الموسوعة

ما هو الفرق بين التاريخ والتأريخ

الفرق بين التاريخ والتأريخ

لا حاضر بدون ماضي، ولكي يعرف الإنسان ماضيه يجب أن يدونه، وهذا ما يُعرف بالتاريخ، وهناك ما يقول بالتأريخ، ولكي نعرف الفرق بين التاريخ والتأريخ يجب أن نقف على المقصود بكل كلمة.

فمن خلال التدوين نتمكن من الوقوف على أحداث الماضي ومعرفة ما حدث والتعلم منه، فمن خلال التاريخ يُمكن حفظ العديد من التراث لمختلف الأمم، الأمر الذي عاد بالنفع على الإنسان.

مفهوم التاريخ

جاء في كتاب ابن خلدون في بيان الفرق بين التاريخ والتأريخ أن لف التاريخ يعود إلى الأصل العربي، والمقصود به هو دراسة ما سبق من قِبل الحاضر من خلال المعرفة به.

ويُعتبر التاريخ من العلوم ذات الطابع الاجتماعي الذي يختص بالتعريف بالأحداث السابقة سواء كانت سياسية أو اجتماعية.

كما أن له قدرة على تعديل بعض السلوك الإنساني المتعلق بالتأمل والتحقيق، فهو من ضروريات المجتمع لفهم العلاقات القائمة فيه.

بالإضافة إلى أنه سبيل لمعرفة سابق ما حدث في الماضي سواء كانت أحداث أو صراعات تتعلق بالأمور الخارجية، أو الداخلية، فهو من العلوم المتعلقة بالزمان والمكان فيما يتعلق بالأحداث والوقائع التي حدثت في والتي تؤثر في تصرفات الناس ونفوسهم.

مفهوم التأريخ

  • أما التأريخ فالمقصود به هو عملية التدوين والتسجيل والتوثيق للأحداث مع مرور الزمن من خلال مؤرخين متخصصين لهذا الأمر.
  • حيث أن المؤرخ يهتم بالمقام الأول بعمل تقييم لما يجري من أحداث وبالتالي جعلها معروفة للآخرين على مرَّ الزمان.
  • وكما جاء عن الجوهري في كتابه الصّحاح أن التأريخ المقصود به معرفة الوقت، وحينما يُقال أن أرّخ الكتاب إلى يوم كذا، يعني ذلك أنه تم توقيته.

ومن كل ما سبق نجد أن التأريخ يعني أداء الفعل من حيث تجميع المواد المتعلقة بالتاريخ والقيام على تحليلها وترتيبها، وتصنيفها وعليه يتم نشرها.

وهذا في بيان من العلماء توضيح الفرق بين التاريخ والتأريخ.

الفرق بين التاريخ والتأريخ

بناء على ما جاء في تعريفات العلماء لكل من التاريخ والتأريخ تم توضيح الفرق بينهما حيث أن التاريخ هو: الأحداث التي وقعت.

في حين أن التأريخ هو: التدوين فقط، وكتابة التاريخ وفهمه.

وكل منهما يعتمد على الآخر فلا يُمكن الوصول للماضي ومعرفة أحداثه وربطها بالحاضر إلا من خلال تدوينها وتأريخ التاريخ.

ما هي أهمية التاريخ

بعد التعرف على الفرق بين التاريخ والتأريخ يجب معرفة أهمية التاريخ في حياتنا، ومن أهم هذه النقاط التالي:

الوقوف على الأحداث التي مرت في الماضي، والتعلم منها فيما هو حاضر.

قد يكون التاريخ الإسلامي بمثابة الموعظة للأمة الأمر الذي يعود بالإيجاب على المسلمين لما فيه تثبيت لقلوبهم وقت الصعاب، وكما هو ظاهر من قوله تعالى: “وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ* وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ”.

وسيلة لأخذ العبر من الماضي كما قال تعالى: “قَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَاِ* مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”.

يُتعرف من خلاله على مصير الظالمين، والصالحين، حيث قال تعالى: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ،وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ”.

وجد موقع البوابه أنه من الأهمية بمكان بيان معنى التاريخ والتأريخ وتحديد أهمية التاريخ لمتابعيه، لكي يسهل عليه تحديد الفرق بين التاريخ والتأريخ ولبيان أن كلًا منهما لا يستغنى عن الآخر.

بعض الأخطاء التي قد يقع فيها بعض المؤرخين

من وجهة نظر ابن خلدون أن بعض المؤرخين وقع في أخطاء عند التدوين، وأرجع سبب هذا الخطأ للتالي:

  • أنهم اعتمدوا في تدوينهم على النقل فقط، ولم يأخذوا في الاعتبار طبيعة وحال المجتمع، والقواعد السياسية وقتها، والعادات والأصول التي ينتهجها المجتمع.
  • أنهم لم يقوموا بإسقاط القياس للوقت الحاضر بما سبق في الماضي، وما كان غائبًا بما شهد عليه من التاريخ.
  • لم يتم تحري الصدق في الأحداث وعدم تنقيتها مما هو منسوب إليها بالكذب.
  • لم يأخذوا في الاعتبار ما حدث من تبديل وتغيير في أحوال الأمم، وأن هناك اختلاف في الأجيال عبر التاريخ.

كان هناك في بعض الأوقات تحيز لمذاهب معينة وبعض الآراء، وبالتالي كان هناك بُعد عن الموضوعية في تناول الموضوعات، فعندما يهتم ويتحيز لموضوع ورأي مُعين تجده يتناول الواقعة بتفاصيلها وبإمعان، بينما إن كان الأمر ليس في اهتماماته يذكره باختصار ولا يتحرى الأمر بدقة.

في بعض الأحيان كان بعض المؤرخين يتقرب إلى من لديه مرتبة رفيعة أو سيادة في أمر ما فتجده وقتها يُظهر بعض الأخبار الكاذبة ولا تتعلق بالحقيقة، فتجدهم يُكثروا من المديح والثناء عليهم، وبالتالي يحدث كذب في التأريخ.

ما هي عناصر التاريخ وما الغرض منه.

للوقوف على الفرق بين التاريخ والتأريخ كان لابد من معرفة مفهوم كل منهما، ولكن من الأهمية معرفة عناصر التاريخ لبيان المكونات الأساسية التي تؤثر فيه.

فابن خلدون بيَّن أن العناصر الأساسية للتاريخ هي الإنسان، والماضي، وما مرَّ من زمان.

وعند الوقوف على تعريف الباحثين السابقين وُجد أنه مشابه لما قاله.

ولكن ابن خلدون أضاف على مفهومهم التعليل، وبيان الأسباب، والتفلسف.

وبيَّن ابن خلدون أن الغرض من التاريخ هو ضرب الأمثال، بالإضافة إلى معرفة أحوال الناس، وبيان العِلل من الأمور وسبب الأحداث التي حدثت في الماضي.

بالإضافة إلى تناول الموضوعات التي تهم المجتمع الإنساني كله باختلاف عصوره والبلدان التي وقع فيها الحدث.

وتناول ابن خلدون التاريخ على اعتبار أنه وسيلة للفن والمعرفة، وتباينت المعرفة من خلال التعرّف على الأحوال السابقة للأمم وبيان أخبارهم السابقة، فمن خلال التعرف على الكيفية والسبب يُمكن الوصول للمعرفة.

وأما قوله بأن التاريخ فن فلأن صنعة التاريخ وحرفته تُظهر فنه.

واعتمد ابن خلدون في مقدمته على ما هو متشابهة من التاريخ مع القوانين الطبيعية، كالقوانين التي تُبين السبب والمُسبب، والقوانين التي تُبين الاستحالة والإمكان، مع بيان قانون التباين والتشابه.

ما هي أنواع المصادر التاريخية

البحث التاريخي يتكون من مصادر رئيسية وهي المصادر التاريخية، وهي تختلف باختلاف الأنواع والأزمان، وباختلاف الموضوع المعالجة من قِبل الأبحاث التاريخية، وتُقسم إلى:

مصادر مدونة: وهي المصادر التي تم الاعتماد على التدوين فيها منذ بداية معرفة الكتابة، وهي منذ بداية الحضارات منذ حضارة بلاد الرافدين، وحضارة النيل، وتم تدوين مختلف الحياة اليومية من جميع الجوانب.

وأما ما قبل معرفة الكتابة فما تم الوصول إليه من هذه الحضارات فهو بقايا لبعض المواد الأثرية.

وترجع الوثائق للحضارة المصرية والعراقية عن التعاملات الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى الحياة الشخصية والأعمال التي قام بها الحُكام والملوك، إلى جانب الأعمال الأدبية والنثرية والشعرية وتدوين الملاحم والأساطير بالإضافة لعلم الرياضة والطب والفلك.

أما المصادر المادية: فكانت تخص جميع التعاملات المادية السابقة في العصر الماضي والتي نتج عنها بعض البقايا والتي تُعد شاهدة على ما كان موجود في السابق.

فكان منذ بداية الخلق والإنسان في حالة تطور وتقدم لكيفية صُنع الأدوات والآلات وما شهدته من تطور على مر الزمان، كما أن هناك بعض الفنون كفن العمارة والآثار والزخارف شهد تطور وكانت ما بقي منها دلالة على تاريخها، فكل حقبة تاريخية تشهد طريقة مُعينة للصُنع والتطور، ومثال على ذلك ما هو ملموس من أمور مادية شاهدة على السابق كالأهرامات في مصر، والأبراج المدرجة الموجودة في العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى