نزيف الدماغ.. يخطف الكبار والصغار

توفي يوم أمس الفنان السوري شادي زيدان، وترددت الكثير من الأنباء حول أن الوفاة سببها نزيف الدماغ، وفي هذا المقال سنخبرك عن هذا القاتل الصامت، وكيف يحدث وما هي نسبة النجاة منه والبقاء على قيد الحياة.

ما هو نزيف الدماغ

يعتبر نزيف الدماغ حالة من تسرب الدم وجريانه إلى خارج الأوعية الدموية، ويحدث ذلك نتيجة انفجار يصيب أحد الأوعية الدموية الموجودة في الجسم والتي تغذي الدماغ بشكل مباشر، ويحدث هذا التسرب الدموي حيث تتواجد الأنسجة والأغشية الدماغية تحديداً.

حيث أن النزيف في الدماغ يحدث داخل منطقة المخ ما بين الدماغ بحد ذاته وما بين أحد أغشيته، أو بين الأغشية الدماغية بين بعضها، أو بين الجمجمة وبين الغلاف الدماغي.

ماذا يحدث عند النزيف في الدماغ؟

عندما يحدث نزيف الدماغ تنقطع عملية التروية الدموية بشكل كامل إلى الأنسجة الموجودة في الدماغ، والأمر الخطير هنا هو أنه في حال انقطعت هذه الأنسجة لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 6 دقائق فمن الممكن أن تتسبب بموت وتلف الأنسجة في الدماغ وبالتالي تفقد وظيفتها الحيوية وتؤثر على أعضاء أخرى.

نزيف الدماغ في الجهة اليسرى

النزيف الدماغي الذي يجري في الجهة اليسرى من الدماغ من شأنه أن يسبب توعكاً في الكلام، حيث يفقد الإنسان حاسة النطق تماماً، وتفقد لديه هذه الوظيفة بشكل كلي وكامل أو بشكل جزئي، وذلك بسبب نقص وصول الكميات الكافية من الدم إليه.

فالدماغ يحصل على موارده من الأكسجين ومن الغذاء من خلال شبكة متكاملة ومنتظمة العمل من الأوعية الدموية، وكل له وظيفته ومهامه والتي تؤثر بشكل طبيعي بالنهاية على وظيفة الدماغ، وبالتالي فإن أي انسداد بشكل مفاجئ لأحد هذه الشرايين أو الأوعية من شأنه أن يؤدي إلى تهتك وتلف الأنسجة الدماغية.

ارتجاج المخ.. أخطر مما تعتقد

وهنا تحدث وتنشأ أعراض فقدان وظيفية، وذلك تبعاً لمكان الشريان، في حين يؤدي هذا الانسداد إلى الوفاة في حال كان التلف كبيراً جداً، أما إذا بقي الإنسان على قيد الحياة، فهذا من شأنه أن يساعده على استرجاع الوظائف الدماغية كلياً أو جزئياً تبعاً لكل حالة مرضية.

أسباب نزيف الدماغ

من ابرز الأسباب التي تؤدي إلى نزيف في الدماغ نذكر لكم:

ارتفاع مفرط وكبير في ضغط الدم، استخدام الأدوية المضادة لعملية تخثر الدم والتي تدعى “مميعات”، إضافة إلى اضطرابات الدم، كما أن وجود الأورام في الدماغ من شأنه أن يكون سبباً في نزيف الدماغ.

ليس هذا فحسب، بل هناك حالات يكون فيها السبب المباشر هو حادث أو ضربة قوية تعرض لها الدماغ وتسببت بالنزيف، كما قد يعود السبب إلى ضعف وهشاشة الجدران الشريانية، إضافة إلى وجود تشوهات وريدية شريانية.

كما من الممكن أن يحدث النزيف في الدماغ أو انسداد الشرايين بسبب جلطة دموية تمكنت من التكون في أوعية مختلفة في الجسم وبالتالي تسير مع مجرى الدم في الأوعية لتصل إلى أوعية الدماغ وتتسبب بانسداد أحدها وإغلاقه.

أعراض نزيف الدماغ

تتجسد الأعراض التي تظهر في حالة وجود نزيف في الدماغ بعدد كبير ومهم من الأعراض ونذكر لكم منها:

الغثيان والقيء، الخمول والوهن العام، الإحساس بالخدران الكبير، ضعف الوجه المفاجئ، تخدر في جانب واحد من الأطراف في اليد والقدم سوية، قد يحدث فقدان للوعي أو حتى فقدان مؤقت للبصر، فضلاً عن وجود نوبات اختلاج.

ليس هذا فحسب بل هناك أعراض أخرى منها الصداع القوي والشديد، الصرع، إضافة إلى صعوبة النطق أو الكلام، فقدان القدرة على التوازن، يصبح الشخص غير قادر على الكتابة أو القراءة، وقد يكون لديه صعوبة في البلع.

تشخيص النزيف في الدماغ

يتم التشخيص عبر أحد الإجراءات التالية:

التصوير المقطعي الدقيق الذي يوضح الاوعية الدموية.

تصوير الأوعية الدموية.

تصوير الرنين المغناطيسي.

علاج النزيف في الدماغ

لكل حالة مرضية طرقها وخصوصيتها، إلا أنه ينصح بشكل عام بالتروي وعدم الانفعال خلال إسعاف المريض والذي قد يؤدي بشكل أو بآخر إلى تسبب أذية له، ولهذا على مرافق المريض أن يتصرف بذكاء فيطلب الإسعاف ويستغل الوقت في تطمين المريض.

خاتمة

على الرغم من أنه يحدث فجأة وعلى غفلة إلا أن يمكن للمريض أن ينجو من النزيف في حال وصل في الوقت المناسب وتلفى الإسعافات والعلاجات الأولية اللازمة ووضع تحت المراقبة في العناية المركزية.