كيفية الاغتسال من الجنابة
قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”، ومن هنا وجب علينا التطهر والاغتسال عند حدوث أي شيء ينقض الطهارة مثل الجانب، ولكن هناك الكثير لا يعرفون كيفية الاغتسال من الجنابة وكيفية التطهر منها.
والجدير بالذكر أن هناك طرق مختلفة للاغتسال من الجنابة، كما أن هناك أمور محرم فعلها للشخص الجنب، سواء أكان رجل أو امرأة، بالإضافة إلىذلك وجودأمور أخرى وجب فيها الاغتسال غير الجنابة.
ما هي الجنابة
من المؤكد أن هناك الكثير من الناس لا يعرفون معنى الجنابة، ولا يعرفون كيفية الاغتسال من الجنابة، ومن خلال موقع البوابة سنتعرف على أن الجنابة فهي وصف للرجل والمرأة إذا حدث بينهم معاشرة زوجية، أو إن نزل المني من الرجل بشهوة، حتى إن كان بدون معاشرة زوجية أو جماع.
والجُنب هو مصطلح إسلامي يطلق على الشخص الذي يجب عليه الاغتسال من الجماع أو إن خرج المني، أو إن اجتمع مع زوجته وتلاقى العضوان دون أن ينزل المني، أو إن أنزل المني ولم يجامع زوجته، ويطلق هذا المصطلح على كل من الرجل والمرأة أيضًا، حيث الجنابة من مبطلات الصلاة.
موجبات ومستحبات الغسل
وضح العلماء أن هناك أمور قد يكون فيها الاغتسال واجبًا، وأمور أخرى يستحب فيها الاغتسال، وهذه الأمور كما يلي:
موجبات الغسل
- الجماع أو المعاشرة الزوجية: حيث أنه يجب الاغتسال والتطهر عندما يجامع الرجل زوجته، كما يجب أيضًا معرفة كيفية الاغتسال من الجنابة للرجل والمرأة لكي يقوم كلاهما بالاغتسال بطريقة صحيحة.
- التقاء العضوين: وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا مس الختانان فقد وجب الغسل”.
- عند نزول المني: وجب الاغتسال إذا نزل الماء سواء كان بسبب الاحتلام أو المداعبة أو غيره، حيثسألت امرأة الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: نعم، إذا هي رأت الماء” متفق على صحته.
- انتهاء الحيض: حيث يجب على المرأة عندما تنتهي من فترة الدورة الشهرية أن تقوم بالاغتسال والتطهر، فقد قال تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ”.
- انتهاء فترة النفاس: يجب على المرأة إذا انتهى نفاسها وبانت علامة الطهارة أن تقوم بالاغتسال والتطهر، حتى إن كان قبل الأربعين.
مستحبات الغسل
- غسل العيدين.
- غسل الجمعة.
- غسل الإحرام للعمرة أو للحج.
- إسلام الكافر.
- غُسل من غَسَل ميت.
الغسل المجزئ
يتساءل الكثير عن كيفية الاغتسال من الجنابة، لكي يتمكنوا من التطهر والصلاة، ويعتبر الغسل المجزئ من صفة من صفات الاغتسال الشرعي، حيث يبدأ هذا الاغتسال المجزئ عن طريق أن يزيل الشخص ما به من نجاسة أولاً، ثم ينوي الاغتسال ويقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”.
بعد ذلك يقوم الشخص بعم بدنه بالماء حتى الأنف والفم، بالإضافة إلى الشعر ظاهره وباطنه، وبهذا يكون الاغتسال قد تم، ويمكن أن يكتفي الشخص بهذه الصفة للاغتسال حتى لو لم يتوضأ، ذلك لأن الوضوء قد دخل في الغسل، كما أن النية كانت موجودة في الأساس وهي نية الاغتسال من الجنابة.
الغسل الكامل
يعتبر الغسل الكامل نوع من أنواع الاغتسال الشرعي، والجدير بالذكر أنه عند معرفة كيفية الغسل الكامل فإن هذا سيساعد على معرفة كيفية الاغتسال من الجنابة، حيث يتم الاغتسال الكامل للتطهر من الجنابة ومن أي حدث آخر يمنع الصلاة.
ويتم الاغتسال الكامل عن طريق أن يقوم الشخص أولاً بالتسمية، فيقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، بعد ذلك يقوم بغسل يديه ثلاث مرات، ثم يقوم بعد ذلك بغسل الجزء الأيمن من جسده، وبعد ذلك يقوم بغسل الجزء الأيسر، وبعدها يغسل فرجه، وبعد ذلك يقوم الشخص بالوضوء بشكل كامل للصلاة دون أن يغسل قدميه.
ويجب أيضًا أن يقوم الشخص بالتأكد من أن الماء قد تخلل شعره بالكامل، حتى وإن كان الشعر مربوط بالنسبة للنساء، فإنه يجوز غسله دون فكه، مع التأكد من وصول الماء وتخلله إلى داخل الشعر، ويجمع الغسل الكامل ما بين الواجب والمستحب، حيث يعتبر هذا الغسل هو الأكمل والأفضل.
ما ورد في كيفية الاغتسال من الجنابة
مما لا شك فيه أن ديننا الإسلامي لم يترك لنا شيء دون تفسير وتوضيح، ومن هنا قد وردت لنا بعض الأحاديث من السنة توضح لنا كيفية الاغتسال من الجنابة ووجوبها أيضًا، وهي كما يلي:
ورد في الصحيحين عن ميمونة رضي الله عنها قالت: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماء ليغتسل به من الجنابة، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاث، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ثم دلك يده بالأرض ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ويديه ثم غسل رأسه ثلاثًا ثم أفرغ على جسده ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل قدميه.
روي عن أسماء أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل الجنابة، فقال: “تأخذ ماء، فتطهر، فتحسن الطهور، أو تبلغ الطهور، ثم تصب على رأسها، فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء”.
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من ترك موضع شعرة من جنابة لم يصبها الماء، فعل به من النار كذا وكذا”.
عن أم سلمة قالت: “قلت يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة، قال: لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك فتطهرين” رواه مسلم.
ما ورد في الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ وضوئه للصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أن قد استبرأ، حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه.
آيات من القرآن تحث على وجوب الاغتسال من الجنابة
بعد أن تعرفنا على كيفية الاغتسال من الجنابة، سنذكر بعض ما ورد في القرآن الكريم من آيات تبين وجوب الاغتسال من الجنابة، وهذه الآيات كما يلي:
- قال تعالى في سورة المائدة: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا”.
- قال تعالى في سورة النساء: “لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا”.
تأخير الغسل من الجنابة
يتساءل الكثير عن إمكانية تأخير الاغتسال من الجنابة، ومن هنا يمكن توضيح أنه يجوز تأخير الاغتسال، حيث ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: “يا رسول الله، أيرقد أحدنا، وهو جنب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: نعم، إذا توضأ فليرقد”.
كما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول اللَّه صلَى الله عليهوسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب، توضأ”، حيث لم يرد لنا شيء عن أن الملائكة تلعب الجنب في أي خطوة يخطوها، أو أن الملائكة تلعن الجنب حتى يغتسل، ومن هنا يمكن توضيح أنه يجوز على أي شخص أن يؤخر الاغتسال من الجنابة.
والجدير بالذكر أنه يستحب المسارعة في الاغتسال من الجنابة إن أمكن، حيث روى أبو داود في سننه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه قال: “ثلاثةلا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمن بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ”.
محرمات على الجنب
- الصلاة: حيث قال تعالى: “وإن كُنتم جنبًا فاطهروا”.
- الطواف حول الكعبة: حيث قال صلى الله عليه وسلم: “إنما الطواف بالبيت صلاة، فإذا طفتم فأقلوا الكلام”.
- مس المصحف: حيث قال تعالى: “لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”.
- تلاوة القرآن: فعن عليّ رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقرِئُنا القرآنَ ما لم يكن جُنبًا”.
- دخول المسجد: فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب”.
