الدعاء في صلاة الوتر
يعتبر الدعاء في صلاة الوتر كل ليلة من السنن التي يداوم عليها كل مسلم، حيث الدعاء يربط بين الله وعبده، مما يشعره بالراحة والسكينة، ويرتبط الدعاء بصلاة الوتر بعد أدائها.
صلاة الوتر
هي صلاة يختتم بها المسلم صلاة الليل، ويمكن أن تكون في أول الليل أو منتصفه أو آخره، وتسمى صلاة الوتر بهذا الاسم لأن ركعاتها فردية، ويمكن أن يكون عدد ركعات صلاة الوتر 3 أو 5 أو 10 أو 11 أو 13 ركعة، ووفقًا لغالبية الفقهاء تصلى مثنى مثنى.
ويوضح موقع البوابة طريقة صلاة الوتر كالتالي:
- صلاة الوتر يقوم المسلم بتأديتها ركعتين ركعتين، ثم يصلي ركعة واحدة بعدها ثم يسلم.
- يأتي وقت صلاة الوتر بعد انتهاء صلاة العشاء وتستمر حتى طلوع الفجر.
- يمكن أن تكون صلاة الوتر 11 أو 13ركعة، وفي هذه الحالة يكون الفصل بين ركعتين بتشهد وسلام، ثم ينتهي بركعة فردية يسلم بعدها.
- يمكن أن تكون صلاة الوتر ثلاثة ركعات يتم الفصل بينها بسلام بعد الانتهاء من ركعتي صلاة الشفع، ثم يصلي المسلم ركعة واحدة ويأتي بعدها بالتشهد والسلام.
- يمكن أن تكون صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهد وتسليم واحد، وفقًا لعلماء الحنفية.
- يمكن أن يكون صلاة الوتر ركعة واحدة فقط، وهو ما أجازه الشافعية ولكنه مكروه وأجازه الحنابلة دون كراهة.
- يمكن أن تكون صلاة الوتر ثلاث عشر ركعة، يصلي المسلم بين كل ركعتين حتى الركعة الثامنة، بعدها يصلي المسلم خمس ركعات بتسليمة واحدة، وهذا بحسب اجازه فقهاء الحنابلة والمالكية.
الدعاء في صلاة الوتر
يكون الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة هي سنة مؤكدة ومستحبة وتسمي باسم دعاء القنوت ويقال الدعاء في الركعة الأخيرة في صلاة الوتر أو بعد القيام من الركوع، ولا بأس إذا قاله المصلي قبل الركوع، كما يوجد صيغ كثيرة من دعاء الوتر من السنة النبوية ومن أشهر هذه الأدعية:
- اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
- اللهم أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت ولا منجا منك إلا إليك.
- اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير، ولا نكفرك، ونؤمن بك، ونخضع لك، ونخلع من يكفرك.
طريقة دعاء القنوت
- يرفع المسلم يديه إلى صدره قليلاً ويبسط يديه ويضمهما معًا.
- يدعو المسلم الدعاء (اللهم أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت ولا منجا منك إلا إليك).
- ثم يصلي على الرسول صلى الله وعليه وسلم ويثني عليه.
- يقول المسلم بعد أن ينتهي من الصلاة ويسلم (سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح) ثلاث مرات.
حكم الدعاء في صلاة الوتر
يختص الدعاء في صلاة الوتر بالأحكام التي وضحها العلماء في كتبهم، وهي تستند فيها إلى أقوال عديدة:
- المالكية: مكروه عندهم الإتيان بدعاء القنوت في صلاة الوتر.
- الشافعية: في رأيهم يسن الدعاء في النصف الثاني من شهر رمضان، أما غير ذلك فهو مكروه، وقال الإمام النووي أحد فقهاء الشافعية أنه مسنون طوال أيام السنة.
- الحنابلة: يسن القنوت في الوتر كل ليلة.
- الحنفية: يعتبر القنوت في صلاة الوتر سنة، واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما علّم الحسن بن علي رضي الله عنه دعاء الوتر، فقال: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر).
يعني أنها سنة مؤكدة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويأخذ المسلم ثواب وأجر على أدائها ولا يعاقب إذا لم يصليها ويجوز أداء صلاة الوتر بعد صلاة العشاء ويفضل تأخيرها إلى آخر الليل إذا كان متأكد أنه لن ينام.
وقت مشروعية الدعاء في صلاة الوتر
الدعاء يكون في وقت معين ويستحب الدعاء فيه، وكان ذكرت أقوال العلماء عنه:
- الحنفية والحنابلة: يرون أن الدعاء مشروع في كل أيام السنة، ودليلهم أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الحسن بن علي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به في قنوت الوتر.
- الشافعية: يرون أن الدعاء لا يشرع إلا في النصف الأخير من رمضان، ويرون أيضًا لا قنوت في الصلوات إلا في صلاة الفجر، أما القنوت في غير صلوات الفجر، فهو مخصوص بحالة نزول نازلة بالمسلمين.
- والدليل على ذلك ما روي عن أنس رضي الله عنه-أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في النصف من رمضان إلى آخره).
- المالكية يرون لا يوجد قنوت في الوتر على المشهور في مذهبهم.
- ويرى الإمام بن باز أن قنوت الوتر مستحب في بداية الليل أو منتصفه أو نهايته لأن دعاء الوتر مرتبط بصلاة الوتر، ووقتها من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، وبعدها يدعو المسلم في أي وقت ما يشاء دون أن ينسبه إليه بوقت محدد، وإذا ترك القنوت فلا حرج له.
ترك الدعاء في صلاة الوتر
اختلف الفقهاء في حكم من نسى القنوت في صلاة الوتر كالآتي:
- الحنفية: يرون أن القنوت جزء من صلاة الوتر، لذا على من نسيه يسجد سجود السهو.
- الحنابلة: هم يرون جواز سجود السهو لمن نسي الدعاء وعدم وجوبه، ولا بأس أن سجد ودليلهم أن القنوت ليس بفرض، وأن تركه لا يبطل صلاتَه ولو عمدًا؛ لأنّ القنوت ليس من أركان الصلاة.
- الشافعية والمالكية: قالوا إنه لا سجود لمن نسي القنوت، واستدلوا أن الدعاء ليس ركن من الصلاة ولا جزء منه بل أنه من الهيئات والمراد بهذا أنها من السنن التي لا تجبر بالنقص.
وفيما يتعلق ب الدعاء في صلاة الوتر أجمع العلماء على أنه ليس واجبًا ولا يجب المداومة عليه في كل ليلة، مما يعني جواز أن يؤدي المصلي صلاة الوتر دون دعاء.
