تعريف السجع في اللغة العربية

السجع في اللغة العربية

من المعروف أن غالب الأشعار ينتهي بسجع ليُعطي للبيت شكل جمالي، لذلك نجد أن السجع في اللغة العربية من أشهر الأمور التي يحافظ عليها العرب في كلامهم وخاصة الشعراء منهم.

وكما بيَّن المبرد في كتابه “الكامل في اللغة والأدب والنحو التصريف” أن المقصود بالسجع في الكلام هو أن ينتهي الكلام بنسق واحد، كالنسق المعروف بالقافية، وقال العرب قديما على صوت الحمامة سجع.

تعريف السجع

عُرف السجع في اللغة العربية بأنه: الكلام المقفى، أو أن يكون الكلام على نسق واحد وروى واحد بطريقة متوالية.

وجمع سجع: أسجاع، أو أساجيع، وهو يعود إلى سجع الحمام، أي هديله وإرجاعه لصوته.

أما تعريف السجع اصطلاحًا فهو: فالمقصود به هو التواطؤ للفاصلتين أو الفواصل بالنسبة لحرف واحد، أو بالنسبة لحرفين متقاربين، أو لمجموعة حروف متقاربة، وينطبق على الشعر كما ينطبق على النثر.

ومن أمثلة هذه الحروف المتواطئة فيها الفواصل على حرف واحد ما جاء في قول الله تعالى: “وَالطُّورِ* وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ* فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ* وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ”.

وأما المثال على التواطؤ في الحروف المتقاربة قوله تعالى: “عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ* أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ* وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ* مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ”.

ومن أمثلة الشعر ما قاله أبي تمام:

تجلَّى به رشدي وأثرتْ به يدي … وفاضَ به ثَمْدي وأورَى به زِندي.

وقول المتنبي:

فنحن في جذل والروم في وجل … والبر في شغل والبحر في خجل.

والمعنى: أننا فرحون بالنصر في حين أن الروم تشعر بالخوف من الغارات، كما أن البَر في انشغال بجيش الممدوح، والبحر يشعر بالخجل من غزارة.

ما هي خصائص السجع

يتميز السجع في اللغة العربية ببعض الخصائص منها:

ما هو أثر السجع في الكلام

ما هي أنواع السجع

إن السجع في اللغة العربية ينقسم إلى عِدة أنواع منها:

حيث تم تقسيم السجع بالنسبة للبلاغيين باعتبار كل من الوزن العروضي، وطول الجملة المحتوية على السجع كالتالي:

فبنسبة للوزن العروضي:

تم تقسيم السجع إلى أربعة أنواع:

وأما بالنسبة للسجع باعتبار طول العبارة المحتوية على السجع

فإنه تم تقسيمه إلى ثلاثة أنواع:

القصير والمتوسط والطويل، وهذا بالنسبة لأهل البلاغة، في حين أن ابن الأثير قام بتقسيهم إلى قسمين فقط: القصير والطويل.

ولكن كان هناك اتفاق بين جميع العلماء أن أفضل الأنواع هو السجع القصير.

وبالنظر إلى السجع القصير نجد أنه يتكون من فقرات لها ألفاظ مسجوعة ولكنها قليلة، أي أن الفقرة التي تحتوي على السجع تكون قصيرة، وعلى الرغم من أن هذا النوع من السجع هو أفضل الأنواع إلا أنه الأصعب.

وجاء في كتاب عبد القادر حسين “فنَّ البديع” أن من أصعب أنواع السجع في المسلك هو النوع القصير، كما أنه من أطيب الأنواع على السمع، ومن أخف الأنواع على القلب.

وأرجع ذلك إلى أن الألفاظ إن كانت قصيرة فإنها تكون أكثر رقة وهي الأفضل في تقارب النهايات، وقرب ذلك بتشبيهه بتلاحم الأطراف.

وهذا النوع يعمل على قياس قدر الإبداع عن صاحب هذا النوع من السجع.

أما السجع المتوسط فتكون الفقرات التي تحتوي على عدد أكثر من ألفاظ السجع بالنسبة للسجع القصير، أي أن التوسط يكون في طول الفقرة التي تحتوي على السجع.

بينما السجع الطويل تكون عدد فقراته المحتوية على ألفاظ مسجوعة أكبر، أي أن الفقرة المسجوعة طولها أكبر.

ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في السجع ليكون جميلًا

ما هي شروط نجاح الشجع من وجهة نظر ابن الأثير

كان لابن الأثير بعض الشروطالتي يجب أن تتوافر في السجع في اللغة العربية منها:

أن تكون الألفاظ المستخدمة ذات قوة لكي تجعل ذهن المتلقي في تذكر لها.

الحرص على اختيار اللفظ الجيد الحسن، ليفي بالغرض إن جاء منفردًا، وأن يكون أيضًا حسنًا إن جاء في تركيب السجع المطلوب، مع الاهتمام بأن لا يكون التركيز على السجع أكثر من الألفاظ والتراكيب الموجودة معه.

أن يكون اللفظ تابع للمعنى، وألا يتم سرد العكس، لأن إن تبع المعنى للفظ سيكون هناك تشوه.

ألا يتم تكرار المعنى في نفس الفقرتين التي تحتوي على السجع.

ما هي البديع اللفظي في اللغة

تعتمد المحسنات اللفظية في اللغة على أن يكون التجميل فيها راجع إلى اللفظ في الأصل، وإن تبعه في ذلك تحسين المعنى فهو ليس من الأمور المعنية أو المقصودة.

وتم بيان أنواع المحسنات اللفظية كالتالي:

الجناس: وهي التي يكون فيها التشابه في النطق ولكن الاختلاف في المعنى، وسبب تسميته هو أن حروف ألفاظه مركبة من جنس واحد.

رد العجز إلى الصدر: وهو متواجد في النثر والشعر، ولكنه أكثر أهمية إن جاء في الشعر، ويكون التكرار في اللفظين بالنسبة للفظ والمعنى، وأن يكون الملحقين بهما واللفظ الآخر في آخر الجملة.

السجع: وفيه تتوافق الفاصلتين من الشعر أو النثر على حرف واحد كما هو في القافية في الشعر كقوله تعالى: “إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم”.

الموازنة: وفيه تتساوى الفاصلتين في الوزن فقط ولكن القافية لا كما هو في قول الله تعالى: “وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ* إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ”.

المماثلة: وفيه تتساوى ألفاظ القرنيتين، وكثيرًا ما تظهر في الوزن من غير القافية، أي أنها عامة أكثر من الموازنة حيث أن الموازنة يجب أن يكون فيها توازن بين الكلمتين الأخيرتين من العبارتين كما في قوله تعالى: “وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ* وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”.

Exit mobile version