تتواصل التحركات الدولية الرامية لمواجهة دور مليشيا حزب الله الموالية لإيران في لبنان، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لوجودها في هيكل السلطة.
وألقى محتجون لبنانيون باللوم على سوء إدارة الحكومة ما تسبب في كارثة مرفأ بيروت التي وقعت الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها 171 شخصا على الأقل، واشتد الغضب الشعبي ضد المليشيا المدعومة من إيران بعد الحادث نظرا لسيطرة عناصر “حزب الله” على الحكومة اللبنانية.
ورصدت محطة “إيران إنترناشونال”، الناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا في تقرير لها، الخميس، ردود الأفعال دوليا للحد من نفوذ مليشيا “حزب الله” التي تتلقى تمويلا ماليا ولوجيستيا من النظام الإيراني.
وأعلن قصر الإليزيه، الأربعاء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر في حديث مع نظيره الإيراني حسن روحاني من “التدخل الخارجي” في الشؤون الداخلية للبنان، كما دعا إلى دعم حكومة لبنانية يمكنها حل الأزمة في البلاد التي تشهد مصاعب اقتصادية كبيرة.
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكيفيشيوس في بيان، أن حزب الله يستخدم أدوات إرهابية تهدد أمن العديد من الدول، مضيفا أن بلاده تعتبر حزب الله جماعة إرهابية وتمنع أعضاءه من دخول ليتوانيا، حسب محطة إيران إنترناشونال.
ووفقًا لأكسيوس، تعتقد الولايات المتحدة أن مليشيا حزب الله يقيد تحركات ووصول قوات حفظ السلام ويحد بشكل كبير من فعالية عملهم، حيث دعت واشنطن إلى رفع جميع القيود التي يفرضها حزب الله وطالبت قوات حفظ السلام بإبلاغ مجلس الأمن بالتفصيل عن أي تحديات.
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة وإسرائيل معترضتان على عجز قوات حفظ السلام عن منع حزب الله من زيادة أنشطته العسكرية في جنوب لبنان.
وأدى انفجار مروع في مرفأ العاصمة اللبنانية إلى مقتل ما لا يقل عن 171 شخصا وإصابة أكثر من 6000 شخص، وفقد العشرات، وتشريد أكثر من 300 ألف، ومع اشتداد الاضطرابات في شوارع بيروت والاحتجاجات ضد الحكومة، استقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، وسط مطالبات بتشكيلة تخلو من المحاصصة ومليشيا “حزب الله”.
لكن مطالب المتظاهرين اللبنانيين تتجاوز تنحي الحكومة، وتؤكد على تغييرات جذرية في الهيكل السياسي للبلاد، وهي بنية يمتلك فيها “حزب الله” حصة كبيرة، حسب التقرير.