كُتاب البوابة

أدب الكلام

اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف في مجتمعاتنا وأصبح بعضهم يبرر ذلك لنفسه ببعض الكلام كقوله أنا صريحاً، وأنا أتكلم بطبيعتي، أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق ، والحقيقة أن هناك فرق كبير جدا بين النفاق ومراعاة مشاعر الآخرين، وبين الصراحة والوقاحة..!!!
كان العرب يتفننون في الأدب وينشؤون أبناءهم عليه, حتى إنهم فضلوه على العلم … فعندهم جاهل أديب خير من متعلم غير مؤدب”…
ومن فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب لكل مقام، حتى إنهم قالوا لكل مقام مقال
فيقال للمريض : “معافى”
وللأعمى : بصير”…
وللأعور : “كريم العين”…
وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران، فسأل وزيره الفضل بن الربيع: ما هذه ؟ فأجابه الوزير :
عروق الرماح يا أمير المؤمنين…
أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران؟ لأن أم هارون الرشيد كان اسمها “الخيزران”…!!!
فالوزير يعرف من يخاطب، فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة….
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خرج يتفقد المدينة ليلاً فرأى نارا موقدة فوقف وقال :
يا أهل الضَّوء..!! وكره أن يقول :
يا أهل النَّار..!!!

ولما سُئِل العباس ( رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين،) :
أأنت أكبر أم رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟…فأجاب العباس قائلاً :
هو أكبر مني، ولكني ولدت قبله..!!
فما أجملها من إجابة في قمة
الأدب لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام…..

يجب أن نعي جيدا أنه بين كسر
القلوب وكسبها خيط رفيع جدا
اسمه : الأسلوب والكلمة الطيبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى