في كل مرة نجد أنفسنا في أحضان الطبيعة والخضرة مهما تعددت وسائل الترفية وتنوعت خياراتنا ووجهاتنا التي يصنعها مستثمر وتجتهد وزارات الدولة في تهيئة مايفوق ذلك ، إلا أن النفس بطبيعتها تمارس الزهد في مرات متعددة وتشتاق للصحراء والجبل والخضرة التي لم تعد الوجهة الأولى حالياً لكثير من المصطافين والمتنزهين.
المرافق العامة المفتوحة منها والمغلقة والتي هي حق عام ولمصلحة عامة تشهد وبالرغم من تناقص أعداد زوارها في كل عام مع تنوع الخيارات إقبالاً لابأس به يصل في بعض المناطق لكثافة تفوق العادة ويعتمد ذلك على الخيارات المتاحة في المنطقة ذاتها .
تلك الأماكن الخلابة التي تحتضن الجميع بحب دون تمييز في مستوياتهم المادية والفكرية بخدمات متنوعة لكل الأعمار والفئات وبمتابعة وإشراف من وزارة الشؤون البلدية والجهات المساندة لم تكن بخير حال .
فمع انتصاف فترة الإجازة وكثافة الزوار من مناطق ودول عدة لم يكن المنظر في عسير المنطقة بمحافظاتها ومراكزها التي مررت بها كما يتمناه من يأتي للتنزه . كان المنظر حزيناً على ملامح تلك الطبيعة التي يحفها الغيم ويداعبها المطر .
توقفت في ثلاثة أماكن وأنا في طريقي إلى المجاردة وكانت الصورة متشابهة للأسف في تفاصيلها التي لاتشبه ثقافة التنزه .
عبث في المرافق ، ومخلفات لم تكن الوجبات المتروكة في المكان أولها ولن يكون الأسوأ مما لاتحب أن تراه آخرها . لماذا؟!
هل يمارس المصطاف أو المتنزه اعتراضاً ما بطريقة عبثية؟
أؤمن أن تلك الحدائق والمتنزهات تم تصميمها وتنفيذها وفق اشتراطات معينة وبمعايير عالية تتناسب مع طبيعة المكان وتنوع الفئات وبمساحات تستوعب أكثر من العابرين بها ؟
لكن لماذا ؟
حتى الأسوار التي وضعت في حديقة ما لحمايتها من الحيوانات الضالة لم تسلم من يد العبث .
كارثة أن يحميها المسؤول من الحيوان الضال فيجد أن الإنسان أسبق إلى ذلك !!
اللوحات الإرشادية والشاشات العملاقة وحملات التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة والممتلكات العامة ألم تكفي هؤلاء ؟
أخيراً :
أهلا بكل زائر يحمل من الوعي مايجعله لايرى الأسوار إلا لحمايتها من الحيوانات الضالة
أهلا بمن يترك المكان لمن خلفه مكاناً يجعل من خلفه يقر أن من أمامه شخص مسلم أولاً وأخيراً .
اجعلوا المكان أفضل مما كان .