حال النزاع أن يتم الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، وعليه فإنه يلزم على المسلم أن يعرف ماهي نواقض الوضوء المجمع عليها من العلماء، وما فيها خلاف بينهم.

ماهي نواقض الوضوء التي تُسبب نقض الوضوء بنفسها

أولاً: الخارج من السبيلين:

وهو المقصود به ما يخرج من مخرج البول والغائط، وعليه فإن هذا الخارج قد يكون بول أو منيَّ أو مذيَّ أو دم للاستحاضة أو غائط أو ريح.

وعليه فإن علماء المسلمين أجمعوا بأن إن كان الخارج بول أو غائط فإن هذا ينقض الوضوء واستدلوا بقول الله تعالى في موجبات الوضوء: “أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا”.

وجاء في الحديث الشريف عن صفوان بن عسال رضي الله عنه أنه قال: “مَرَنَا رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وسلم إِذَا كُنَّا سَفْرًا أَلا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أَيَّام وَلَيَالِيهِنَّ، إِلا مِنَ جَنَابَةِ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْم”.

كما أن المني والمذي فهما ينقضان الوضوء لما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه قال: كنت رجلًا مذاء، فأمرت رجلًا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فسأل فقال: “تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ”.

كما أن دم الاستحاضة ينقض الوضوء لحديث فاطمة بنت حبيش أنها كانت تستحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي، فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ”، وعليه فإن ما يخرج من السبيل وإن كان طاهرًا فهو ينقض الوضوء ويجب منه الوضوء.

وخروج الريح ينقض الوضوء لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال:” لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ” ومن شك في وضوئه فلا ينصرف حتى يسمع صوت أو يجد ريح، ولا يشترط الاستنجاء، ولكن يكتفي بالوضوء.

ما هي نواقض الوضوء التي تكون سبب للأحداث

زوال العقل أو تغطيته: والمقصود بزوال العقل هو الجنون، أما المقصود بتغطيته فهو النوم أو الإغماء، وفي كل الحالات فإن من زال عقله أو غُطي سواء بالنوم أو الإغماء فعليه الوضوء لأن وضوئه انتقض، حيث أن ذلك فيه مظنة لوقوع الحدث وهو لا يدري، لأنه كان في حالة نوم مستغرق.

ويُثتثنى من ذلك النوم اليسير، فهو ليس بناقض للوضوء، وذلك لما ورد عن الصاحبة رضي الله تعالى عنهم أنهم كان يُصيبهم النوم والنعاس وهم في انتظار الصلاة.

وفي البوابة معرفة ما هي نواقض الوضوء التي تكون مظنة لوقوع الحدث ونقض الوضوء نجد أن من هذه النواقض أكل لحم الإبل، سواء قلت أو كثرت الكمية، وسواء كان نيئ أو مطبوخ وذلك لما جاء عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عندما سأله رجل: أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: “إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلا تَوَضَّأْ”. قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: “نَعَمْ. فَتَوضَأ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ”.

ما هي نواقض الوضوء التي عليها خلاف بين العلماء

أولاً: الخارج من البدن من غير السبيلين:

كالدم والقيء والصديد وغيره هل هو ينقض الوضوء أم لا؟

وكان هذا على قولين:

أحدهما: إن كان الخارج من البدن شيء طاهر كالعرق واللعاب ودموع العين وإن كان كثير فإن ذلك لا ينقض الوضوء.

أما إن كان الخارج دم أو قيئ أو دم جروح أو أي شيء ليس بطاهر فإن كان كثيرًا فهو ينقض الوضوء، وإن كان قليل فهو لا ينقض الوضوء.

أما القول الثاني: أن ما خرج من غير السبيلين لا ينقض الوضوء سواء كان كثير أو قليل إلا البول والغائط، وهذا هو الراجح.

وإن كان إعادة الوضوء بهدف الخروج من الخلاف فهو بالأمر الحسن.

ومن خلال الحديث عن ماهي نواقض الوضوء التي عليها خلاف بين العلماء كان الأمر الثاني وهو:

ثانيًا: مسالفرجباليددونحائل:

ففي حالة الحائل لا يعتر مس، وكان الخلاف كالتالي:

قال الجمهور: مس الذكر عمومًا ينقض الوضوء سواء كان المس بشهوة أو بغير شهوة، وسواء كان الماس ذكر أو أنثى، وكان دليلهم حديث بسرة بنت صفوان رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ”.

وحديث: “إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا سِتْرٌ وَلا حِجَابٌ، فَلْيَتَوَضَّأْ”.

ومنهم من قال أنه لا ينقض واستدلوا بحديث طلق بن علي رضي الله عنه قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ قال: “هَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْه؟”.

والراجح في هذه المسألة هو قول الجمهور، وهو نقض الوضوء لمن مس ذكره، وأما الحديث الآخر : “هَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْه؟” فهو ضعيف، وإن كان غير ضعيف فقد نُسخ بحديث: “مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ”.

البعض يرى أن لمس الرجل لزوجته أو لمس الزوجة لزوجها ينقض الوضوء واستدلوا بقول الله تعالى: “أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ”، ولكن الصواب أن هذا لا ينقض الوضوء لأن المراد بلمس النساء هنا هو الجماع كما قال به ابن عباس وجماعة.

وورد عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أنه كان يُقبل بعض نسائه وهو ذاهب للصلاة، ولم يُعيد الوضوء.

بعض المسائل التي تخص صحة الوضوء

هل تبطل صلاة الشخص إن شعر خلال الصلاة بشيء يخرج منه كالبول؟

هذا الشعور لا يُفسد الصلاة، ولا الوضوء لأنها عبارة عن وساوس من الشيطان، والصلاة صحيحة، إلا أن تيقن الأمر لك بأن ما خرج هو بول، فعليه الخروج من الصلاة والاستنجاء والوضوء والصلاة وإن أصاب البدن أو الملابس شيء منها عليك غسلها، ولكن الظن لا يوجب الخروج من الصلاة ولا يجب الالتفات إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى