الإسلام خُلُق ..

مراهقٌ يحمل في يده لفافة دخان بلا استحياء ، وعاقلٌ يرمي بالقمامة من النافذة فلِقيمه العزاء ، محجبة تسيء إلى غير محجبةٍ فقط لأن الهادي لم يكتب لها الاهتداء ، خادمة أحرقت ثوب سيدتها سهواً فضاعفت الأعباء لتذيقها العناء ، أمٌ طلبت من ابنتها المساعدة في المطبخ فصعدت إلى دارها متجاهلةً النداء ، والدٌ بصحبة ابنه يستهزئ برجل أسود متناسياً حديث يا ابن السوداء . الثالثة فجراً والأولاد يجوبون الشوارع مع أفجر الأصدقاء ، رفع الأذان والمنادي ينادي والرجال ما زالوا يجلسون في الأنحاء ، الحياة جميلة وبسيطة ، وأعمارنا محدودة وقصيرة ، فلمَ نقضِها بألسنٍ سليطة ؟ وقلوبٍ من أوجاعها غُلّفت بضمّيدة ؟ ألسنا إنس ؟! والإنسان مشتق من النسيان ، فلنجعل منهج تعاملنا معه التسامح والنسيان ، حتى تشملنا رحمة الرحمن ، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فإن كانت الرحمة عظيمة عند ربنا الرحيم ، من نحن حتى نجعلها في الحضيض !! الخٌلق نعمة ، وانعدام الخُلق نقمة ، وبأخلاقنا نسمو لنصل إلى الجِنان ، ورسولنا كان خُلقه القرآن ، وبخُلقه تحلّى في السر والعيان ، تركنا على الحجة البيضاء واضحة البيان ، فكيف سنجيب عن ذلك التبيانِ إذا سألنا عنه المنّان ؟ لذا علينا تدارك أنفسنا قبل خلاصنا وانتهاء الزمان ، ونعيش الحياة بسلامٍ وأمان ، ونحب بعضنا بعضاً كإخوان ، حتى تعمّ السعادة والمحبة في كل بقعةٍ ومكان ، فمهما اختلفت الأشكال والألوان والأديان ، دوماً وبلا شك ستجمعنا كلمة إنسان.

Exit mobile version