في هذا التقرير نورد معلومات وصوراً عن جبل حضن وماذا قيل عنه قديماً وحديثاً ونورد معلوماتٍ عن مساحته وأعلى قمةٍ فيه, و تقسيمه الجغرافي, من حيث أسماء الأودية والشعاب والآبار الأثريه والكهوف والنقوش الأثريه وطبيعته وأبرز النباتات و الحيوانات التي توجد فيه.
تعريفه وموقعه:
جبل حضن هو جبل أسود كبير مكون من صخور الحرات البركانية السوداء.
ويعرف حضن في وقتنا الحاضر بضلع البقوم نسبة إلى قبيلة البقوم التي تقطنه حالياً.
ويقع حضن غرب المملكة العربية السعودية وتحديداً شرق الطائف 150كم, في منطقه مكة المكرمة في عالية نجد, وهو أحد أهم المعالم في الجزيرة العربية, ويقع في أرض منبسطة وذلك مما جعله بارزاً واضحاً يُرى من مسافات بعيدة بالعين المجردة، فبإمكان المشاهد أن يراه من وسط إقليم نجد ومن جبال الطائف وأيضا من الباحة من أعالي جبال السراة. وهو الحد الفاصل مابين نجد والحجاز والذي قد قيل فيه المثل “من رأى حضناً فقد أنجد” أي دخل أرض نجد من جهة الحجاز.
*أشعار وأقوال بعض المؤرخين*
حظي جبل حضن بشهرة واسعة في الأشعار واشتهر بموقعه المميز.
أشهر ماقيل فيه:
جاء في معلقة عنترة بن شداد, في إحدى الروايتين
شط المزار إذا تربع أهلنا حضنا وأهلك ساكن بالغيلم
وقال فيه جرير :
لو أن جمعهم غداة مخاشنٍ يرمى به حضن لكاد يزول
وقال يزيد بن حداق في أخبار المفضل :
فإن تبعثوا عيناً تمنّى لقاءنا يرُم حضناً, أو من شمام ضبيسا
وقال الراجز:
لما بدا شعف بأعلى السي وحضن مثل قرا الزنجي
ووصف أبو زيد الهلالي جبال حضن غرب ( دجنة ) تربة حالياً
القذل المنقاد مغيب شمسها وجنوبها مثل الليال حرار
القذل : سلسلة الجبل ووصفه بالقذل تشبيه للشعر الموجود في مؤخرة رأس الفرس.
ذكره صاحب كتاب معجم البلدان بقوله :
جبل حضن جبل ضخم بناحية نجد, بينه وبين تهامة مرحلة, تبيض فيه النسور, يسكنه بنو جشم بن بكر.
وقال فيه الأديب والمؤرخ الأستاذ محمد بن ماجد بن غنام في كتابه أجزع تربة:
لو جاز لي وصف حضن بعبارة مختصرة, لقلت أنه الحاضر المجهول, تراه من بعد فتحسبه صخرة واحدة, وتقترب منه فيهولك بكثرة أوديته وشعابه وموارده ومراته وتباعد أطرافه ومناكبه وصعوبة دروبه التي لا يعرفها إلا من تنقل في جوانبه.
وقال الدكتور عبدالله بن فهيد:
جبل حضن يمتدّ من الجنوب إلى الشمال, وهي حال جبال الجزيرة العربية إلا جبل النير, الذي يمتدّ من الغرب إلى الشرق, ومما يميّزحضناً موارده وعدوده التي يقع أكثرها في جانبه الغربي.
يقع طرفه الشمالي في طريق الحاجّ من وسط نجد ويقع طرفه الجنوبي بالقرب من طريق حاجّ اليمن, وعدوده جاهليّة مثل بريم, وصلّبة, وحراضة, والبنات (أم البنات حالياً), وصلّبة من أمثلة سيبويه ذكرها في كتابه, واسمها عنده: تصلّبا, وتغيّر اسمها إلى صُلّبة.
وقال عنه ابن خميس في كتابه ” المجاز بين اليمامة والحجاز ” :
وبمحاذاة البتيلة وبريم يكون جبل حضن قد سد الأفق الجنوبي أمامك واستطال من الشرق إلى الغرب وبرزت قمته ورؤوسه.
أما من قال فيه من الشعراء في عصرنا الحالي قصيدة لم يعرف شاعرها :
لا واعشير كل ما جيت بانساه لاذا حضن لي كل صبح يبيني
لا ينعرف دربه ولا ينورد ماه ضلع البقوم اللي عريض بطيني
وقال فيه الشاعر شليويح العطاوي:
يامل قلبٍ عارض الفطر الفيح كنه على كيرانهن محزومي
ما أخلف وعدهنه يقع يخلف الريح وألا يشد الضلع ضلع البقومي
وقال عايض بن ذواخ المرزوقي:
يا حضن ما أكثر جمالك على وجه الغروب
مثل كحل العين في محجر الخدّ الجميل
في جمالك مفردة رائعة من كل صوب
يا ركن في عالية نجد بالوزن الثقيل
وقال فيه الشاعر :حمود عايض السمي
عديت في قمة حضن يـوم الأثنين
ضلـع البقـوم الـي تجيكـم علومـه
ضلعٍ مثـل ليلـة ثلاثـه وعشريـن
سـواد لـيـلٍ ساطـعـات نجـومـه
وقال أيضآ مصلح بن سعد المرزوقي:
يا حضن لا جيت بامشيك يا عسر الدروب
كل ما أبدي في جبل بان مزمومٍ وراه
أحسبنّك يا حضن مثل ضلعان الجنوب
وأثر وصفك يا حضن مثل ضلعان السراة
وقال عبدالله بن فهيد الموركي:
ارس يا ضلعٍ شموخك بهيبتنا في ذرانا شامخ الضلع والوادي
لو صواديف الليالي تحدتنا وانقطع من عندنا الشرب والزادي
محتمينه في رخانا وشدتنا يوم سبعٍ خضرٍ وسبعٍ شدادي
مساحته:
يصل ارتفاع جبل حضن عند أعلى نقطة إلى 1656 متراً فوق سطح البحر، وارتفاعه بالنسبة للمناطق التي حوله من 350 إلى 500 متراً, ويبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب أكثر من 100 كم, وعرضه من الشرق إلى الغرب أكثر من 40 كم، وينقسم جبل حضن إلى قسمين يفصلهما وادي الريع.
أبعاده ومعالمه الأثرية:
ويمر بمحاذاته جنوباً طريق تربة الطائف, ويحدّه شرقاً وادي تربة ومحافظة تربة, وعدد من الهجر والقرى التابعة لمحافظة تربة و يبعد عن محافظة تربة ٢٥ كم, وهو في جنوب غرب محافظة الخرمة ٩٠ كم, ويحدّه غرباً الجَرَد والشُوَّل, ويحدّه شمالاً محازة الصيد, ويحدّه جنوباً ساق الرقبة وتكثره والشبيكة.
وفي شماله الشرقي يقع مركز خالدية حضن، وفي شماله الغربي هجرة سليمان ومركز رضوان, ثم هجرة المشاش(باتجاه الجنوب) ثم هجرة حراضة, ثم هجرة الرّيع.
جبل حضن (جبل البقوم) العملاق يحوي في جنباته معالم كثيره من أوديه وشعاب وموارد ماء سجلها القدماء في شعرهم وإرثهم الأدبي, وتنحدر منه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
🔶 قسمه الجنوبي :
الأودية والشعاب الشرقية :
وهي شعيب جرول والسعيد، وعشّر, والبكاء، واللجيجة، والغليّل, والنعيّمة, الضربون, السحوبية, المعذر, سليم الماء, الفرعة, الحقية, سليم الأوسط, سليم أبو رحيّا, سليم البيداء, اللوي, الرهوة, الرال, العلب, الطرقة, عثمان, الطينة, رماريم (الشرقية), أمهات البقر, المندسّة, وجميع هذه الشعاب تتجه شرق الجبل وتصبّ في وادي البحرة, وهو أحد روافد وادي تربة.
وفي الجهة الجنوبية من الجبل ينحدر منه شعيب المتعرضات، والفريده , وهي بين السليم ووادي ضها, وشعيب عشيرة, ومعتق، و العاينة, و العوينة, و المنجضع, والدعث, وعشيرات, وسليم عامر, وعديل المحرق, ومعتق, ومعيتق, وهذه الشعاب سيولها تتجه إلى وادي ريحان الشهير(السليم) الذي يمر بمحافظة تربة من الغرب وهو أحد روافد وادي تربة.
وأما الجهة الغربية من الجبل ففيها:
شعيب الجواهلية، والخشابة، والغبيّات الثلاث, وسيولها تتجه غرباً إلى الجَرَد.
وأما أم الجرذان, وأم التنضب، وأم السرح، وغزيل، وغزال، وكمية، وأم الأسنام, والذيبة اليسار والذيبة اليمين، ورمروم الغربي, فهي في نطاق وادي الريع, وبشيّم, والدهانة.
🔶 أما في قسمه الشمالي:
فينحدر منه شرقا:
شعيب الريلان، والمختبية، والجحافة، والزاحمة، القهابية، والعوجا، والوبر، وضمران، وسدرين، والبرما، والملحا، وضها قطيني، وضها الطويل، وبريم، والمر، والقطار، والقطاطير، وسيولها في وادي الحسي وجميعها تصب في وادي قطان, غرب محافظة الخرمة.
أما الجهة الغربية:
ففيها شعيب الرشاة، والأضبيان، والأضيبين، والبراريق، والحجارة, والتسريحة، والنقبة، والعطف, والمشيريف، وشعيب غرافلة, يصب في شعيب المندسة ثم في العريجاء, وجميعها تصب في وادي النثيلة، أما شعيب العجراء والعجيراء فتصب في الجابرية، وشعيب الذراع، وبوعلي، والنوم, وأبوغار، وأبو سحاليل، تصب في وادي حراضة.
ويوجد فيه آثار وآبار قديمة مثل بئر برمه، وموالية، والعمياء، وصلّبة (وهي من أمثلة سيبويه), والجفر، والحفيرة, وحراضة, بئر العود في شعيب الوبر , وخمسة آبار تسمى بريم, ومنها ضمنها بريم العود, والسحوبيه, وريمات, والفقيما, والطوال وعددهنّ أربع, والريع, وأم الخشب, والفضية, وخشيبان, والبديعه التي قال فيها مشعان الهتيمي عندما مر بها وأعجب بطيّها المتراصف والتي لازالت محافظة عليه إلى اليوم:
خلي طواني طّيّة الثوب أبوكمّ وأنا طويته طيّ بير المرازيق
وبه آثار كثيرة مثل أم القصور, وكهوف الخويشة, كما يوجد فيه بعض النقوش والرسوم الصخريه القديمة وبعض الزرايب المبنية من الصخور والحجارة يتجاوز عمرها مئات السنين, وهي تستخدم لتخزين الأسلحة أو للمراقبة, حيث يكثر وجودها في قمم الجبل في الأماكن العالية منه, وأيضا يمتدّ منها حبال من الحجارة مبنية على شكل جدار حيث يتمكن من يسكن في الزريبة الخروج بأمان حتى أسفل الجبل.
ويكثر فيه مزارع النخيل مثل مزرعة ابن سليم في وادي البرما, ومزرعة مشرفة في أعلى وادي البرما, وأيضا مزارع الجبيب في شعيب سدر, لخصوبة تربته, ومزارع وادي الريع.
نبات وحيوانات الجبل:
يزخر جبل حضن بالعديد من النباتات البريه التي انقرضت, والبعض لازال يحتفظ بها لعدم وصول الرعي الجائر لها, مثل الثمام, والبشام, والسدر, والسمر, والسلم, والقبه, والسفواء, واليهق, والحمّيض, والبسباس, والشرشر, والقفعاء, والمكر, والساف, والقطف, والعراد, والكداد, والقفل.
كان في حضن العديد من الحيوانات والطيور, ولكنها قد إنقرض الكثير منها، فمن الحيوانات التي كانت فيه: الوعول, والظباء, والأرانب, والوبران.
ومن الحيوانات المفترسة: النمور, والفهود, والذئاب, وغيرها.
ومن الطيور: النسور, والصقور, والعقبان, والحمام, والحجل, والقطا.
معلومات عامّة:
– يمكن الوصول إلى قمة الجبل بكل سهولة عن طريق سيارات الدفع الرباعي.
– في قمة جبل حضن أرض منبسطه, ورياض خضراءلا سيّما في وقت الأمطار رييعاً وصيفاً,
– تنخفض درجات الحراره في قمّة الجبل لارتفاعه ١٦٥٦ متراً عن سطح البحر.