الموسوعة

تاريخ قصر الحمراء في الأندلس

 قصر الحمراء في الأندلس

تشتهر بلاد الأندلس بعدد من القصور تم تشييدها على مر الزمن، ويعتبر قصر الحمراء في الأندلس من أشهر هذه القصور، حيث يُعد واحدًا من أروع قصور الحضارة الإسلامية والأندلسية.

وهناك الكثير من القصور والجوامع أيضًا التي تم تشييدها ولا زالت معروفة ومشهورة بجمالها حتى الآن مثل قصر الحمراء وجامع قرطبة وغيرها من القصور الأخرى التي تُعد في غاية العظمة في البناء والهندسة.

قصر الحمراء في الأندلس

يعتبر قصر الحمراء في الأندلس من أهم وأروع قصور تاريخ العمارة الإسلامية، كما يعتبر من أهم الآثار في تاريخ الحضارة الأندلسية وذلك لما يميزه من دقة البناء وروعة التصاميم الهندسية، وهو من أهم المعالم الأثرية لمدينة غرناطة التي تقع على بعد 267 ميلًا من جنوب مدينة مدريد.

بعد أن قام بنو الأحمر بالاستقرار في الشمال الشرقي من مدينة غرناطة وقاموا ببناء قصر الحمراء الذي اتخذوه بعد ذلك مركزًا للمملكة الخاصة بهم، كما ألحقوا بهذا القصر عدد من الأبراج المنيعة لحمايتهم، كما قاموا ببناء سور ضخم يمتد لمسافة بعيدة تصل حتى مستوى الهضبة.

يرجع سبب تسمية قصر الحمراء بهذا الاسم إلى أكثر من احتمال، فمن الممكن أن يعود هذا الاسم إلى لون الحجارة المائل للأحمر للمكان الذي تم تشييد هذا القصر عليه، كما أن هناك احتمال أن يعود الاسم إلى بني الأحمر، وهم بنو نصر الذين قاموا بحكم غرناطة ما بين الفترة 629-897هـ.

تاريخ قصر الحمراء

لم يتم تكوين قصر الحمراء في الأندلس كما هو حاليًا، ولكن تم تطويره عبر الأزمنة ومع مرور الوقت كان يتم إضافة أشياء مختلفة به، حيث كان في البداية جزءًا من مدينة الحمراء التي يوجد بها قصر الحاكم والقلعة المسؤولة عن حمايته، ثم بعد ذلك كان يتم بناء دور للوزراء والحاشية حتى أصبح قادة ملكية قوية.

في البداية كان يوجد قلعة الحمراء فوق الهضبة التي توجد على ضفاف نهر حدره اليسرى، وعندما جاء زعيم البربر الذي يُسمى باديس بن حابوس وتولى حكم غرناطة قام بإنشاء سورًا قويًا حول هذه الهضبة حيث توجد قلعة الحمراء، ثم قام ببناء قصرًا داخل هذا السور ليتخذه مركزًا لحكمه.

تم تسمية القلعة باسم “القصبة الحمراء” وقام محمد بن الأحمر النصري عام 1238م بإدخال الماء إليه عن طريق نهر حدره، كما قام بإنشاء الكثير من الأبراج المنيعة حول قصره من أهمها “برج الحراسة”، وقام بعد ذلك ببناء سورًا ضخمًا حوله امتد حتى الهضبة، كما قام محمد بن الأحمر النصري ببناء مكان خاص به في الجهة الجنوبية الغربية من هذا الحصن.

في الأعوام الأخيرة من القرن السابع الهجري قام الغالب بالله محمد بن محمد بن الأحمر السلطان الثاني لغرناطة بإقامة مباني جديدة تابعة للحصن الجديد والقصر الملكي، وترجع فخامة الحمراء وجمالها الفني والمعماري إلى السلطان يوسف أبي حجاج الذي كان شاعرًا وفنانًا ذو موهبة خاصة، كما قام يوسف أبي حجاج ببناء الكثير من الأجنحة الملكية وأضاف إليها الكثير من الزخارف الفنية الرائعة، كما قام ببناء الباب الذي يُسمى بباب الشريعة الذي يُعتبر الآن المدخل الأساسي للحمراء.

قاعات قصر الحمراء في الأندلس

سيعرض لنا موقع البوابة أهم قاعات قصر الحمراء، حيث يتم تقسيم مباني قصر الحمراء إلى جناحين رئيسين وهما جناح قمارش الذي يضم قاعة السفراء، وبرج قمارش الذي يضم جناح الأسود والذي يوجد في منتصفه جناح الأسود، أما باب الشريعة فيُعتبر من أهم بوابات القصر، حيث تشتهر هذه البوابة بنمطها المميز العربي، كما يوجد به بعض القاعات الأخرى من أهمها:

فناء الريحان الكبير

يشتهر فناء الريحان بالآية القرآنية التي تم نقشها في زواياه “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ”، كما توجد خلفه بعض الأطلال المنقوش عليها “لا غالب إلا الله”.

بهو السفراء

يوجد بهو بعد فناء الريحان من الجهة الشمالية وهو بهو السفراء، حيث كان يتم عقد مجلس العرش، كما كان يوجد أعلى هذا البهو برج قمارش المستطيل.

فناء السرو

كان يوجد بجانبه الحمامات الملكية، ويوجد به غرفة كبيرة جدًا تُسمى غرفة الانتظار، حيث كانت تتميز بزخارفها المتعددة الألوان من أهمها اللون الذهبي والأزرق والأخضر والأحمر، كما كان يوجد في منتصف هذه الغرفة نافورة صغيرة.

قاعة الأختين

تم تعريف هذه القاعة بهذا الاسم لأن أرضها كانت يوجد بها قطعتين من الرخام ضخمتين جدًا وفي نفس الحجم.

بهو الأسود

حيث يوجد في منتصف هذا البهو نافورة تُسمى بنافورة الأسود، ويوجد حول هذه النافورة 12 أسدًا مصنوعين من الرخام، من فم هذه الأسود تخرج المياه حسب ساعات الليل والنهار، حيث تعد هذه العملية من أهم أشكال الإبداع في قصر الحمراء.

أشهر القاعات الأخرى بقصر الحمراء

بالإضافة إلى القاعات التي تحدثنا عنها من قبل والتي توجد في قصر الحمراء في الأندلس سوف نتحدث عن بعض القاعات الأخرى من أهمها:

قاعة بني سراج

توجد في الناحية الجنوبية من بهو الأسود، وتأخذ هذه القاعة شكل مستطيل بأبعاد (12م*8م)، تم فرش أرضية هذه القاعة بالرخام كما يوجد بها قبة عالية مليئة بالنوافذ يدخل النور من خلالها ويوجد في وسطها نافورة كبيرة مستديرة.

قاعة الملوك

تقع في جهة الشرق من قاعة الأسود، وتم تزيين سقف هذه القاعة بصور لعشرة من الملوك الذين حكموا غرناطة والذين تعبر ملامح كلً منهم على الوقار والكبرياء، كما يوجد صور لبعض الفرسان وبعضًا من مشاهد الصيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى