قصة سيدنا يونس في القران
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الكثير من القصص مثل قصة سيدنا يونس في القران التي تحثنا على معرفة قدرة الله تعالى ووجوب استغفاره في كل مكان وفي كل وقت.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هذا الدعاء هو ما اشتهر به سيدنا يونس صلى الله عليه وسلم، كما حثنا رسول الله على ترديد هذا الدعاء دائمًا.
قصة سيدنا يونس عليه السلام
كان في زمن بعيد نبي من أنبياء الله يدعى يونس عليه السلام وكان يسمى ذا النون كما علمنا من القرآن الكريم، نزل عليه جبريل عليه السلام ليخبره بأن عليه هداية قومه ليخرجهم من عبادة الأوثان لعبادة الله تعالى، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، فإن فعلوا ذلك أثابهم الله الجنة، وكانت النتيجة أن قومه لم يؤمنوا بل زادوا كفرا وطغيانا.
حتى أخذ سيدنا يونس عليه السلام يتوعدهم بالنار ثم يحببهم في الجنة ويذكرهم بوجود يوم اسمه يوم القيامة تعرض فيه الأعمال على الله فيدخل عباده الصالحين الجنة ويلقى بالكافرين إلى النار، ولكن قومه أيضًا لم يستمعوا له.
حتى جاء يوم غضب فيه سيدنا يونس عليه السلام من قومه ومن عدم السماع له، فترك بلدته ووقف على الشاطئ ينتظر أي سفينة تقله إلى بلد آخر غير قومه كي يدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، ولكنه اقترف خطأين الأول أنه خرج بدون إذن من الله والخطأ الثاني أنه لم يعلم الغيب فربما كان سيؤمن قومه لو استمر في دعوته لهم.
وحين وجد سيدنا يونس سفينة ركب فيها على الفور، ومن ثم غلبه النوم من شده ما به من تعب، ولكنه عندما يبدأ في النوم ويغفو يفيق مفزوعًا بلا أي سبب، وكلما عاود للنوم مجددا يستيقظ مفزوعًا، فكان هذا أول دليل على عدم رضا الله تعالى بما صنعه.
وبعدما قامت السفينة التي تقل سيدنا يونس عليه السلام بمغادرة الرصيف والسير في البحر بدأ البحر في التقلب وبدأت العواصف في الهبوب وبعد ذلك بدأت أيضًا الأمواج في العلو حتى جاءت تلك الأمواج في اكتساح سطح السفينة، وخلف السفينة وجودوا حوت عظيم يتبع السفينة أينما ذهب وهو فاتح فمه.
ومن ثم بدأ الصراخ يعلو على سطح السفينة، فاتفقوا أن يلقوا بالأمتعة فلم يحدث شيء فقال قبطان السفينة أن نجري قرعة على الركاب ومن يخرج اسمه سيلقى في البحر لعل البحر يهدأ فهذا الفعل من تقاليد البحر لعل البحر غاضب من أحد ركاب السفينة، ووافق كل الركاب وبدأوا بعمل القرعة فاختاروا اسم يونس عليه السلام.
فلما رأوا بأنه يونس عليه السلام وكان معروفًا عندهم بأنه نبي فعاودوا القرعة مرة أخرى فظهر اسم يونس وعاودها مرة ثالثة فظهر أيضًا اسم يونس عليه السلام، فحينها أدرك سيدنا يونس أن الله تعالى يريد أن يعاقبه لما فعله من الابتعاد عن هداية قومه بدون إذن من الله تعالى بذلك، فقرر سيدنا يونس عليه السلام أن يلقي نفسه في البحر.
كل هذه الأحداث كانت ليلاً، في ليلة غير مقمرة حتى ضوء النجوم البعيد كان يختفي وراء الضباب الأسود الكثير، وصعد عليه السلام على حاجز السفينة وحين ألقى نفسه التقمه الحوت على الفور، ومن ثم هدأ البحر وهدأت الأمواج وانقشع الضباب.
وبعد فترة زمنية فاق سيدنا يونس عليه السلام فوجد نفسه في ظلمات فعرف حينها أنه في بطن الحوت، وهنا تأكد عليه السلام أنه ميت لا محاله، فرفع عليه السلام يديه إلى الله تعالى تناجيه ويستغفره لما بدر منه، واخذ يسبح الله كثيرًا وقال دعوته المشهورة لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأكثر في ترديدها كثيرًا لا يمل منها.
وفجأة شعر نبي الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن الحوت توقف، فأخذ سيدنا يونس يتضرع أكثر إلى الله تعالى ويسبحه ويستغفره إلى أن رضى الله عنه وصدر الأمر إلى الحوت أن يلفظه إلى جزيرة، فصعد الحوت إلى سطح البحر ثم ذهب إلى الجزيرة التي أراده الله أن يقذف بها سيدنا يونس، فقذفه فيها.
وعندما لفظ الحوت سيدنا يونس عليه السلام، وجد جسمه ملتهبًا بسبب الأحماض الموجودة في معدة الحوت، وعندما بدأت الشمس في الشروق لسعت جسد سيدنا يونس الملتهب ولكنه عاود استغفار الله تعالى وتسبيحه، فعلى الفور أنبت الله سبحانه وتعالى شجرة من يقطين كي تقيه من أشعة الشمس الحارقة.
مواطن ذكر قصة سيدنا يونس في القران الكريم
يوجد العديد من الآيات التي توضح قصة سيدنا يونس في القران الكريم مثل ما يلي:
- قال الله تعالى في سورة يونس بسم الله الرحمن الرحيم “فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين”.
- وفي سورة الأنبياء قال الله تعالى “وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين”.
- وفي سورة الصافات قال الله تعالى “وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين”.