أكثَروا الترويج عنه في إعلانات التلفاز والجوال وجعلوه في مقدمة شروط قبول المتقدم في بعض الوظائف، ولّوهُ أهميةً كبيرة في حياتنا حتى سقط البعض منا في هاوية الهوس، يصرف جلّ ماله على جماله وعند مثوله أمام المرآة يتوهم وجود عيب آخر في جسمه رغم إجرائه جراحةً تجميليةً لتوه ثم تبدأ رحلة التنقل بين عيادات التجميل من جديد.
كم أتحسر عند رؤية التأثير السلبي الذي خلّفه حب الجَمال في أفراد مجتمعي، رأيت شبابًا يقدمون أناقة المظهر على الشخصية عند تخيّرهم للأصدقاء،ويبحث الرجل عن زوجة حسناء متجاهلًا أن تكون ذات دين وصلاح،وكم من النساء من يفضلن الوسيم ذو البنية القوية متعامين عن الرجولة والأخلاق.
أوهمونا أن الجمال يجلب المال ويقيم الحظ ويسهّل لك المنال حتى باتت أعيننا تبحث عن جمال الصورة والهندام إذا التقت بإنسان، صحيح أن الجمال يجلب المال ولكن مقابل التخلي عن الحياء، ويدير عقرب الحظ نحوك إذا قبلت أن تكون سلعة استعراض، ويسهل منال مبتغاك ولكن بطرقٍ ملتوية. أي نعم إن الله جميل يحب الجمال ولكن لا ينبغي أن نجعل الجمال مقياسًا لرفعتنا أو احتقارنا رغم حب الله للجمال إلا أنه لا يحاسبنا حسب صورنا بل حسب ما تحمل قلوبنا من جَمال.